وليد صبري
* تحذيرات من انتشار الجماعات المسلحة في دول عربية
* «الحشد الشعبي» و«داعش» وجهان لعملة واحدة
* ميليشيات «الحشد الشعبي» تؤجّج التوتر في العراق
* اغتيال «أبو مهدي المهندس» ضربة لـ«الحشد الشعبي» لكن ليست قاصمة
* المجتمع الدولي متخاذل في وضع «الحشد الشعبي» على قوائم الإرها
* «دولة ميليشيات» يتناول المسار التصاعدي لـ«الحشد الشعبي»
حذرت الكاتبة والمحللة السياسية اللبنانية بارعة علم الدين، من تأثير ميليشيات «الحشد الشعبي» على تقويض قوة الدولة العراقية، موضحة أن «تلك الميليشيات تحوّل البلاد من دولة مؤسسات إلى ميليشيات»، واصفة تلك الميليشيات بأنها «وراء تأجيج الطائفية في العراق».
وأضافت بارعة علم الدين في تصريحات لـ«الوطن» على هامش تدشين كتابها «دولة ميليشيات»، والذي يلقي الضوء على تصاعد قوى ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، لاسيما بعد ظهور تنظيم الدولة «داعش»، أن تلك الميليشيات استغلت دعوة المرجع الديني العراقي السيد علي السيستاني في الدعوة إلى القتال ضد «داعش»، حيث استطاعت أن تتوغل داخل الدولة العراقية بعدما تحولت إلى ميليشيات مؤكدة أن «تلك الميليشيات تنشر الطائفية في البلاد من خلال حكم مباشر أو غير مباشر»، معتبرة أن ««الحشد الشعبي»، و«داعش» وجهان لعملة واحدة».
ونوهت بارعة علم الدين إلى خطورة انتشار الميليشيات المسلحة في الدول العربية بحيث تسعى إلى أن تكون بعيداً عن سلطة الدول العربية وهو ما يؤجج التوتر والعنف في المنطقة، وربما يؤدي بشكل غير مباشر إلى ظهور تنظيم الدولة «داعش» من جديد.
واعتبرت بارعة علم الدين أن هناك تقصيراً من المجتمع الدولي في تصنيف ميليشيات «الحشد الشعبي» على قوائم الإرهاب.
وذكرت أن كتاب «دولة ميليشيات»، الصادر عن دار «نوماد»، هو أول كتاب يصدر باللغتين العربية والإنجليزية ويتناول ما يعرف بالمسار التصاعدي لفصائل «الحشد الشعبي» وتغلغله داخل مفاصل الدولة العراقية، ومحاولته السيطرة على البلاد، وعلاقاته المختلفة مع الميليشيات والتيارات الأخرى في العراق، لا سيما التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، بالإضافة إلى مدى قربه أو بعده من إيران.
واعتبرت أن ميليشيات الحشد الشعبي تلقت ضربة قوية باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي في العراق أبي مهدي المهندس لكنها لم تكن قاصمة بدليل أن الميليشيات لا تزال موجودة.
وقدمت الكاتبة والمحللة السياسية اللبنانية تحليلاً سياسياً ووصفاً مفصلاً لتصاعد ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق، بالإضافة إلى الدور الإيراني في العراق وبعض الدول العربية وكذلك في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.
وقالت الصحيفة في تقريرها عن الكتاب إنه «في ظل الصراع المحتدم حالياً على السلطة في العراق، يأتي كتاب «دولة ميليشيات»، للكاتبة بارعة علم الدين، ليقدم خريطة مفصلة لتوازن القوى بين الفصائل الشيعية المتنافسة لا غنى عنها لأي متابع للشأن العراقي، إذ يسلّط الكتاب الصادر عن دار «نوماد»، الضوء على المسار التصاعدي لفصائل «الحشد الشعبي» وحلولها إلى حد كبير محل الدولة الوطنية في العراق، مقدماً شرحاً مفصلاً لكل فصيل من فصائل «الحشد» ومدى قربه، أو بعده، من إيران»، مضيفة أنه «على الرغم من أن الكتاب يعنى تحديداً الفصائل العراقية، فإن الكاتبة تركّز، في الواقع، اهتمامها أيضاً على رصد الدور الإيراني في العراق وعموم المنطقة العربية».
وذكرت الصحيفة أن «بارعة علم الدين بدأت الكتاب بالعودة إلى ثورة 1958 في العراق وبدايات نشوء «حزب الدعوة» الذي ارتبط إلى حد كبير بشخص آية الله محمد باقر الصدر حتى مقتله في سجون الرئيس السابق صدام حسين عام 1980».
وأوضحت الصحيفة أن «بارعة علم الدين لفتت إلى أن هذا الحزب انتقل إلى إيران في ذلك العام وصار مؤيداً لفكرة «ولاية الفقيه»، ما تسبب في خلافات وانشقاقات في صفوفه، حيث تتحدث بالتفصيل عن «الصلة الإيرانية» للفصائل العراقية الشيعية التي اتخذت من «قاعدة رمضان» في مهران على الحدود الإيرانية – العراقية مركزاً لنشاطها، وهناك برزت شخصيات مثل هادي العامري وأبي مهدي المهندس وأبي مصطفى الشيباني الذين كانوا أعضاء في ألوية بدر وفي لواء القدس بالحرس الثوري الإيراني في الوقت ذاته»، بحسب ما نقلت الصحيفة عن بارعة علم الدين.
واعتبرت الصحيفة أن «هذه الصلة الإيرانية بالغة الأهمية لفهم كيف تمكنت إيران من التغلغل في مفاصل الدولة العراقية في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003، حيث تشرح الكاتبة بالتفصيل العلاقات التي أقامتها الفصائل الشيعية مع إيران في فترة ما بعد إطاحة صدام حسين، وكيف تغيّرت التحالفات لاحقاً»، مشيرة إلى أن «الإيرانيين دعموا لفترة مقتدى الصدر الذي بات ممثلاً لمرجعية عمه محمد باقر الصدر ووالده محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999، قبل أن يستقطبوا جزءاً من أتباعه الذين انشقوا عليه وأسسوا فصائل خاصة بهم لكنها مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري، وكان الدعم الإيراني للصدر واضحاً عندما خاضت قواته -جيش المهدي- صراعاً دامياً على السلطة ضد حكومة نوري المالكي «حزب الدعوة» عام 2008، وهو صراع وقف فيه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى جانب حكومة المالكي ضد الصدر الذي كانت قواته تقوم بهجمات ضد من تصفهم بالمحتلين الأمريكيين وتريد طردهم من العراق، وهو هدف الإيرانيين في نهاية المطاف».
وقالت الصحيفة إن «الصورة أصبحت أكثر تعقيداً لاحقاً مع ظهور تنظيم الدولة «داعش»، على الساحة وانفجار الساحة السورية إثر الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث يرصد كتاب «دولة الميليشيات»، في هذا الإطار، توسع فصائل الحشد الشعبي إثر فتوى المرجع الشيعي آية الله السيستاني بالتطوع لصد «داعش» في العراق بعد اكتساح هذا التنظيم المدن السنية الكبرى واقترابه من العاصمة بغداد».
وتستعرض الكاتبة، في هذا الإطار، الفصائل الأساسية التي تشكل منها «الحشد»، ومدى قرب قياداتها من إيران، أو من المرجعيات الشيعية العراقية في النجف المستقلة عن إيران. وتتطرق الكاتبة إلى التغيير الديمغرافي الذي يشهده العراق، مشيرة إلى تقلص المناطق التي كان السنة يشكلون غالبية سكانها في بغداد قبل عام 2003، وكذلك انحسار الوجود السني في مناطق أخرى مثل محافظة ديالى، وفي جرف الصخر جنوب بغداد، بحسب «الشرق الأوسط».
واعتبرت أن كتاب «دولة ميليشيات» يقدم قراءة سلسة ومنصفة لموضوع بالغ الحساسية والتعقيد، معتمداً على مقابلات خاصة مع مسؤولين غربيين لعبوا أدواراً مهمة في العراق في فترة ما بعد صدام، وكذلك على أقوال قادة «الحشد الشعبي» أنفسهم في شأن علاقتهم بإيران والحرس الثوري، حيث يعد الكتاب مرجعاً مهماً للباحثين المهتمين بشؤون الفصائل الشيعية العراقية، وخريطة تحالفاتها مع إيران»، بحسب ما ذكرت «الشرق الأوسط».