لم تمضِ أشهر طويلة على تحذير الحكومة اللبنانية، وتحديداً في التاسع من ديسمبر الماضي من أي أنشطة عسكرية على الأراضي اللبنانية، وذلك إثر الزيارة التي قام بها القيادي في الحشد الشعبي العراقي، قيس الخزعلي، إلى جنوب لبنان برفقة عناصر من حزب الله، حتى أتى وافد جديد تحت مظلة فصيل عراقي آخر، في توقيت قاتل هذه المرة، لا سيما أنه أتى بعيد التصعيد الأخير الذي دار بين سوريا وإسرائيل، بعد أن أسقط النظام السوري طائرة أف 16 إسرائيلية فوق الجليل الأعلى، السبت الماضي، وإعلان إسرائيل أنها أسقطت درون إيرانية اخترقت الحدود الشمالية.
فقد أعلن الأمين العام لحركة النجباء العراقية، أحد فصائل الحشد الشعبي المقاتلة في سوريا، الثلاثاء، من بيروت استعداد قواته للقتال في “جبهة واحدة” مع حزب الله اللبناني في حال شن إسرائيل أي اعتداء.
وأتى كلام أكرم الكعبي هذا بعد زيارته ضريح القيادي في حزب الله عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال الكعبي “سنكون مع حزب الله في صف واحد وجبهة واحدة كما كنا معه في العراق أو في سوريا في جبهة واحدة”، متابعاً “سنبقى مع سوريا التي تعتبر جزءاً من محور المقاومة، وسنحقق الانتصارات”.
يذكر أن حركة النجباء مدعومة عسكرياً من إيران إلى جانب قوات النظام السوري وحزب الله في الحرب السورية.
ومنذ العام 2013، يشارك حزب الله بشكل علني في القتال مع قوات النظام في سوريا على الرغم من معارضة جزء كبير من السياسيين والأحزاب اللبنانية، وانقسام الحكومة اللبنانية في هذا الشأن.
يذكر أن الخزعلي كان ظهر مطلع ديسمبر في فيديو تم تداوله بشكل واسع في لبنان بلباس عسكري رمادي اللون أثناء جولة “جنوبية”، كما ظهر في الفيديو عنصر من حزب الله، وهو يُعرّفه بالمكان، ويشير بيده قائلاً “هذا الجولان” المحتل.
وفي قرية كفركلا الحدودية، قال الخزعلي: “نعلن جاهزيتنا الكاملة في الوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني مع القضية الفلسطينية أمام الاحتلال الإسرائيلي”.
ولاقت تلك التصريحات اعتراضاً وشجباً من قبل أحزاب لبنانية، كما حذر رئيس الحكومة سعد الحريري من القيام بأي أنشطة عسكرية على الأراضي اللبنانية، لافتاً إلى أن القوات الأمنية هي المكلفة بحماية لبنان.
وبعيد أسابيع على فيديو الخزعلي، ضج لبنان ثانية، لاسيما مواقع التواصل بصور جديدة لأحد قياديي الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا، المدعو حمزة أبو العباس قائد لواء الإمام الباقر، خلال تواجده في جنوب لبنان.
وظهر أبو العباس في الصور وهو واقف عند الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة.
ونشرت صفحة “لواء الإمام الباقر السورية” على “فيسبوك” صوراً لقائد عمليات “لواء الباقر” حمزة أبو العباس، أثناء جولة له على الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث علقت الصفحة على الصور “فلتعلم إسرائيل أننا على حدودها وسيأتي اليوم الذي نكسر فيه حدودها”.