برنامج الأغذية العالمي يعلن استئناف أنشطته وإطلاق النار مستمر رغم تمديد الهدنة

1

(وكالات)  

تصاعد الدخان في سماء الخرطوم (أ ف ب)

يستعد السودان لمزيد من إراقة الدماء اليوم الإثنين، بعد تبادل طرفي الصراع الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لهدنة تقرر تمديدها أمس الأحد، وسط استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث من دون ظهور أي بادرة للتهدئة في الأفق.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت صراعات قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال في 15 أبريل (نيسان). يعصف العنف بالعاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور غرب البلاد على رغم اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار.

وأعلن الجانبان موافقتهما على تمديد اتفاق الهدنة الرسمي، الذي كان من المقرر أن ينتهي عند منتصف الليلة الماضية، لمدة 72 ساعة في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت “استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية”. وقال الجيش إنه يأمل أن يلتزم من وصفهم بأنهم “متمردون” متطلبات تنفيذ الهدنة على رغم رصد نوايا لمحاولة الهجوم على بعض المواقع.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الإثنين أنه سيلغي فوراً تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر إلى ذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك. وكتبت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين على “تويتر”، “يستأنف برنامج الأغذية العالمي برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاج إليها كثيرون بشدة في الوقت الحالي”.

وقالت وزارة الصحة إن 528 في الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون. وسجلت الأمم المتحدة عدداً مماثلاً للقتلى لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

وقال قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، والذي قال بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

وفي الخرطوم يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في الأحياء السكنية. وشهد القتال حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع التي تتمتع بقدرة أكبر على التنقل السريع، في أنحاء المدينة، فيما يحاول الجيش الأفضل تجهيزاً استهدافها إلى حد كبير باستخدام الضربات الجوية من الطائرات المقاتلة والمسيرة.

ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى خارج السودان، وأثار تحذيرات من تعرض البلاد للتفكك وزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل، كما دفع الحكومات الأجنبية إلى الإسراع لإجلاء مواطنيها.

تابعوا التطورات السودانية في هذه التغطية المباشرة.

  • الأمم المتحدة تحذّر من بلوغ الوضع الإنساني في السودان “نقطة اللاعودة”
     أفاقت الخرطوم مجدداً اليوم الإثنين على هدير الطيران الحربي والانفجارات على رغم موافقة طرفي النزاع على تمديد إضافي للهدنة، في وقت حذرت الأمم المتحدة من بلوغ الوضع الإنساني “نقطة اللاعودة” وأعلنت إرسال مبعوث الى المنطقة لمحاولة الوقوف على ظروف ملايين الأشخاص العالقين وسط القتال.
    وأفاد شهود عيان في الخرطوم بأن سكانها استيقظوا الإثنين على هدير “الطائرات المقاتلة”، في حين تحدث آخرون عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مناطق مختلفة من العاصمة التي يناهز تعدادها خمسة ملايين نسمة.
    ودقت الأمم المتحدة جرس الإنذار من تحوّل الوضع إلى مأساة إنسانية. وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن “الأحداث في السودان تحصل بنطاق وسرعة غير مسبوقين”، مبدياً “قلقه الكبير”.
    وأضاف أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قرر أن يرسل “فوراً إلى المنطقة” رئيس الوكالة الإنسانية للمنظمة الأممية مارتن غريفيث “في ضوء التدهور السريع للأزمة الإنسانية في السودان”.
    وأكد غريفيث أنه في طريقه إلى المنطقة “لدراسة كيف يمكننا أن نقدّم مساعدة فورية”، معتبراً أن “الوضع الانساني يقترب من نقطة اللاعودة” في بلاد كانت تعدّ من الأكثر فقراً في العالم حتى قبل تفجر النزاع الأخير. وحذّر من أن النهب الذي تعرضت له مكاتب المنظمات الإنسانية ومستودعاتها “استنزف غالبية مخزوناتنا”.
    ويضطر سكان العاصمة غير القادرين على مغادرتها إلى الاحتماء من إطلاق النار والقصف لكنهم يواجهون ظروفاً تزداد صعوبة في ظل انقطاع الكهرباء وشحّ المواد التموينية والمياه والوقود.
    ومنحت السلطات المحلية في الخرطوم موظفي القطاع العام “إجازة حتى إشعار آخر”، بينما تؤكد الشرطة أن عناصرها ينتشرون للحؤول دون أعمال النهب.
    وباتت غالبية المستشفيات خارج الخدمة، في حين تواجه تلك التي لا تزال تعمل وضعاً “لا يمكن تحمّله” بسبب نقص التجهيزات، وفق ما قال لوكالة الصحافة الفرنسية مجذوب سعد إبراهيم، وهو طبيب في مدينة الدامر شمال الخرطوم.
    • إيليانا داغر
    • May 1, 2023 11:53 GMT+3
  • وصول أول شحنة مساعدات إنسانية وطبية إلى السودان
     أعلنت نقابة أطباء السودان وصول أول شحنة مساعدات إنسانية منذ بداية الأزمة إلى مطار بورتسودان آتية من الأردن عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتحتوي على ثمانية أطنان من المعدات الجراحية لدعم المستشفيات ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر.
    وقالت النقابة إن فرق الصليب الأحمر تحتاج إلى ضمانات من طرفي الصراع للعبور بشكل آمن في مناطق النزاع، على أن ترسل اللجنة الدولية طائرة مساعدات ثانية تحمل مواد طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ.

التعليقات معطلة.