باختصار : أسئلة عن فلسطين وعدوها ..!

1

 
 
زهير ماجد
 
لم يرف جفن للرئيس الأميركي ترامب وهو يعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، بل إنه قام بتوقيع القرار في غطرسة لاحدود لها، تشبه مواقف الاطفال الصغار حين يحققون غاياتهم، فيعتقدون ان هذه هي الدنيا وليس من بعدها بعد.
بمنطق القوة فرض ترامب رأيه، وليس رأي دولته العظمى لو انه قام بإحصاء منطقي. بات كثير من مثقفي العالم الى جانب القضية الفلسطينية ، والكثير الكثير بات يعرف لماذا هنالك شعب يطالب بأرضه، فيما كان في السابق كثيرون لايسمعون بفلسطين ولا يعرفون انها كيان في التاريخ وقع في نكبة كبرى منذ وقت قريب.
كان غسان كنفاني كناطق رسمي باسم ” الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، يطرح سؤالا على المجتمع الدولي كلما قامت جبهته بخطف طائرة، بان مايريده فقط هو كلمة ” لماذا ” ، فإذا قالها المجتمع، لابد على الفور من الاجابة التي تقول من اجل دولة اسمها فلسطين تعرضت للاغتصاب.
من ” ايجابيات ” الكارثة التي عمت الواقع العربي منذ سنوات وحتى الآن، ان العالم صار ايضا مهتما على الاقل، ولو بدون تفاصيل، بان ثمة مشكلة في هذه المنطقة، وبدا له ان ثمة اسماء فيها تعيش مشاكلها، ومن بينها اسم يتردد باستمرار هو فلسطين، وهنالك شعب يدهس اسرائيليين ” لماذا ” ويطلق النار عليهم ” لماذا ” ، ويتظاهر يوميا بلا توقف ” لماذا ” …اسئلة محيرة مربكة لعالم لم يسألها يوما ولا عرفها او اجتاحته اجاباتها.. بل من خلال الاهتمام باسرائيل، بات كثيرون يسألون عن ” اعدائها ” ولماذا هم في صف الاعداء لها ..
هنالك شعوب خاضت تحرير ارضها بتنفيذ ثابت لازمها كل سنوات الصراع حتى نالته ، وامثلته عديدة ومعروفة، اما الشعب الفلسطيني، فقدم لوحات مختلفة، مرة عبر السلاح، ومرة عبر السياسة، ثم من جديد عبر السلاح، وهاهو اليوم عبر اشكال مختلفة، بل مزيج من ممارسة القوة الى التظاهر الذي ترصده العين الاسرائيلية لتقتل ماتشاء وبأعداد غفيرة دائما، حتى ان الاسرائيليين، يتساءلون دوما عن هذا الشعب الذي يذهب بجسده الى الموت غير مبال بما سيحصل له .. ماباله هذا الشعب الذي لم يتكرر في تاريخ العالم، ولا عرفت مثيلا له الثورات بكل اشكالها، ودائما هو يردد مقولة الشاعر سعيد عقل بان اجمل التاريخ كان غدا، ولهذه الفكرة حيوية في التحقق.
اذن القدس الاسلامية العربية لاتغيرها قرارات من هنا او هناك، هي محمية بتاريخها المتكرر الذي لايعرفه ترامب ولا جهابذته، ولا حتى، ربما، الاسرائيلي الذي يفرح لقرارات ترامب ويراها في خدمته وفي مسؤولياته. هذا العالم قفزة في المكان سوف تتغير كما تغيرت .. لايمكن لواقع مفروض ان يعيش طويلا مهما بذلت قوى جبارة من اجل ابقائه وحمايته. لعبة من ألاعيب الزمان المشيطن الذي يبدل ويتبدل، وهو على غير ثبات، وخصوصا في منطقة فيها دائما اسئلة كبرى بين قوى تتصارع لتبلغ غايتها، فان بلغتها جاءت الاخرى بعد سنين لتحل مكانها وهكذا دواليك .. وهو مشهد كتبه عدنان ابو عودة حين قال ان في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هنالك كرسيان لثلاثة.

التعليقات معطلة.