يواجه تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر، وليبيا والدول المجاورة مستقبلاً مجهولاً، في ظل التقارب المصري التركي والذي أسفر عن تبادل الرئيسين زيارة البلدين، بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في نهاية الأسبوع الماضي، رداً على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاهرة في فبراير (شباط) الماضي.ويرى سياسيون أن تنظيم الإخوان أصبح يواجه عاصفةً حقيقية، بعد محاولاته العودة إلى الواجهة في ظل ظروف صعبة التعقيد بعد التقارب التركي المصري، وانتهاج الجانب التركي سياسات جديدة لتصفير المشاكل مع دول المنطقة وأبرزها مصر والتوقف عن دعم “الإسلام السياسي” في الفترة القليلة الماضية.
تنسيق عسكري وأمني
وقال الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب، إن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا ساهمت في تعزيز التنسيق العسكري والأمني بين القاهرة وأنقرة، وكان من أهم الملفات في هذا المجال، هو ملف الإخوان، حيث تسعى مصر إلى تسلم المتورطين منهم في قضايا إرهابية، الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية نهائية، ولكنهم لا يزالون في تركيا.
وأوضح أديب لـ24 أن الجانب التركي بعث إشارات عن تخليه عن الإخوان بإصدار تعليمات مشددة لعناصر التنظيم لوقف الظهور في المنصات الإعلامية، والإساءة للرموز المصرية أثناء زيارة الرئيس السيسي، وهو ما تحقق فعلياً، مشيراً إلى أن خطوات تنتظرها مصر من تركيا في ملف الإخوان، لتسلم عناصر التنظيم المحكومين في مصر.
تسلل
وحذر منير أديب من التحركات التي يمكن أن يلجأ لها التنظيم الإخواني، بالتسلل إلى أحزاب سياسية مختلفة، والتلون السياسي مثل الحرباء للعودة للمشهد السياسي، عبر طرح مبادرات مختلفة وغيرها من التحركات الأخرى.
وأوضح أديب أنه كلما زاد التقارب المصري التركي، كلما شعر الإخوان بالخوف والهلع حيث يفقد التنظيم الدعم التركي، الذي اعتمد عليه طيلة السنوات الماضية خاصة بعد ثورة 30 يونيو(حزيران) في 2013.
وأشار منير أديب إلى أن الإخوان قد يلجؤون إلى تغيير جلودهم وفق ما يحدث في الداخل المصري والتركي، ولكن على الأجهزة الأمنية والسياسية أن تكون يقظة أمام التحركات المريبة، وقال: “لكن الظروف الحالية لن تمسح بذلك”.