حسن فليح / محلل سياسي
لم تنفك ألصراعات والأرادات ألدولية حول ألعراق ، منذُ عقود خلت ولازالت وبالرغم من ألأحتلال ألأمريكي للعراق ، ألذي لم يستطع حسم تلك ألصراعات بل فتح أبواب ألعراق علىٰ مصراعيها لكل من هب ودب ليدلو بدلوه ، أليوم أصبحت تلك ألصراعات أكثر أحتداماً وقوة وتشابكاً وتدخلاً في بلادنا ، في حين شكل غياب ألأرادة ألوطنية ألعراقية ألعلامة ألبارزة والملاحضة ألكبرىٰ أمام تلك ألصراعات والأرادات ألدولية كما أن ألغياب ساعد ألىٰ حد كبير من بلوغ ألصراعات والتدخلات أهدافها ، وأصبحت ألأرادة الوطنية عاجزة من ألتأثير بالواقع ألسياسي لبلورة مناخ أفضل بالأنتخابات وعدم ترك ألعملية ألأنتخابية أسيرة أحزاب ألصدفة والموالات لجهات خارجية لاعلاقة لها بالمصالح ألوطنية للعراق ألحراك ألوطني فشل من أستلام ألسلطة أنتخابياً ليكون لهُ ألتأثير ألواضح بدفع ألمجتمع ألدولي للتعامل معهُ كحقيقة معبرة عن طموحات ألعراقيين جميعاً ، حينها لايسمح ولايترك ألمجال للمجتمع ألدولي بتجاهله والعبور فوق أهدافه ، ألأمر ألذي يؤكد أن ألعراق ألأن ساحة صراع دولي للأقوىٰ وعابر لأرادة ألعراقيين وأهدافهم ومصالاحهم ألوطنية ، أميريكا من جهتها تستعد لسحب قواتها ألقتالية مطلع ألعام ألقادم ، بعد أن خطت لنفسها سياسة جديدة للتعامل والتعاطي بها بالمسألة ألعراقية ومشاكل ألشرق ألأوسط ، وتم توزيع ألأدوار والأهداف بين حلفائها ، أما مايخص أنتخابات تشرين لا يعول عليها ألعراقيون بل سأموها ولم يكترثوا لها ولا لنتائجيها كونها لاتختلف عن سابقاتها والنتائج معروفة ومحسومة سلفاً ، أما ألنظام في أيران وفصائله ألمسلحة في ألعراق ألتي وجدت ضالتها بالأنسحاب ألأميركي ، وبدأت تستعد هي ألأخرىٰ لأستكمال أهدافها وسد ألفراغ ألذي سيخلفهُ ألأميريكان كما تعتقد وفي مايخص ثورة ألغضب ألشعبية أستطاعت أيران واحزابها ألموالية من قمع ألثورة لحين ، كون أسباب ألثورة قائمة بل زادت ألثوار قوة وتجربة في كيفية ألمواجهه ، وأدرك رجالات ألثورة وناشطيها بعدم كفاية ألرفض ألمجرد والغضب لتحقيق ألأهداف ، نقول لابد من وجود رؤيا شاملة ذات أهداف واضحة وقراءة صحيحة للوضع ألداخلي والدولي لرسم ألية ألمواجهة ألتي من شأنها أن تثير وتستنفر ألقناعة والأيمان للعراقيين أولاً والمجتمع الدولي ثانياً ، وبأطار منطقي وعلمي بعيداً عن ألأدلجة والدين وتحمل في طياتها فكرة وهدف ألتعايش ألسلمي للشعب ألعراقي وشعوب ألمنطقة بأسرها ، فرنسا زعيمة الأتحاد ألاٖوربي صدرت نفسها هي ألأخرىٰ لملىء ألفراغ أمام أيران وبالأتفاق مع ألاميريكان وقوىٰ ألتحالف ألدولي ، منطلقين من فكرة مقبولية أوربا لدىٰ ألشعب ألعراقي ، ألأسرائيلين من جهتهم أكدوا أنهم ، سيستهدفون ألفصائل المسلحة ألموالية لأيران في ألعراق وسوريا ولبنان وغزة ، وربما يتسع أمر ألمواجهه في حال دافعت أيران عن مواليها ، كل ذلك يجري علىٰ ألساحة ألعراقية ومن خلالها ، ألأتحاد ألأوربي أعلن عن عزمه لتشكيل وبناء جيش أوربا ألموحد للدفاع عن مصالحة في ألعالم والشرق ألأوسط ، أمريكا وأنسحابها من مناطق نفوذها لايدل علىٰ ألهزيمة بقدر مايدل علىٰ أستعدادها والتفرغ لمواجهة ألصين وروسيا والدفاع بشكل أفضل لكسب ألنتائج ، ألمهم بالموضوع أين ألعراق من كل هذا ، ومتىٰ تعي وتتوحد قواه ألوطنية للدفاع عن بلدها ومقدرات شعبها ألمنهوبه وعن نفسها ومتىٰ يشعر ألعراقيون هناك من يمثلهم ويقودهم برؤيا وطنية خالصة وثاقبة ليقول نيابةً عن ألعراقيين ونقل همومهم وتأكيد رفضهم لما يدور حولهم ، أقّلها للتاريخ وأمام ألمجتمع ألدولي ، ألعراق ألأن مرهون بتلك ألصراعات ونتائجيها علىٰ ألأرض ألعراقية وبالدماء والمال ألعراقي في حين لامصلحة لنا من سيكسب ومن سيندحر ، وفي جميع ألأحوال ألعراق هو ألخاسر ألوحيد وبلا هدف ، أي قدر وأيي مصير هذا ألذي نحن فيه ، وأي مصيبة نحن نعيش ، والطبقة ألسياسية غير أَبهه بما يجري حولنا وتتصارع من هو رئيس ألوزراء ألقادم ومن هي ألكتلة ألأكبر ألتي ستشكل حكومة وبرلمان ألأنتداب ألخارجي على ألعراق وشعبه أي برلمان واي حكومة ، بعد أن جربوا ألعراقيين عدة حكومات وعدة برلمانات وعدة أنتخابات جميعها كانت مزيفة وهزيلة أنها مهزلة ألتاريخ ألسياسي ألعراقي وسذاجة ألسياسين وعدم شعورهم بالمسؤولية ألوطنية ومتطلبات ألمرحلة والمخاطر ألتي تواجه ألعراق ومصيرهُ ألمرهون بتلك ألصراعات .