عباس عبود سالم
تبدأ اعمال الزيارة الرسمية المهمة التي يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى باريس، وسيكون هذا حافلا باللقاءات والاجتماعات والمباحثات العراقية الفرنسية في اكثر من ملف، ابرزها الملفان الامني والاقتصادي.
الوفد الذي رافق رئيس الوزراء يضم وزراء في اختصاصات متعددة، الخارجية، والدفاع، والنفط، والزراعة، والصناعة، والتعليم العالي، والهجرة والمهجرين، وهيئة الاستثمار، ومستشار الامن الوطني، وهذا يعني ان الوزراء العراقيين في هذه التخصصات سيبحثون مع نظرائهم الفرنسيين مجالات التعاون بين البلدين.
لفرنسا خصوصية في علاقتها وتعاونها مع العراق لاسباب عدة، في مقدمتها انها البلد الاوروبي الاكثر تضررا من الارهاب، فقد تعرضت باريس، ونيس ومدن فرنسية اخرى الى عمليات ارهابية شرسة تحتفظ بها الذاكرة الاوروبية ولن تنساها لعقود قادمة، منها هجمات شارل ابدو، وهجمات باريس المتزامنة الدامية في تشرين الثاني 2015، ونيس 2016، الى ان وصلت العمليات الارهابية الى قرب الشانزلزيه.
وفرنسا في مقدمة البلدان التي دعت الى الوقوف الى جانب العراق ودعمه في حربه ضد الارهاب، فمن باريس انطلق قبل عامين مؤتمر دولي بشأن السلام والأمن في العراق، وقعت فيه اكثر من 30 دولة على وثيقة تقدم الدعم الكامل للعراق في مواجهته للارهاب، وتعزيز امنه واستقراره ووحدته الوطنية.اذن نحن والفرنسيون كما مع دول العالم اجمع نواجه عدوا مشتركا يقاتله العراق بقوة وشجاعة، وهذا ماسيتم طرحه على طاولة اجتماعات العبادي- مكرون، وستكون للملفات الاقتصادية والاستثمارية ودعم تسليح القوات العراقية الاهمية في هذه المباحثات التي تنقل العلاقات العراقية الفرنسية خطوة الى الامام.فمازال العراق بحاجة ماسة الى دعم المجتمع الدولي في جهوده لاعمار المناطق المحررة من داعش واعادة الحياة الى هذه المناطق، وترميم البنية الثقافية والتربوية والانسانية فيها، ناهيك عن البنى التحتية التي تتطلب امكانات هائلة، تفوق قدرة العراق الذي لم تشغله سنوات الحرب والارهاب والازمة الاقتصادية عن السير بخطى واثقة للبناء والاندماج بالعالم المتقدم حضاريا وتكنولوجيا.
بغداد باريس 2017
التعليقات معطلة.