أكد الدكتور رمضان قرنى، الباحث فى الشئون الأفريقية، أن الرؤية المصرية لأفريقيا تنظر إلى المكسب بطريقة مختلفة وهو اتجاه المكسب للجميع، فمصر عندما تتعامل مع الشأن الأفريقى يكون من منطلقات مختلفة.
وأضاف الباحث فى الشئون الأفريقية، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أن أبرز تحديات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى هو استغلال قدراتها وكوادرها البشرية وعلاقاتها الدولية فى تحقيق أكبر قدر من المنفعة للقارة الأفريقية وتحقيق أكبر قدر من التعظيم، وتفعيل للتعاون الأفريقى المصرى فهذه هى الرسالة المصرية من فكرة المكاسب المصرية من رئاسة الاتحاد الأفريقى.
وأشار رمضان قرنى إلى أن هناك تحديات مشتركة تواجه مصر والقارة الأفريقية بشكل عام، يأتى على رأسها التحدى الأمنى والتحدى الخاص بمواجهة الإرهاب، والتعاون المصرى مع أفريقيا فى مواجهة الإرهاب مكسب للجميع، فهو يحمى الأمن القومى المصرى ويخلص أفريقيا من هذه الظاهرة، فهو مكسب للقارة فى دعم عملية التنمية.
وأوضح الباحث فى الشئون الأفريقية أن المواجهة الشاملة للظاهرة الإرهابية هو أهم هذه المداخل، حيث عندما نواجه الإرهاب فى أفريقيا نواجهه سياسيا واقتصاديا وأمنيا وثقافيا ودينيا، وبدأت مصر مع أفريقيا فى تفعيل أدوات كثيرة فى مواجهة تلك الظاهرة، ربما أهمها هو استصدار قرارات دولية من مجلس الأمن خاصة خلال عضوية مصر لمجلس الأمن ممثلة لقارة أفريقيا، وتمثل فى أن مواجهة الظاهرة الإرهابية لا بد أن تشمل أيضا الدول التى تدعم وترعى الإرهاب.
ولفت رمضان قرنى إلى أن مصر بالتعاون مع دول الساحل والصحراء فى عام 2018 تم تدشين المركز الأفريقى لدول الساحل والصحراء، لتدريب الكوادر الشبابية، واستضافت مصر هذا المركز وبدأ أول أنشطته فى شهر ديسمبر، عندما تم عمل نموذج محاكاة فى مواجهة الإرهاب، بجانب التعاون المصرى فى بناء القدرات فيما يتعلق بالتدريب.
وتابع الباحث فى الشئون الأفريقية: نواجه ثغرة فى التبادل المعلوماتى بين الدول الأفريقية، فإذا استطاعت مصر أن تدفع فى هذا الملف سيكون هذا مكسب للقارة، خاصة أن قضية الإرهاب أصبحت مثل الحزام الذى يحيط بالقارة ومنها جماعة شباب المجاهدين فى الصومال، وبوكو حرام فى نيجيريا وجماعة أنصار الدين فى مالى، والقاعدة فى شمال المغرب وداعش فى شمال ليبيا، فإذا كان هناك تعاون معلوماتى سننجح فى مواجهة تلك الظاهرة.
وأوضح أنه من بين الملفات التى ستواجه مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى هو التعاون السياسى فيما يتعلق بحل الصراعات فى القارة الأفريقية، فرغم النجاح فى حل الكثير من الصراعات إلا أنه ما زالت هناك صراعات فى عدد من دول أفريقيا مثل الصراع فى بوروندى والصراع فى أفريقيا الوسطى والكونغو، فالعمل على حلها وتسوية النزاعات هى قضية مهمة، خاصة أنها تتسبب فى ظواهر تؤثر على أفريقيا بشكل كامل مثل قضية اللجوء وقضية النازحين.