( ايران ومغريات القوة والطموح )

1

حسن فليح / محلل سياسي

قبلهم هتلر وطموحاته التوسعية والغير مشروعة ولتي سببت الحرب العالمية الثانية وما آلت اليه من مآسي كبيرة انتهت بخسارة المانية الحرب وشهدت نهاية الحكم النازي فيها ، اليوم النظام في طهران ذات الاهداف التوسعية بفكرة وعقلية تصدير الثورة تحت ادارة نظام ولاية الفقيه اطلقت ايران لنفسها العنان في لبنان وسوريا والعراق واليمن وأخذت تشكل تهديداً مباشراً لدول الخليج ، والملاحة الدولية والسلم العالمي وسعيها لامتلاك السلاح النووي في ضل ظروف دولية غير مستقرة ومختلفة في تعاطيها مع الخطر الذي يشكله نظام طهران علىٰ العالم ودول المنطقة ، بالوقت الذي يعيش العرب حالة الانيهار في منظومة امنهم القومي ، وغياب ألموقف الموحد اقليمياً ودولياً ، وتراجع امريكي واضح من الشرق الاوسط ، الامر الذي اتاح لايران الفرصة ان تلعب دوراً مثلما تطمح وتريد ، دون رادع ودون عناء خاصةً بعد ان هيمنت وتغلغت باربع عواصم عربية ، ولم تتوقف بسعيها لظم المزيد ، لاشك ان ايران وبعد نجاحها المرتقب والمحتمل في مفاوضات جنيف سيعزز من هيمنتها وطموحاتها والعمل علىٰ المضي لتحقيقها في المنطقة ، وسيرىٰ محور ايران الصين روسيا مجالهُ الحيوي شرق اوسطياً عبر طهران وسيشهد العالم تحولاً كبيراً في تغير المعادلة الدولية ، هل ان الولايات المتحدة وحلفائها مدركين لذلك الامتحان الصعب؟ والذي جاءَ نتيجة لستراتيجية الولايات المتحدة المتبعة والمتهاونة مع طهران في ضل سياسة الرئيس اوباما وادارة بايدن الان ، هذا ما تجيبنا عليه محنة امريكا في محادثات جنيف وما يتمخظ عنها من فشل أو نجاح ، كما وأن لأزمة روسيا وأوكرانيا والصين مع تايوان المتزامنتان تلقي هي الاخرىٰ بضلالها علىٰ مسرح الاحداث الساخنه من حولنا ، ذلك فضلاً عن الضغط والقلق الاسرائيلي من ايران ولذي لايقتصر علىٰ برنامج ايران النووي ، وانما القلق والخشية من صواريخها البالستية والطيران المسير والذي أصبح ضاهره بيد المليشات التابعة لايران والذين يحاربون بالنيابة عنها ، اسرائيل تشعر انها مطوقة من الفصائل المسلحة في غزة ولبنان وسوريا والعراق والحوثي في اليمن وان الصواريخ والمسيرات التي اطلقها الحوثي علىٰ السعودية والامارات تشكل نفس المسافة من اليمن لاسرائيل ، لم يشهد العالم في تاريخ نزاعاته مثل هذا الانفلات للصواريخ البالستية والطيران المسير مثلما يحصل الان في منطقتنا والاخطر ان تلك الطائرات والصواريخ بيد فصائل مسلحة غير منضبطة ولا تحتكم للقانون الدولي وغير آبه بالسلم الاهلي والعالمي انه الانفلات الخطير والمقلق جداً بات الامر اكثر صعوبة ولا يُحل عبر مفاوضات واجراء تسويات سياسية تضمن الحلول الموقته والغير جذرية ، المشكلة الاساسية بالعقلية الخطيرة التي تقود النظام في طهران ولتي سعت وخلقت كل هذا الذي يجري الان ، علىٰ المجتمع الدولي ان يجد حلاً قبل ان يجد نفسه بمواجهة حتمية لاتقل خطورة بل ربما اشد من المواجهه التي حصلت مع النظام النازي في المانيا ، عجباً كيف استطاعت الولايات المتحدة ان تجمع ٣٣ دولة وتحشد المجتمع الدولي حينها لردع صدام حسين وأزالت خطورته ، ولآن تقف عاجزة عن ذلك لمواجهة خطر النظام الايراني وسلوكه المثير للأستفزاز والمهدد للاستقرار الدولي ، حيث يثير الامر السؤال التالي ، من هو الاكثر خطراً علىٰ العالم ، نظام صدام حسين بالمقارنه مع الخطر الذي يشكله الان نظام الملالي في طهران علىٰ السلم العالمي ودول المنطقة ؟ سؤال مطلوب الاجابة علية من الادارة الامريكية تحديداً ، ومهما تكن نوع الاجابة ودقتها فأنها لاتعفي الولايات المتحدة وتخلي مسؤوليتها من انها تعاملت بازدواجية مفرطه مثيرة للجدل والاستغراب في طريقة تعاطيها ومهادنتها للعبث والتهور الايراني الذي سيجر العالم والمنطقة الىٰ حرباً من طراز مختلف كنتيجة حتمية لطموحات القوه والغرور ، مثلما حصل للنظام الهتلري في المانيا ونظام صدام حسين في العراق ، شائت اميركا ام ابت ستجد نفسها مرغمه وغير مختارة لخوض تلك الحرب ، التي حرصت بكل ماتستطيع لعدم القيام بها ضد ايران حفاظاً علىٰ المعادلة الاقليمة بالمنطقة وادركاً منها ان نهاية النظام في طهران يعرض قواعد اللعبة وادواتها للأنهار لصالح العرب ، الامر الذي جعل الامريكان الىٰ ترك دول الخليج يواجهون مصيرهم لوحدهم امام ايران وسحبت قواعدها العسكرية من قطر وأخلت صواريخ الباتروت من السعودية والامارات ، ضناً منها ان ذلك سيدفع دول الخليج وايران الىٰ التفاوض الاقليمي بدلاً من الحرب ، فمهما كانت نتائج المحادثات في جنيف تجنباً للحرب والمواجهه ، فحرب الخليج الرابعة قادمة لامحال ، وستكون السبب والمسوغ لقيام وضهور نظام اقليمي ودولي جديد ومختلف كلياً عما هو عليه الان .

التعليقات معطلة.