– شهم محمد
بعد عام على محاولة اغتيال الرئيس دونالد ترامب في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، خلص المحققون الأمريكيون إلى أن المنفّذ، توماس ماثيو كروكس، تصرّف بمفرده، دون دافع سياسي أو أيديولوجي واضح.
ومع ذلك، لا تزال دوافعه الدقيقة غامضة، وهو ما يزيد من الإحباط لدى مسؤولي إنفاذ القانون، ويغذّي نظريات المؤامرة، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.
في البداية، أخذت السلطات تهديداً محتملاً من إيران على محمل الجد، خاصة أن الهجوم جاء بعد يوم واحد فقط من اعتقال عميل إيراني مشتبه به في هيوستن.
لكن بعد تحقيق واسع النطاق شمل أكثر من ألف مقابلة، وتحليل آلاف البيانات والاتصالات الرقمية، لم يعثر المحققون على أي دليل يربط كروكس بمؤامرة أجنبية أو بشبكة داخلية.
في صباح 14 يوليو (تموز) 2024، وبعد أقل من يوم على الحادثة، اجتمع كبار مسؤولي الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لإطلاع الرئيس جو بايدن على تفاصيل الهجوم.
ورغم طرح احتمال وجود صلة بإيران، أكدت “إف بي آي” في النهاية أن كروكس لا علاقة له بأي جهة أجنبية.
وتقول الصحيفة إن كروكس، الذي قُتل على يد قناص من الخدمة السرية، بعد أن أصاب ترامب، وقتل أحد الحضور، لم يترك خلفه أي بيان أو رسالة تشرح دوافعه.
لكن المحققين قالوا إنه يندرج ضمن نمط معروف للذين حاولوا اغتيال شخصيات بارزة، شاب أبيض، متفوق أكاديمياً، لكنه منعزل اجتماعياً، ويسعى إلى الشهرة والشعور بالأهمية.
ملف بلا إجابة
قال مسؤول سابق في “إف بي آي” إن “أكثر ما يحبطنا هو أننا لا نملك إجابة عن السبب”.
وأضاف مسؤول حالي أن التحقيق ما يزال مفتوحاً، لكن لا توجد خيوط جديدة تستدعي التوسّع.
ولم يكن والد كروكس، الذي اتصل بالشرطة للإبلاغ عن اختفاء ابنه بعد الهجوم، على دراية بأي تفاصيل عن حياة ابنه الاجتماعية أو المهنية.
ترامب يعلّق على “الخدمة السرية” في الذكرى الأولى لمحاولة الاغتيال – موقع 24
أعرب دونالد ترامب عن “ثقة كبيرة” في جهاز الأمن الرئاسي، بعد قرابة سنة من محاولة اغتياله، في حادثة اعتبرها الرئيس “يوماً سيئاً” لجهاز الخدمة السرّية المكلّف بحماية الشخصيات السياسية الرفيعة المستوى في البلاد.
وعندما فتش المحققون منزل العائلة، وجدوا أدلة على أنه كان يخطط لهجوم، من بينها مواد قابلة للانفجار، وعبوات من وقود “نيترو ميثان”.
كما عثر المحققون على تطبيقات مشفرة على هاتف كروكس، وأجروا تحقيقات موسعة في محتوى اتصالاته، دون العثور على ما يشير إلى وجود متواطئين.
التهديد الإيراني
رغم اعتقال عميل مشتبه به تابع للحرس الثوري الإيراني، يُدعى أسيف ميرشانت، بتهمة التخطيط لاغتيال شخصيات أمريكية، لم يجد المحققون أي رابط بينه وبين كروكس.
كما أن تقريراً استخباراتياً سرياً ورد لاحقاً يشير إلى صلة محتملة بين كروكس وإيران، لكن الأجهزة الأمنية الأمريكية لم تجد ما يدعمه، واعتبرته “غير موثوق”.
السلطات الأمريكية تحقق في دوافع محاولة اغتيال ترامب – موقع 24
أجرت سلطات إنفاذ القانون الأمريكية تحريات عن توماس ماثيو كروكس، الأحد، لمعرفة السبب الذي دفع الشاب، البالغ من العمر 20 عاماً، إلى إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي في غرب بنسلفانيا.
تفسير نفسي
بعد تولي ترامب الرئاسة مجدداً في يناير (كانون الأول) 2025، طلب قادة مكتب التحقيقات الجديدون – كاش باتيل ودان بونجينو – مراجعة الأدلة بأنفسهم، بما في ذلك زيارة لمختبر إف بي آي.
وأقرّ بونجينو، الذي خدم سابقاً في الخدمة السرية، في النهاية بأن كروكس ينسجم مع نمط معروف من محاولات الاغتيال: أفراد يسعون إلى الظهور، ويعانون من العزلة، ويُحتمل أن تكون لديهم اضطرابات نفسية.