بعد الحرب والجوع..التهاب السحايا ينتشر بين أطفال غزة

8

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، إنها سجلت مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا بين الأطفال، محذرة من تفش محتمل للمرض في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الصحية والبيئية، وتردي الظروف المعيشية لسكان القطاع المحاصر.
وقال الدكتور راغب ورش أغا رئيس قسم الأطفال في مستشفى النصر التخصصي، إن المستشفى يشهد زيادة يومية في عدد الإصابات بالتهاب السحايا، في ظل النقص الحاد في المياه النظيفة، ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأضاف ورش أغا أن “القطاع الصحي يرزح تحت ضغوطات غير مسبوقة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر والتدمير الممنهج للبنية التحتية”، موضحاً أن الإخلاء القسري أدى إلى “تكدس أكثر من مليون ونصف مواطن في مناطق مكتظة، تفتقر لأبسط مقومات الحياة، أو شروط الصحة العامة”.
الصحة العالمية تحذر من خطر الأمراض المعدية في غزة – موقع 24
أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الجمعة، عن قلق بالغ من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة في ظل النزوح والظروف الانسانية الناتجة عن الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأكد الطبيب المتخصص أن تفشي التهاب السحايا، وهو مرض معد وخطير قد يؤدي إلى الوفاة، أو تلف دائم في الجهاز العصبي، يزيد خطورة، في ظل نقص الأدوية، والمضادات الحيوية، إلى جانب محدودية قدرة وحدات الرعاية الصحية على الاستجابة.
ودعت وزارة الصحة المؤسسات الدولية إلى التدخل الفوري لتوفير المياه الصالحة للشرب، وتعزيز المخزون الأدوية والمستلزمات الوقائية، محذرة من كارثة صحية وشيكة قد يصعب احتواؤها إذا استمر الوضع الراهن.
ويعيش سكان قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ أدى الحصار المشدد والعمليات العسكرية، إلى انهيار شبه كامل لمنظومة الرعاية الصحية، وتفشي التلوث البيئي والمائي، إلى جانب تصاعد مستويات انعدام الأمن الغذائي.
ووفقاً لتقارير أممية، يعاني أكثر من 80% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، فيما تلوثت معظم مصادر المياه، بعد تدمير شبكات الصرف الصحي، وتوقف محطات التحلية، ما أدى إلى انتشار أمراض مرتبطة بالمياه الملوثة مثل الإسهال الحاد، والتهابات الكبد، والجلد، وأخيراً التهاب السحايا.
كما أشارت منظمات إنسانية إلى أن الأوضاع في مراكز الإيواء التي تضم مئات آلاف النازحين باتت تشكل بيئة خصبة للأوبئة، في ظل الاكتظاظ ونقص المرافق الصحية، ما ينذر بتدهور إضافي لصحة السكان خاصة الأطفال وكبار السن.

التعليقات معطلة.