زهير ماجد
سئل اعلامي عن تصوراته لنتائج الانتخابات اللبنانية، فجاء رده غير مباشر ومبشرا بصورة متوقعة للمجلس النيابي المقبل الذي يخوض اللبنانيون اليوم اختباراته. الاعلامي قال: لماذا لم ترد ايران على الضربة الاسرائيلية التي استهدفت اكثر من عشرين مستشارا لها في سورية، وتوعدت اسرائيل ان ترد، وايران تنفذ. ثم اجاب بالقول: لأنها لاتريد تخريب الانتخابات اللبنانية كون نتائجها لصالحها.
هذا النوع من الكلام المسبق على نتائج لم تصدر بعد، فيه رؤية، وربما معلومات، وفي كل الحالات، فان تبدلات وجوه السياسيين المخضرمين في لبنان، واصفرارها احيانا، اضافة الى اللهجة الحامية التي بعضها او اكثرها تحريضية، تنبيء بان ثمة تغييرا يشعر باقترابه هؤلاء، والتغيير ليس في الوجوه الجديدة التي ستدخل البرلمان، بل في التراكم الذي سيضاف الى احزاب وتيارات مما يخل بواقع تمسك به اهل الحكم، وخصوصا اولئك الذين بنوا قواعد وجودهم على اللعب الطائفي والمذهبي.
ساعات اذن وتصدر نتائج ستكون مفاجئة وحارة جدا لايمكن تقبلها لدى البعض، لكنها ستفرض حالة جديدة سيتحملها الجميع اربع سنوات هي عمر المجلس النيابي اللبناني .. واذا اعتبرنا ان المنطقة العربية تعيش تبدلاتها ومتغيراتها يوما بيوم، فكم سيعيش لبنان تلك السنوات الاربع على واقع غير مألوف بالنسبة لبعض السياسيين الذين اعتادوا وجودا لهم بالجملة وبالعدد الوفير، فكيف يمكنهم تقبل تراجع اعدادهم اي تأثيرهم، وفي لبنان السياسة هكذا، ولا ديمقراطية بالمعنى التقليدي، لأن الامور لها مقاييس مختلفة.
اذن ، بات مفهوما بناء على كلام الاعلامي ان ايران تنتظر نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية كي تقرر ردها على الضربة الاسرائيلية التي أودت بحياة عشرين مستشارا واكثر، وهو امر لم يعد مستساغا في الجمهورية الاسلامية التي مررت ضربات اسرائيلية قبلها، لكن الضربة الاخيرة كانت ثقيلة ولن تمر على الاقل على المستوى الشعبي الايراني .. ثم ان الاسرائيلي شعر بثقل فعلته ونتائجها، فسارع الى خياره المعروف بحصر كل مامن شأنه عسكريا او سياسيا بيد نتنياهو وليبرمان، اضافة الى ماقيل عن تأهب اسرائيلي، يوازي الاستعداد ليس لمعركة ، بل لحرب كبرى وشاملة ..
مواصفات الحرب المقبلة كما ترى في عيون مدققين معلوماتيين، انها الاشرس والاوسع مدى، يراها الاسرائيلي سريعة ومدمرة تعيد لبنان الى العصر الحجري كما قال قادة اسرائيل، فيما ترى من الجانب الآخر، انها حرب إلغاء اسرائيل وجوديا. وحين نقول لبنان واسرائيل، فليس هنالك في محيط الكيان الاحتلالي سوى جبهته الشمالية مع لبنان والتي تشكل الخطر عليه ولم يستطع خلال عقود من الزمن حسم هذه الجبهة لصالحه .. ثم ان الاصطدام مع ايران مباشرة بينه عوائق جغرافية.
هل يكون الاعلامي على حق حين ربط الانتخابات اللبنانية بالرد الايراني المتوقع على اسرائيل .. كلام نتركه برسم مابعد الانتخابات وما سيتمخض عنها، فلربما ان نتائجها المذهلة لصالح الايرانيين قد تعوضهم عن اي رد، لأن الرد يكون قد حصل في حصول ايران على ماتريده في انتخابات لبنان، وهو ماذهب اليه اعلامي آخر، حين بشر بمقالة له امس، عن فشل المحور الاميركي من النجاح في الانتخابات النيابية اللبنانية، الأمر الذي سيغير من خارطة المنطقة، بل سيضيف الى الواقع السوري نصرا جديدا مؤزرا .. وفي كل الاحوال فان لبنان حتما سيتغير! ..