فيما يواصل سهم شركة “نفيديا” العملاقة تقدّمه الرائع في عام 2024، دافعاً الشركة لاحتلال مكانة مرموقة بين الكبار في وول ستريت، ورافعاً قيمتها السوقية بسرعة الصاروخ نحو تريليوني دولار، فإنّ هناك سهماً آخر ربما يكون نجماً بدوره هذا العام.
ومنذ بداية العام، ارتفعت قيمة سهم “نفيديا” بنسبة 58 بالمئة، وهو أمر ليس مفاجئًا، حيث من المتوقع بالفعل أن تحقق شركة تصنيع الرقائق عامًا آخر متميزًا من نمو الإيرادات والأرباح، بسبب الطلب المتزايد على بطاقات الرسومات المستخدمة في خوادم الذكاء الاصطناعي.
لكن المتابع بعمق للأسواق، سيجد أنّ هناك شركة أخرى رائدة في مجال أشباه الموصلات اكتسبت أسهمها زخمًا قويًا في السوق. حيث ارتفع سهم شركة “إيه إس إم إل هولدينغ” ASML Holding، وهي عملاق هولندي متعدد الاستثمار، بالفعل بنسبة 25 بالمئة في عام 2024، وتشير تعليقات الإدارة في أحدث تقرير سنوي للشركة إلى أنّها قد تستمر في الارتفاع مع تقدّم العام.
وبحسب تحليل الأسواق لهارش شوهان على “ياهو فاينانس”، فإنّ هناك العديد من الأسباب التي تدعم استمرار الاتجاه الصعودي لسهم “إيه إس إم إل” وزخمه في عام 2024، وقد يصبح رهانًا قويًا للمستثمرين الذين يتطلعون إلى شراء أسهم أشباه الموصلات في الوقت الحالي؛ ولكنهم قد لا يشعرون بالارتياح مع التقييم الكبير للغاية لشركة “نفيديا”.
وبينما تستفيد “إيه إس إم إل” بالفعل من موجة الصعود الحالي والاهتمام الفائق بقطاع الرقائق والذكاء الاصطناعي، فقد أشار المدير المالي لـ”إيه إس إم إل” روجر داسن، في التقرير السنوي للشركة، إلى أنّ سوق معدات أشباه الموصلات أصبحت الآن في وضع الاستعداد لمزيد من الصعود.
ويوضح داسن أنّه “على الرغم من أننا لا نستطيع التنبؤ بالطبيعة الدقيقة للمنحدر المقبل، إلاّ أنّ الانتعاش لا يزال في طور النشوء. إنّ الاتجاهات طويلة المدى لا لبس فيها؛ وتتصدّرها قطاعات الذكاء الاصطناعي والكهرباء وتحول الطاقة. ويتمّ التأكيد على هذه العوامل من خلال العدد الكبير من مصانع الرقائق ومستلزمات الذكاء الاصطناعي التي من المقرر افتتاحها في العامين المقبلين. كل هذه المصانع الجديدة سوف تحتاج إلى أدواتنا”.
ووفقًا لرابطة صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، فمن المقرّر أن يبدأ 42 مصنعًا جديدًا لتصنيع أشباه الموصلات عملياتها في عام 2024. وهذه قفزة كبيرة مقارنة بـ 11 مصنعًا فقط دخلت حيز التشغيل في العام الماضي، بالإضافة إلى 29 مصنعًا جديدًا تمّ تشغيلها في عام 2022.
كل ذلك يفسّر سبب توقّع زيادة الإنفاق على معدات تصنيع أشباه الموصلات التي من المتوقع أن تبيعها “إيه إس إم إل” في عام 2024، وذلك بعد انخفاض بنسبة 6 بالمئة في عام 2023 حين حققت 100 مليار دولار. وبحلول عام 2025، تتوقع الرابطة أن يقفز الإنفاق على المعدات إلى مستوى قياسي قدره 124 مليار دولار.
هذه القفزة في الإنفاق على المعدات تؤدي بالفعل إلى نمو قوي في طلبات مبيعات “إيه إس إم إل”، حيث تلقّت الشركة الهولندية حجوزات بقيمة 9.2 مليارات يورو في الربع الرابع من عام 2023. وكانت تلك قفزة كبيرة مقارنة بحجوزات بقيمة 2.6 مليار يورو في الربع الثالث من عام 2023. ونتيجة لذلك، بلغ تراكم الطلبات لدى “إيه إس إم إل” رقمًا مثيرًا للإعجاب قدره 39 مليار يورو في نهاية الربع السابق.
وهذا أعلى من توقعات إيرادات الشركة للعام الجاري، حيث حققت “إيه إس إم إل” إيرادات بقيمة 27.6 مليار يورو في عام 2023، وتتوقع مستوى مماثلاً من الإيرادات في عام 2024. ومع ذلك، فإنّ التراكم الكبير والزيادة الطفيفة في الإنفاق على أشباه الموصلات يمكن أن يساعدا الشركة في النهاية على تحقيق نمو أقوى ويساعد على ضمان استمرار الارتفاع الصاعد لسهم الشركة.