انخفاض معدل الذكاء وضعف الذاكرة… من تأثيرات كورونا

1

تعبيرية

أشارت الأدلة العلمية المتزايدة إلى أن الإصابة بفيروس “SARS-CoV-2” (الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد) يؤثر بشكل عميق على صحة الدماغ بعدة طرق. وشرح زياد العلي، الطبيب وعالم الأوبئة السريرية، في مقال كتبه في “The Conversation”، والذي أعادت مجلة “ساينتيفيك اميركان” (Scientific American) نشره لاحقًا، بالتفصيل الدراسات العديدة التي تسلط الضوء على ما وصفه بـ”العلامة التي لا تمحى” التي يتركها فيروس كورونا على الدماغ وعمله. وكتب العلي، وهو مدير مركز علم الأوبئة السريرية في نظام الرعاية الصحية في فيرجينيا سانت لويس في ميسوري، أنه كان يدرس مرض كوفيد الطويل الأمد منذ انتشار التقارير المبكرة عنه. وأوضح في مقاله أن “التحليلات الوبائية الكبيرة” أظهرت أن الأشخاص المصابين بفيروس كورونا كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعجز الإدراكي بما في ذلك مشاكل الذاكرة. وأظهرت دراسة أجريت على أشخاص مصابين بشكل خفيف إلى متوسط من الفيروس التهابا كبيرا وطويل الأمد في الدماغ وتغيرات “تتناسب مع سبع سنوات من شيخوخة الدماغ”. واستشهد العلي أيضًا بدراسات التصوير التي أجريت على الأشخاص قبل وبعد الإصابة بكوفيد، والتي أظهرت “انكماش حجم الدماغ” و”تغير بنية الدماغ” بعد الإصابة. وكشف بحث آخر أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى أو العناية المركزة وسط إصابتهم بكوفيد قد يصابون “بعجز إدراكي وأضرار أخرى في الدماغ تعادل 20 عامًا من الشيخوخة”. إلى ذلك، سلط العلي الضوء على التحليل الأولي الذي جمع بيانات من 11 دراسة والتي أظهرت أن فيروس كورونا يزيد من خطر الإصابة بالخرف الجديد لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. وأشار أيضًا إلى أن عمليات التشريح التي أجريت على الأشخاص الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا كشفت عن “ضرر مدمر” في أدمغتهم. وأظهر تشريح جثث الأشخاص الذين أصيبوا بحالات حادة من مرض كوفيد-19 ولكنهم توفوا بعد بضعة أشهر لأسباب أخرى، أن الفيروس لا يزال موجودا في أنسجة المخ، مما يشير إلى أن “سارس -كوف-2 ليس مجرد فيروس تنفسي”. وكتب العلي أن الدراسات التي تقيم المرضى المصابين بكوفيد في المستشفى والذين عانوا من ضباب الدماغ تشير إلى أن الفيروس يمكن أن يعطل حاجز الدم في الدماغ، وهو “الدرع الذي يحمي الجهاز العصبي، وهو مركز التحكم والقيادة في أجسادنا”. وأفاد العلي بأن في دراسة نشرت مؤخرًا في 29 شباط (فبراير) في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” قيمت القدرات المعرفية بما في ذلك التفكير المكاني والذاكرة والتخطيط لدى ما يقرب من 113,000 شخص أصيبوا سابقًا بكوفيد، “وجد الباحثون أن أولئك الذين أصيبوا بالعدوى لديهم عجز كبير في الذاكرة وأداء المهام التنفيذية”. قد شوهد هذا العجز بين الأشخاص المصابين بالفيروس في المرحلة المبكرة من الوباء، وكذلك عندما كانت متحورة “دلتا” ومتحورة “أوميكرون” هي السائدة. بحسب العلي، وجدت الدراسة نفسها أن “أولئك الذين كانوا يعانون من أعراض خفيفة من كوفيد-19 أظهروا تدهورًا إدراكيًا يعادل فقدان ثلاث نقاط في معدل الذكاء”. وأولئك الذين يعانون من أعراض مستمرة لم يتم حلها، مثل التعب وضيق التنفس، عانوا من خسارة ست نقاط في معدل الذكاء، في حين أن الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة بسبب فيروس كورونا انخفض لديهم تسع نقاط. ووثقت دراسة أخرى في نفس العدد من مجلة “نيو إنغلاند” الطبية، والتي شملت 100,000 نروجي، أن وظيفة الذاكرة الأسوأ في عدة نقاط زمنية تصل إلى 36 شهرًا بعد اختبار فيروس كورونا الإيجابي.
وكتب العلي: “تظهر هذه الدراسات مجتمعة أن كوفيد-19 يشكل خطرا جسيما على صحة الدماغ، حتى في الحالات الخفيفة، ويتم الآن الكشف عن التأثيرات على الشعب”.
وأضاف: “تؤكد مجموعة الأبحاث المتزايدة الآن أن كوفيد-19 يجب اعتباره فيروسا له تأثير كبير على الدماغ”.

التعليقات معطلة.