سمير خليل
في سياق دورة فصول السنة ومنظومتها، يكون التناوب والاحلال أهم مفردات هذه المنظومة، فمهما تطول فترة حالة الطقس لأي من فصول السنة والتي عادة ما تتجاوز أشهر الفصل كما يحدث في صيفنا الحالي الذي دخل الشهر العاشر من السنة وما زلنا نتمدد تحت أجهزة التبريد.
وحسب حركة المنظومة الشمسية وحتمية التناوب، فإن فصل الصيف يمتد من 21 حزيران حتى 22 أيلول، يتبعه فصل الخريف والذي يفتح بوابة للشتاء الذي يطل علينا بأسلحته، البرد والمطر.
وكعادتنا في كل عام ومع اقتراب وداعنا لفصل الصيف ونحن ننتظر زيارة أخيه الشتاء، فإننا سنحتمي تحت مظلة التوجس والامنيات، التوجس من أن يكون هذا الفصل البارد قاسيا علينا وهو يغسل نفوسنا بمطر عارم، والامنيات أن نكون جميعا مستعدين لاستقباله ومقارعته بما نملك من وسائل رد.
وكالعادة أيضا، فإن الشتاء هو فصل الحركة والنشاط الاجتماعي، ولعل أهم فعاليات هذا النشاط هي الدوام المدرسي والجامعي، حيث يتركز العام الدراسي على أيام الشتاء، في وقت تنتعش فيه أنواع من النباتات والازهار، في حين تسبت بعض الحيوانات والحشرات والزواحف.
أيضا من حقنا أن نسأل عن استعدادات الدوائر الخدمية لاستقبال الشتاء والذي نتمنى جميعا أن تكون هذه الاستعدادات بمستوى الطموح، هل سنرى شوارع مغسولة بماء المطر غير غارقة فيه مع وسائل تصريف جيدة؟ هل سيكون التيار الكهربائي صديقا ودودا وزائرا دائما لبيوتنا؟.
أما ما يقع علينا خلال فصل الشتاء والاستعداد لاستقباله، فعلينا أولا أن نحصّن بيوتنا ، بدءا من سطوح الابنية ، الى تنظيف وسائل تصريف المياه، وتحصين مداخل البيوت حتى لا تتجاوزها مياه الامطار وتتسرب داخل المنزل.
اذن الاستعداد لاستقبال فصل الشتاء يقع على عاتق الجميع، فبالتعاون نستطيع أن نعبر أيامه وشهوره براحة واطمئنان، وعلى العكس يمكن أن تكون أيام فصل الشتاء فسحة للنشاط وإقامة الفعاليات والمهرجانات المختلفة وسط أجواء أمينة لا يلسعها البرد ولا تتسربل من بينها مياه الامطار التي تتلف الاخضر واليابس، أجواء يسودها الأمان وصوت فيروز الشجي وهو يردد” رجعت الشتوية” و” حبيتك بالصيف..حبيتك بالشتي”.

