أظهرت دراسات عديدة وإحصاءات، ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالسرطان بين من هم أصغر سناً في السنوات الأخيرة. وقد استطاع باحثون أميركيون أن يكشفوا السبب وراء هذه الظاهرة المقلقة، وفق ما نُشر في medisite. ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان في فئة الشباب في السنوات الأخيرة إلى درجة أنّ بعض الباحثين أطلقوا على هذه الظاهرة عبارة “وباء”، خصوصاً أنّنا نشهد المزيد من الحالات التي يتمّ التحدث فيها عن المرض بشفافية ومن دون تردّد، لنشر الوعي حول المرض، كما فعلت الأميرة كايت ميدلتون، حين أعلنت عن إصابتها بالسرطان. ويبدو أنّ معدلات الإصابة بالسرطان بين من هم في سن 14 إلى 49 سنة قد ارتفعت بنسبة 79 في المئة بين عامي 1990 و2019، دون أن تتضح الأسباب وراء هذا الارتفاع المقلق. ما سبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب؟اتجّه الباحثون إلى الربط بين هذه الزيادة والعوامل الجينية. لكن في الوقت نفسه، بدا أنّ النظام الغذائي واستهلاك الكحول والتدخين يمكن أن تكون من عوامل الخطر الأساسية التي تساهم في الإصابة بالمرض في فئة الشباب. بحسب الباحثين في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة، يمكن تفسير هذا الارتفاع المتزايد في معدلات الإصابة بالسرطان في سن مبكرة من خلال الشيخوخة المبكرة للجسم، حيث أنّ العمر البيولوجي للجسم لا يبدو متناغماً مع العمر الفعلي. فالعمر البيولوجي يتأثر بعوامل عديدة مرتبطة بنمط الحياة، منها النظام الغذائي والنشاط الجسدي والصحة النفسية أيضاً. كلها عوامل تؤثر على العمر البيولوجي، ويمكن أن تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. وقد أجريت الدراسة على 150 ألف شخص احتسب العمر البيولوجي لديهم على أساس مؤشرات معينة في فحوص الدم. وفي النتيجة، اكتشف الباحثون أنّ الأشخاص الذين ولدوا بعد عام 1965 هم أكثر عرضة للشيخوخة المبكرة بنسبة 17 في المئة بالمقارنة مع من ولدوا في خمسينات القرن الماضي. من أكثر السرطانات شيوعاً بين الشباب في السنوات الأخيرة سرطان الرئة، إضافة إلى سرطان المعدة وسرطان القولون وسرطان عنق الرحم. وبعد التوصل إلى هذه النتيجة المقلقة، يبقى على الباحثين الآن توفير السبل لإبطاء هذه الشيخوخة المبكرة التي تساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في فئة الشباب في السنوات الأخيرة، بما أنّها زيادة مقلقة تُسجّل في مختلف أنحاء العالم، ومن المتوقع أن ترتفع الأرقام أكثر بعد في العقود المقبلة.
التعليقات معطلة.