{بايدن واسرائيل وأيران الى اين}

1

حسن فليح /محلل سياسي

مهما سعت ادارة الرئيس بايدن بضبط ايقاعات الصراع بين ايران واسرائيل لابد وان نشهد انفلات الوضع والتصعيد يوما ما نحو الحرب الشاملة بين الطرفين خاصةً بعد ان ضهرت ايران انها لم تملتك قوة الردع الكافية وهذا ماتجلى يوم الرد ولم تعد ايران مخيفة مثلما كانت قبل 4/14 /24 بعد انكشاف قدراتها وقدرة التصدي لسلاحها من مسيرات وصواريخ ، وهذا امر يشجع اسرائيل على بلوغ هدفها في تدمير مفاعلات ايران النووية، ومن المؤكد سيشجع دول الاقليم على انشاء تحالف دولي بمثابة ناتو عربي للتصدي والمواجهة خصوصا ان ايران انتقلت من الحرب بالوكالة الى المواجهة المباشرة وهذا ينسجم مع الرغبة والهدف الاسرائيلي في حالة الصراع الجديد الذي فرضتها احداث 4/14 في حين ان اسرائيل الان تمتلك حق الرد بالمكان والزمان المفتوح لها ، ان حالة الشد والترقب التي ستبقى ايران تحت ظرفها وكوابيسها يشكل عامل جديد طرأ على المعادلة التي فرضتها الاحداث التي اشرنا اليها ، ولو كان الهجوم الايراني قد حقق اهدافة لكان الكلام مختلف كليا، لم تعد ايران بعد الان تشكل العقدة وخرجت من دائرة الصراع الاستراتيجي الكبير واخذ الصراع معها بعدا اخر لا يرتقي الى مرحلة “الصراع الاستراتيجي” حيث ان الامر تعداها بخطوات كبيرة لاتستطيع ايران على المدى المنظور تقليل الفجوة والفارق الكبير، بينها وبين اسرائيل ومن تحالف معها ، فكيف بالامر اذا ذهبت دول المنطقة بتشكيل تحالف دولي يحيط بأيران من جميع الجوانب حيث تصبح المعادلة بالمقلوب بعد ان كانت اسرائيل محاطة بطوق ناري من جميع الجهات حينها ستصبح ايران ومن معها محاصرة بطوق ناري اقوى واشد فتكا وهكذا هي استراتيجية الحروب وفن السياسة في ادارة الصراعات وفرض المعادلات ؟ اذن سواء ردت اسرائيل ام لم ترد فقد اختلف ميزان القوى كثيرا لصالحها!! وكشفت صحيفة الشرق الاوسط اليوم، إلى أن الرد ليس وشيكاً، وأن إسرائيل لن تتحرك بمفردها. وقال بيني غانتس، الوزير المنتمي لتيار الوسط: «سنبني تحالفاً إقليمياً وستدفع إيران الثمن بالطريقة الملائمة، وفي التوقيت المناسب لنا». وقال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل لديها فرصةٌ لتشكيل تحالف استراتيجي «ضد هذا التهديد الخطير الذي تشكله إيران» ان الاحداث التي جرت بالمنطقة من صولة الاقصى في 7 اكتوبر الى يوم الرد الايراني في 4/14 جعلت من الادارة الامريكية والرئيس بايدن ان يتحدث بمحاولات التعويض عن تغاضيه الأولي عن الفلسطينيين من خلال طرح الأُفق السياسي لحل الدولتين، وخصوصاً بعد احداث 7 اكتوبر ومن المؤكد سيستمر التأكيد على هذا النحو اكثر عند محاولة اسرائيل والولايات المتحدة بتشكيل تحالف اقليمي ضد ايران والذي يضم دولا عربية ، وان هذا الحل من شأنة ان يضع الجميع امام امر وواقع جديد ويقلل الى حد كبير من الخطب والشعارات والممارسات التي تدعوا الى الحرب، بالمقابل
على ايران ان تعيد حساباتها بعد الان وعلى ضوء ماترشح من الاستعراض واختبار القوة والقوة المضادة والكف عن شعاراتها الطنانة التي اتعبتها واتعبت المنطقة وعليها ان تستدير الاستدارة الكاملة بالعقلية التي تحكمت بايران وتوجهاتها اللامنطقية بغية الوصول الى السلام الدائم والشامل مع جيرانها وان تلعب دورا اقليميا ايجابيا بدلا من النفوذ “المسلح والطائفي” علما ان كل دول الاقليم وشعوبها ترحب بايران الدولة وليس بايران الثورة كون هذا النمط من التوجهات اصبح باليا وقديما ويتعارض كثيرا مع عالم اليوم والذي جلب الويل والثبور للشعب الايراني ودول وشعوب المنطقة .

التعليقات معطلة.