حسن فليح / محلل سياسي
أستمعت الىٰ كلمة اْلرئيس ٔاْلتركي اْوردغان في جمع من
ألأتراك وتحت عنوان استمعوا لي جيداً ، تحدث فيه عن أحتلال هولاكو للعراق وكيف قتل اْلألاف ودمر جميع ألجوامع والقصور والمكتبات والأرث اْلثقافي والحضاري للعراقيين وبعدها طلب هولاكو اْن يقابل أعلم علماء ألعراق . ومن ألمؤكد لا أحد من ألعلماء يجازف بمقابلة هولاكو ، وتبرع شاب عراقي أسمه كادهان كان يعمل معلم لمقابلة هولاكو وعندما ذهب ألشاب أسطحب معة بعير . وماعز . وديك . وعند دخول ألشاب ألبغدادي علىٰ هولاكو قال له كيف تجرء أن تقابلني وأنت صغير لايوجد أحد اْكبر منك ، اْجاب ألشاب أذا شئت أحداً كبيراً فهناك بعير بالباب ينتضر وأذا شئت أحداً ملتحي فهناك اْيضا ماعز وأذا رغبت صوتا قويا فهناك ديك وتستطيع اْن تطلب من تريد ، أفتهم هولاكو أنه يقابل شخص غير عادي وسأل ألشاب ومن ألذي أتىٰ بي ألىٰ هنا يقصد ألىٰ ألعراق أجاب ألشاب أعمالنا وذنوبنا ومعاصينا وجحودنا بنعمة ألله ، واردف هولاكو بسؤال اْلشاب ومن ألذي يستطيع أن يبعدني من هنا يقصد من بغداد ، أجاب ألشاب عندما نشكر نعم ألله علينا وأن نتوحد ولانفرق بيننا ، عندها لم تستطيع اْلوقوف والبقاء هنا ، و ألىٰ هنا أنهىٰ حديثهِ ألسيد أوردغان وقصته ألتاريخية بعد أن ختمها بقولهُ للحاضريين والمستمعين أفهمتهم كلامي؟ فصاح ألجميع نعم ، ألسؤال ماذا أراد أوردغان من قصته عن ألعراق وهولاكو وقدرة أللة ؟ وما علاقة ألعراقيين والشاب ألشجاع ألذي أجاب هولاكو وماهو ألمغزى ألذي أرادهُ أوردغان أيصالة ألىٰ ألشعب ألتركي ؟ أذا كان ألمقصود ألشعب ألتركي أن يشكر ألله علىٰ نعمتة وبأثر أوردغاني فذلك شأن داخلي وليس لنا دخلاً فيه ولكن لماذا ألقصة عراقية وأحداثها عراقية في حين أن ألتراث ألتركي زاخر بالقصص والأمثال والحكم ألشعبية للدلالة علىٰ مايريدة أوردغان من قصته للشعب ألتركي ؟ ذلك يدفعنا الى ألقول أن ألحلم ألتركي بقيادة أوردغان ألأسلامي يشكل منطلقا لحديثة هذا كي يصدر نفسه منقذا للعراقيين وعلىٰ ألعراقيين أن يشكرو نعمتهم فيما أذا تدخلت تركياألأوردغانية لأنقاذهم ألعراق ألذي أصبح ملعبا للقاصي والداني وفريسةً سهلة للتدخلات والأرادات والأحلام ابتداءً من أميريكا وأيران وفرنسا ألاعب الجديد بوكالة أميركية ونتهائا بأردوغان ، يهدف أوردغان للحصول علىٰ موطئ قدم لتركيا مع وبين ألاعبين ويعتقد لابد ان يكون لتركيا موقف يضع ألمتنافسين حول ألعراق والشرق ألاوسط أن يفكروا مليا بتركيا ألجارة للعراق وصاحبة ألعمق التاريخي فية لاكثر من ٤٠٠ عام أيام ألأمبرطورية ألعثمانية وكانت ألمنافس ألشديد للأمبراطورية ألفارسية ، بل تركيا هي ألتي أشتركت بتقاسم أيران مع روسيا ألقيصرية عندما أنهارت ألدولة ألصفويه ،
وكذلك لتركيا مشتركات مع ألعراق ، علىٰ ألمتنافسين حول ألعراق أن يعوا لها ، واْهمها ألموصل وكركوك ذات ألقومية ألتركمانية ناهيك عن ألبعد ألديني والمذهبي وطالما أن أيران اْليوم أسثمرت ودخلت وتغلغلت وتدخلت في ألعراق بالبعد ألمذهبي والطائفي علىٰ حساب ألعامل ألوطني للعراقيين ، هكذا تنضر انقرة لاسباب وشريعية تدخلها القادم في ألعراق ، بنضرة سريعة للصراع ألدولي حول ألعراق والشرق ألأوسط سنتعرف علىٰ ألقلق ألتركي وأسباب أستنفار ألحلم لديها لأعادة نفسها كقوة كبيرة وأحقيتها أن يكون لها ألدور ألمؤثر في رسم خارطة اْلشرق ألأوسط ألجديدة والتي يعمل عليها اْطراف دولية عديده من داخل ألمنطقة وخارجها ، وكلٌ حسب مايطمح ومايهدف ، أصبحت منطقة ألشرق ألأوسط مركز ألصراع ألدولي والجميع يعتقد أن ألذي يسيطر علىٰ ألشرق سيتزعم
أٔلعالم ، وأبتداً من (بغداد) هكذا هو ألصراع أليوم وهكذا حكىٰ ألتاريخ لنا ، ألممسك بالعراق ممسك بمقاليد ألشرق ألأوسط من بغداد تحركت أمريكا لتنفيذ مشروعها ألشرق ألأوسطي ألجديد ، وتعثر ألمشروع بسب غباء ورعونة ألسياسة ألأميريكية ألمعتمدة علىٰ لغة ألقوة فقط ولن تبني علاقات متينة وتنموية وتلاقي ألأهداف مع ألشعوب ذلك سر خذلانها وأزماتها اْلتي تعيشها أليوم شرق أوسطيا وعالميا ، أمريكا جعلت ألشرق ألأوسط محطة صراع ولم تستطيع حسم ألأمر وغلق باب ألتدخلات والسعي لفرض ألأرادات ألدولية حوله ألتراجع ألأميركي جاءَ نتيجة شعورها بالتحدي ألصيني ونهوض ألدب ألروسي من سباتة وطهران ألتي عرفة أهمية بغداد ونفوذها ألمستفحل فيها ، طهران قامت بأتفاقات خطيرة لتعاون ألأستراتيجي مع بكين من بناء ألمطارات والتعاون ألعسكري والتجاري وغيرها ألأمر ألذي وجدت ألصين ضالتها بالوصول للمنطقة ألعربية وخاصتا ألعراق ودول ألخليج عن طريق أيران واحياء طريق ألحريري ، ناهيك عن ألدور ألروسي ألقوي في سوريا والعلاقة والتفاهمات مع أيران ألدولة ألطامحة لأمتلاك ألسلاح ألنووي ، مقابل ألتراجع ألأميركي من مناطق نفوذها في ألمنطقة وتسليم طالبان ألحكم في أفغانستان ألغرض من ذلك يعود الى أمرين ألأول لأجل قطع طريق ألحريري ألذي تسعى ألية ألصين وأيران لبلوغه والأمر ألثاني ألأستعداد والتفرغ لمواجهة ألصين ألحتميه ، ألأتراك يشاهدون ذلك يجري من حولهم وهيه ألدولة ألمؤهلة أن تلعب دوراً مهما لايقل أهمية وفرصة سانحة لبلوغ هدفها ألذي هو قاب قوسين أو أدنىٰ للوصول أليه وهو ألعراق ألحاسم والدافع لجميع ألصراعات ألحالية ، تركيا تستعد لبلوغ أهدافها خاصةً عندما تندلع نيران ألمواجهه بين ألصين وحلفائها وبين أمريكا ومن معها ، مستغلتا ألفراغ ألكبير ألذي سيخلفة ذلك ألصراع ألمحتمل بين ألكبار في ا ألمنطقة ، هناك فرصة لتركيا لقلب ألتوازنات ألحالية عليها اْن تستثمرها في فتح حوار جدي مع أوربا ألهادفة لتشكيل جيش أوربا ألموحد للدفاع عن مصالحها في اْلشرق والعالم ألحوار يجب ان يستند ألىٰ تشكيل تحالف عسكري مع أوربا وأستكمال شروط تحقيق ألأهداف ألأستراتجية ألكبيرة حول ألمنطقة ، أيران بنت تحالفاتها وأكتسبت أهميتها عند ألروس والصين لسببين ألأول قربها من ألعراق والخليج وثانيا أنها تمتلك نفوذاً قويا في ألعراق وسوريا ولبنان واليمن وألىٰ حد ما في ألبحرين ، اْستناداً علىٰ حلفائها ألشيعة في تلك اْلبلدان ، تركيا تعتقد أنها لديها ألقدرة ألأكبر من أيران بامتلاكها ألبعد ألأسلامي اْلمعتدل والغير متطرف عند ألعرب والسنة ألعرب يشكلون ألأغلبية علىٰ ألشيعة في حسابات ألقوة والنفوذ بغض ألنظر عن ألتفوق ألعسكري ألتركي على أيران ألتحالف مع أوربا يزيد من قوتها ألرادعة وحضورها في ألمنطقة والعالم أعتقد أن أوردغان استحضر كل ذلك امامة وقصته ألتاريخية عن ألعراق أراد أن يحشد وينبه ألأتراك لهذا ألأمر وعليهم أن يتحسبوا ويشكرو نعمتهم علىٰ ماحققه وسيحققه أوردغان لهم . نبقىٰ نحن ألعراقيين ندفع ثمن تلك ألصراعات ونتائجيها ألمجحفة علينا وعلىٰ ألعرب عموماً ، أما اَن ألأوان أن نعي ونستدرك ؟