الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماعه مع القادة في منتدى «الولايات المتحدة والمحيط الهادي» بالبيت الأبيض الاثنين (أ.ب)
- واشنطن: هبة القدسي
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اعتراف الولايات المتحدة رسميا بجزر كوك ونيوي في المحيط الهادي، الاثنين، خلال استضافته قادة إقليميين في مسعى للحد من نفوذ الصين. وأكد بايدن أن واشنطن تعترف بهما بوصفهما دولتين «مستقلتين ولهما سيادة»، وستقيم علاقات دبلوماسية معهما، مشيراً إلى أن الخطوة ستساهم في دعم «منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومنفتحة». وأضاف في بيان أن تاريخ ومستقبل جزر المحيط الهادي والولايات المتحدة «مرتبطان بشكل لا ينفض، والاعتراف بجزر كوك ونيوي وإقامة العلاقات الدبلوماسية لن يؤدي إلى تعزيز العلاقات فحسب، بل سيساعد في ضمان أن يكون مستقبلنا المشترك أكثر أمنا وازدهارا».
وجاء الإعلان خلال انعقاد قمة «منتدى جزر المحيط الهادي» بين الولايات المتحدة ودول المحيط الهادي التي تستمر حتى الثلاثاء، وهي القمة التي تعقد للمرة الثانية، وتركز بشكل كبير على تأثيرات التغير المناخي، إلا أن الصين كانت محور النقاشات بشكل كبير وسط تزايد المخاوف الأميركية بشأن النفوذ العسكري والاقتصادي المتنامي للعملاق الأصفر، والقلق المتزايد بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
ويضم المنتدى 18 عضواً: أستراليا وجزر كوك وميكرونيزيا وفيجي، وبولينيزيا الفرنسية، وكيريباتي وناورو وكاليدونيا الجديدة ونيوزيلندا ونيوي وبالاو وبابوا غينيا الجديدة، وجمهورية جزر مارشال، وساموا، وجزر سليمان، وتونغا وتوفالو وفانواتو.
واستقبل بايدن القادة المشاركين في القمة في البيت الأبيض، وتم التقاط صورة جماعية قبل بدء الاجتماعات التي أعقبها غداء عمل فيما تضمن جدول الأعمال في الجلسات المسائية، عقد طاولة مستديرة مع المبعوث الرئاسي للمناخ جون كيري وعشاء في مقر وزارة الخارجية يستضيفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد.
وتستضيف سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وجون كيري الزعماء صباح الثلاثاء، إضافة إلى اجتماع تستضيفه وزيرة الخزانة جانيت يلين، ويضم قادة وأعضاء مجتمع الأعمال، ويلتقي الزعماء أيضاً مع بعض قادة الكونغرس.
وتسعى إدارة بايدن إلى إعادة التفاوض مع جزر مارشال حول اتفاقيات الارتباط الحر قبل انتهاء مدته، وهو الاتفاق الذي أبرمته واشنطن مع ثلاث جزر أخرى، بما يسمح بالوجود العسكري الأميركي في هذه الجزر مقابل تقديم واشنطن مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية.
ويخطط البيت الأبيض لعرض مقترح لضم الجزر في المحيط الهادي إلى تحالف الرباعية «كواد» للتعاون الدفاعي الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، والتعاون في مجال المراقبة البحرية وتعقب السفن المتورطة في الصيد غير القانوني. وتأتي القمة بعد اجتماع الرباعية «كواد» يوم السبت الذي دعا فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان إلى تعاون أمني أكبر مع دول المحيط الهادي لمواجهة أي صفقات محتملة بين روسيا وكوريا الشمالية.
وقال اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية للصحافيين إن بايدن يعمل على تحسين العلاقات في منطقة المحيط الهادي، ويستخدم القمة لتعزيز العلاقات مع جزر المنطقة، ومناقشة سبل مواجهة التحديات العالمية المعقدة، مثل معالجة التهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة.
وفي خطابه أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، شدد بايدن على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع الصين، لكنها ستتصدى للعدوان والترهيب من جانب أكبر شريك تجاري لأميركا، وقال مسؤولو البيت الأبيض إن القمة وسيلة لتأكيد الارتباط الاستراتيجي مع منطقة المحيط الهادي في مقابل قيام الصين وروسيا وكوريا الشمالية بتعزيز تحالفها.
وتضغط واشنطن لتعاون أوثق مع الحلفاء في منطقة المحيط الهادي في جهود الدفاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية، خاصة مع تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ باتخاذ خطوات لإعادة التوحيد مع تايوان خلال فترة ولايته الثالثة، التي بدأت في مارس (آذار) الماضي، وتهديدات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بشن هجمات عسكرية ضد الولايات المتحدة، ومواصلة تجارب إطلاق الصواريخ في المنطقة.
وقد ناقش الزعيم الكوري الشمالي مع الرئيس الروسي صفقة محتملة تحصل بموجبها روسيا على ذخيرة لمحاربة أوكرانيا في مقابل إرسال تكنولوجيا أقمار اصطناعية وأسلحة أخرى إلى بيونغ يانغ.