شفق نيوز/ أطلقت وكالة الفضاء الهندية صاروخا لدراسة الشمس -اليوم السبت- في أول مهمة من نوعها للوكالة في سعيها لاكتشاف الفضاء، وذلك بعد أسبوع من نجاحها في إنزال مركبة غير مأهولة عند القطب الجنوبي للقمر.
وأظهر البث المباشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية انطلاق الصاروخ حاملا المركبة الفضائية، التي أطلق عليها اسم “أديتيا-إل 1” المأخوذ من كلمة هندية تعني الشمس، مخلفا دخانا ونارا بينما كان العلماء يصفقون.
وتابع البث أكثر من 860 ألف مشاهد، بينما تجمع الآلاف في صالة عرض بالقرب من موقع الإطلاق لمتابعة انطلاق الصاروخ. ومن المقرر أن تقطع “أديتيا-إل 1” في رحلتها مسافة 1,5 مليون كيلومتر وتستمر 4 أشهر إلى أن تصل ما تشبه ساحة انتظار في الفضاء.
وتسمى مناطق الانتظار “نقاط لاغرانج”، حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.
أهداف طموحة وتهدف عملية إطلاق المركبة إلى دراسة الطبقات الخارجية للشمس والرياح الشمسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات على الأرض تحدث عادة في صورة الشفق القطبي.
وقال العالم الرئيسي في المهمة سانكار سوبرامانيان إنه ستكون لديهم مجموعة بيانات فريدة غير متاحة حاليا من أي مهمة أخرى، مضيفا أن هذا سيسمح بفهم طبيعة الشمس ونشاطها وكذلك الغلاف الشمسي الداخلي، وهو عنصر مهم لتكنولوجيا العصر الحالي، فضلا عن سمات الطقس الفضائي.
وأفاد عالم الفيزياء الفلكية سوماك رايشودوري، أمس الجمعة، بأن المهمة توضح طموح الهند، مشيرا إلى أن المركبة تعتزم دراسة انبعاثات الكتلة الإكليلية، وهي ظاهرة دورية تؤدي إلى تصريفات هائلة من البلازما والطاقة المغناطيسية الآتية من الغلاف الجوي للشمس.
وعادة ما تكون هذه التصريفات ضخمة إلى حد الوصول للأرض والتأثير على عمل الأقمار الاصطناعية. وقال علماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية إنه من الممكن أن تساعد البيانات الواردة من البعثة على المدى الطويل في فهم تأثير الشمس على أنماط مناخ الأرض بشكل أفضل ومنشأ الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات التي تتدفق من الشمس عبر النظام الشمسي.
كما ستساعد المركبة في توقع حصول هذه الظواهر مما يتيح اتخاذ إجراءات وقائية بشأن الأقمار.