فريق راديو صوت العرب من أمريكا

ترجمة: فرح صفي الدين – أعلنت الحكومة الكندية عن مسار هجرة سريع جديد لحاملي “تأشيرات العمالة المتخصصة” H-1B الأمريكية، كجزء من ميزانيتها الفيدرالية لعام 2025 التي تُركز على جذب المواهب العالمية. وذلك ضمن خطتها لسد العجز في القوى العاملة بالقطاعات الرئيسية مع تعزيز الابتكار في جميع أنحاء البلاد.

فحسبما نقل موقع Money control المعني بأخبار المال، تأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه العديد من حاملي “تأشيرات العمالة المتخصصة”، حالة من عدم اليقين في سوق العمل الأمريكي بعد توجيهات إدارة ترامب إلى الشركات بتوظيف العمال الأمريكيين أولاً.

فعلى ما يبدو أن كندا قد استشعرت أن الفرصة أصبحت سانحة لجذب العمالة الماهرة المُغادرة للولايات المتحدة. فمع رفعها لتكاليف التأشيرات وعدم تشجيعها لتوظيف الأجانب، تفتح جاراتها أبوابها على مصراعيها لهم.

وبحسب ما ذكره الموقع الإخباري، صرّح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في سبتمبر أن بلاده ترى رسوم ترامب البالغة نحو 100 ألف دولار على تأشيرة H-1B، فرصةً لجذب ذووي المهارات العالية. وأعلن حينها: “سنقدم عرضًا لحاملي هذه التأشيرة عما قريب”.

كيف يعمل البرنامج الجديد؟

يندرج هذا البرنامج، أو المبادرة ضمن استراتيجية كندا لاستقطاب المواهب الدولية، وتستهدف المهنيين المتأثرين بالتغييرات الأخيرة بالسياسة الأمريكية. ووفقًا لوثائق الميزانية الفيدرالية، تشمل أهدافها تعزيز منظومة الابتكار، ومعالجة نقص العمالة في قطاعات الرعاية الصحية، والبحث العلمي والصناعات المتقدمة. وتسريع الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية.

وفي إطار ذلك، تم تخصيص مبلغ 1.7 مليار دولار كندي، ضمن ميزانية عام 2025، لهذه المبادرة لتوظيف أكثر من 1000 باحث دولي.

وبالإضافة إلى استقطاب المواهب الجديدة، تخطط كندا أيضًا لدمج المهاجرين المهرة الحاليين بشكل أكثر فعالية. حيث خصصت الحكومة 97 مليون دولار كندي على مدى خمس سنوات (ابتداءًا من 2026-2027) لإنشاء صندوق الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية (FCRAF). وسيساعد هذا البرنامج المقاطعات والأقاليم على الاعتراف بمؤهلات المهنيين المدربين بالخارج بشكل أسرع، وخاصةً في قطاعي الرعاية الصحية والبناء.

وبذلك سيمثل مسار الهجرة الجديد هذا نقطة تحول في المنافسة العالمية على العمال المهرة. فمع قيام الولايات المتحدة بزيادة القيود والتكاليف، على حد السواء، تعلن كندا عن نفسها كوجهة مستقرة ومشجعة على الابتكار للباحثين عن فرص عمل طويلة الأجل.