( ألغرب ومحاولة جعل أوكرانيا منطقة قتل واستنزاف لروسيا )

1

حسن فليح / محلل سياسي

من الواضح من سير المعارك في اوكرانيا ، وتفاعلاتها السياسية والدولية وخاصةًفيما يتعلق بالمواقف الامريكية وحلف الناتو الساعي الى تطبيق قرارات الحصار المالي علىٰ موسكو وامداد اوكرانيا بالدعم العسكري بالسلاح والاموال ومحاولة اطالة امد الحرب وجعل اوكرانيا منطقة قتل واستنزاف عسكري ومالي وسياسي لروسيا جميع تلك المواقف كانت بمثابة المشاركة بالحرب ، فمن غير المعقول ان يكون ذلك مفاجئاً ولم يكن بالحسبان من قبل ألقيادة الروسية من سياسين وعسكرين ، روسيا اليوم تواجه المعسكر الغربي كلة بقيادة امريكية وليس الامر يختصر علىٰ اوكرانيا بمفردها ، الحرب العالمية بدأت فصولها بمشاركة الغرب كلة ، واليوم يعيش العالم صفحتها الاولىٰ المتمثلة بالغرب ودفاعة عن نظامهُ الدولي ، وروسيا ومن خلفها الصين المتحدين والعازمين لاقامة معادلة دولية جديدة ونظام عالمي جديد لايسمح لامريكا بالتحكم به مستقبلاً ، يعزز ذلك القول المشترك للرئيسين الروسي والصيني وتأكيدهما ( يجب علينا مواجهة الدور الخبيث لامريكا في دول العالم ) من هذا المنطلق باتت اوكرانيا بوابة وعنوان هذا الصراع ، وتعاقب صفحات المعركة العالمية في اوكرانيا حسب طبيعة المنازلة واستحقاقاتها علىٰ الارض ونعكاساتها الدولية ،
مما دفع بالرئيس الروسي بوتن بتفعيل ورفع جاهزية الردع النووي ، اشارةً منهُ للناتو بان روسيا غير مستعدة لخسارة الحرب مهما تكن نتائجها وهي ماضية لتحقيق اهدافها وعلىٰ الرغم من حزمة العقوبات القاسية ، تلك الرسالة جعلت من ماكرون يسارع للاتصال بالرئيس بوتن واكد على.ضرورة الحلول الدبلوماسية والتشجيع علىٰ المحادثات بين اوكرانيا وروسيا لتجاوز الازمة ، في حين لم يتم وقف لاطلاق النار الذي طالب به الرئيس زيلينسكي أثناء المفاوضات ورفضتهُ روسيا واستمرت بالضغط العسكري علىٰ العاصمة كييف وعزلها وضرب مطاراتها ومحاصرتها بغية عدم ايصال المساعدات العسكرية لها ، لتحدث بذلك مزيداً من الضغط علىٰ حكومة كييف وعلىٰ الوفد المفاوض للقبول بالشروط الروسية ، السؤال من الذي تبقىٰٖ لبوتن في حال فشل المفاوضات وتعذر الحسم العسكري ؟ حقيقة الامر كل الاحتمالات واردة وفي حال فشل المفاوضات بين طرفي النزاع ستدفع بالقيادة الروسية الىٰ فتح جبهات اخرىٰ وعدم السماح للناتو بتحقيق اهدافة بجعل روسيا في حالة استنزاف طويل الاجل ، ليست موسكو التي يتم عزلها عن العالم بسهولة وتهميش دورها وخنقها وجعلها تعيش ازمتها دون حل يفرض من قبلها ، سياسة امريكا والناتو بجعل اوكرانيا ساحة حرب عالمية بالنيابة عن الناتو ستجعل العالم امام مواجهة حرب عالمية ثالثة خارج الاطار الاوكراني والتي قلنا اننا نعيش صفحتها الاولىٰ ، وتعاقب الصفحات وتفعيلها ستأتي بعد شعور روسيا انها مستهدفة بجدية بالغة ، خاصةً بعد ان تكشف للعالم عن اهمية المبررات والدواعي الامنية التي تمس صميم امنها القومي ، وصحة مخاوفها من أن الناتو يريد ان يتوسع شرقاً ليشكل التهديد القريب علىٰ موسكو ، لازالت روسيا تمتلك خيارات عديدة احدها فتح الجبهه الايرانية بالضغط علىٰ دول الخليج وربما القيام بغلق مضيق هرمز بمساعدة روسيا كخيار مبيت ، من اجل حرمان اوربا وامريكا من توريد النفط والغاز لهما والعمل علىٰ زيادة ازمة الوقود لدىٰ اوربا وتفاقمها ومن اجل اجبار الناتو لدخول الحرب ، التي يتجنبها الغرب ويتجنب الخوض بها ، أن الحرب الدائرة الان في اوكرانيا لا تستهدف اوكرانيا بمفردها بل تستهدف النظام الدولي الحالي ونواياه التوسعية ضد روسيا ، وبتلك الحركة بمضيق هرمز يتم خلق معادلة الحل ، النفط والغاز مقابل حزمة القرارات المتخذة من قبل الغرب ضد موسكو وعدم توسيع حلف الناتو شرقاً ونزع اسلحة اوكرانيا ، حينها ستلعب الصين دوراً كبيراً بتلويح بالذهاب لخيار الحرب مع موسكو بتزامن مع عرض وساطتها للقيام بدور الوسيط لحل الازمة ، ومن المؤكد سيقبل الغرب بيوساطة الصين المعروفة بثقلها وحكمتها وأثرها بالمعادلة الدولية ، وذلك افضل للناتو من دخول الصين الىٰ جانب روسيا بالحرب ضد اوربا وامريكا ، والقبول بالواقع الجديد وتجنب الحرب النووية كخيار وحيد متبقي امام الغرب بعد الخيار المحتمل الذي ستقوم به موسكو لتحقيق اهدافها في حالة فشل المفاوضات وتعذر الحل العسكري بكييف .

التعليقات معطلة.