بمناسبة اليوم العالمي للطفل أتقدم لحضراتكم بمقالتي تحت عنوان  “ضحكات الأطفال… نور الكون البراق”

2

 

براءة، صدق، ضحكات، لعب، فطرة، صفات جميلة تجمعها “الطفولة”. أنْ تغمض عينيك؛ عائداً عبر الزمن لطفولتك وتجد ضحكات، ألعاب، حنان لأبوين. فذلك شيء جميل وحق لكل شخص وليس حظاً أو منة من الأهل والعالم.

قد لا يملك البعض ذكريات طفولة في غاية الروعة. بيد أنهم يعلمون أن عائلاتهم قد فعلت كل ما بوسعها ليحضوا بطفولة جيدة.
أحلام الطفولة، تملؤها البراءة، المحبة، والسلام؛ لذا فهي بسيطة جداً، مليئة بالأمل، كما تبعث السعادة. في الأحوال الطبيعية يحيا الطفل حياةً كريمةً، يتمتع بحرية استكشاف العالم من حوله، حرية التعبير، ولا تصادر حقوقه لأي سبب كان.

الزواج ترابط أسري، عقلي، وعاطفي بين شخصين، ينتج عن هذا الترابط بذرة ينتظرها الزوجين بكل حب وعواطف جياشة، يتم التحضير لاستقبال طفل لتكبر العائلة.
تحمل الأم في رحمها روحه وجسمه، وتبذل كل شيء لتحافظ عليه سليماً لدرجة أنها تستهلك روحها لو تطلب الأمر في سبيل إخراجه لهذا العالم سليماً. ويفعل الزوج ما بوسعه ليحافظ على الأم وطفلهما في صحة جيدة، وحياة كريمة. يبذلون الغالِ والنفيس حتى يحظى طفلهم بذكريات سعيدة في المستقبل قدر الإمكان، وهذا من حقوقه عليهم. ومنها أيضاً أن يكبر في حضنيهما معاً. وأن يتفرغا لرعايته ونشأته ليصبح إنساناً أفضل، بتنمية الدين الصحيح في قلبه، وأفعاله، الأخلاق الحميدة، حب الناس، الثقة في نفسه، تعليمه، ومتابعة هواياته وتركه يستكشف ويلعب ويمرح ويضحك بلا توقف. من أقبح الجرائم في حق الطفل هي إهماله، والانشغال عنه، لأيِّ سببٍ؛ لأنه سيكون معرضاً لكثير من الظروف، إنه يمتلك الكثير من الأسئلة التي تعرفه بالعالم، يريد لها أجوبة. إسكاته، عدم الاستماع له، ومنعه من التعبير عن أفكاره، واللعب كل هذه وغيرها من تحديد للطفولة هو خطأ فادح يرتكبه الأهل في حق أطفالهم. من واجباتنا كمجتمع مساهمتنا في إتمام سعادة الأطفال أقارب وجيران وكل طفل نقابله. هذه البذرة الصغيرة تحتاج لعناية كبيرة كي تغدو ثمرة يانعة. أيضاً يفترض علينا أن نزرع فيهم حب الحياة، والأمل اللامتناهي. إذ ليس من الحق أبداً تثبيط معنويات طفل يحلم، وإيلامه بعبارات صادمة ناتجة من يأس شخصي بعيدة عما يجول في ذهنه.

من المؤلم حتى البكاء أن هناك أطفالاً في عالمنا يعانون شتى الظروف السيئة التي تحد من طفولتهم. العوز، الاستغلال، الإهمال، التشرد، المعاملة السيئة وغيرها الكثير. هي ظروف يعاني منها عدد لا يصدق من الأطفال حول العالم. ما يحز في النفس أكثر: تصور ما سيصبح عليه هؤلاء الأطفال حينما يكبرون ومدى السوء الذي سيشعرون به بتذكر طفولتهم البائسة!! “أطفال بلا طفولة” ينشؤون نشأة -غير تلك التي من المفترض أن تكون عليه- ليصبحوا: زهوراً لم تسقى، ثماراً جافة أو “شباباً على قيد الطفولة”. من أجل كل طفل في هذا العالم، زرعك الابتسامة في وجه طفل واحد على الأقل، يساهم في تقليل ذلك العدد التعيس من اللاطفولة، هناك طرق كثيرة منها: انتشال طفل من التشرد والعوز، مساعدة طفل في تلقيه التعليم الذي حرم منه، والتوقف عن إيذائهم (نفسياً وجسدياً)، إيقاف استغلال الأطفال بكل صوره الشنيعة.

وأخيراً بصوت كل طفل: ‘شكراً للآباء والأمهات أنتم السبب في وجودنا على الأرض. نرجو منكم أن لا تحرمونا حق الطفولة تربية جيدة، تعليم، لعب، مستقبل واعد، أحلام، ضحكات، أحضان وقبل وذكريات مستقبلية جميلة’.

#فاتن_السامرائي

التعليقات معطلة.