اخبار رياضية

بنصف نهائي الأبطال عليك أن تكون فولكروغ لا مبابي

احتفال نيكلاس فولكروغ بعد تسجيل هدف الفوز لدورتموند بمرمى سان جيرمان (أ ف ب)

هاني سكر

حسم بوروسيا دورتموند النصف الأول من مواجهته لباريس سان جيرمان وتفوق عليه بهدف وحيد سجله نيكلاس فولكروغ بالوقت الذي لم تمتد فيه الدقائق الجيدة لمبابي لأكثر من 10 دقائق ليذكرنا بالنسخة الباهتة التي ظهر بها ضد برشلونة بذهاب ربع النهائي.

“لا تغير فريق ناجح”

مقولة اتبعها تيرزيتش بوضوح خلال وضعه التشكيلة، فرغم عودة مالين إلا أن ثقة المدرب بسانتشو وأديمي كانت كبيرة لذا فضل الاحتفاظ بهما على الأطراف عدا ذلك بدت التشكيلة تقليدية ومتوقعة تماماً، بالوقت الذي بدا فيه أن إنريكي قد زج فعلاً بأفضل تشكيلة ممكنة خاصة مع استعمال الشابين باركولا وإيمري منذ البداية.

الشوط الأول لم يكن بطيئاً لكن عانى فيه الفريقان من صعوبات كثيرة لبناء اللعب من الخلف وواضح جداً أنه مهما كانت هوية المتأهل للنهائي فإنه سيحتاج لضبط عملية بنائه للهجمة لأن لا بايرن ولا ريال سيرحمان أمام أخطاء بدائية بالبناء من الخلف.

دورتموند كعادة معظم مبارياته لا يبدأ بشكل جيد وتكون الدقائق الأولى هي أسوأ فتراته وحركية وسط باريس كانت مهمة جداً لاستعادة الكرة لكن فعلياً لم نشاهد أي لاعب من خط الهجوم باستثناء ديمبيلي الذي سدد مرتين من خارج المنطقة نحو خارج المرمى ولعب عرضية بدا واضحاً أنه افتقدت للدقة.

كل ما مر الوقت كان دورتموند يدخل الأجواء ويقلل أخطاءه خاصة بعد أن كسب أديمي ثقة الجميع بنزوله للخلف مرتين وإيقافه ديمبيلي وحكيمي لينقل نشاطه للثلث الأخير ويبدأ بإزعاج حكيمي.

أما سيناريو الهدف فحاول دورتموند خلقه أول مرة بنهاية أول ثلث ساعة حين لُعبت تمريرة طويلة خلف الدفاع لكن العملية لم تنجح لأن الكرة ذهبت بعيداً عن فولكروغ لكن بالمرة الثانية بدا كل شيء مثالياً، تمريرة طويلة من شلوتربيك ثم استلام ممتاز باليمنى من فولكروغ مع التسديد بالقدم اليسرى، البعيدة عن المدافع، مع صلابة كبيرة بمواجهة لوكاس الذي حاول إيقاف المهاجم لكن النتيجة كانت إصابة لوكاس وتسجيل فولكروغ لهدف يقال عنه بوضوح أنه من لمسات رأس حربة صريح.

حلول هجومية كثيرة بالشوط الثاني

سان جيرمان الذي لم يسدد أبداً على المرمى بأول شوط عاش أفضل فتراته ببداية الشوط الثاني، على غرار لقاءيه ضد برشلونة، لكن مبابي أضاع كرة بالقائم من النوع الذي لا يهدره عادة ثم ذهبت كرة أخرى بالقائم من حكيمي ثم جاءت رأسية رويز وسط ضياع دفاعي ليكون سان جيرمان قد خلق فرصاً في 10 دقائق أكثر من حيث الكم من ما خلقه بأول شوط وأخطر بكثير.

لكن بعد مرور أول ربع ساعة عادت الفوضى بالخلف وعاد سانتشو وأديمي لتغيير معطيات اللقاء بانطلاقاتهما والأهم هو استغلالهما لمعاناة باريس بالبناء من الخلف حين تواجهه بنصف ملعبه وهو ما جعل الوقت يمر أسرع مع حصول فولكروغ على فرصتين للتسجيل.

بالمجمل الجهة اليسرى لدورتموند كانت عظيمة خلال المواجهة مع التناغم الممتاز بين ماتسن وأديمي دفاعياً وهجومياً، وربما لحسن حظ ماركينيوس أنه لم يضطر لمواجهة أديمي لمرات كثيرة وأن اللاعب كان يذهب لأقصى الطرف أكثر لمواجهة حكيمي، لأن ماركينيوس أيضاً فقد الكثير من لياقة الماضي وكان يشكل عبئاً ببعض الأحيان بما فيها لقطة الهدف الأول لدورتموند حين تسبب بكسر التسلل.

بالمقابل بقي إنريكي مصراً على استخدام مبابي كرأس حربة رغم معاناته أمام دفاع الخصم، وكان هذا الأمر يحدث بناء على رغبة اللاعب الذي سيشغل هذا المركز غالباً مع ريال مدريد بالموسم المقبل، وبكل مرة كان هوميلس هو المكلف بالإغلاق على اللاعب ويقلل فعاليته قدر الإمكان، ورغم نزول كولو مواني بديلاً لكن المدرب اختار توظيفه كجناح وإبقاء مبابي بالعمق ليستمر بالمعاناة أمام هوميلس الذي كان يقدم مباراة مثالية سواء دفاعياً أو حتى بالخروج من الضغط.

الدقائق الأخيرة كان فيها اللعب مفتوحاً لأن دورتموند لم يكن يخطط للانتظار بالخلف والحفاظ على تقدمه بل كان يبحث عن هدف آخر لذا كان قرار المدرب بإشراك رويس بأول تبديل مكان أديمي الذي لم يعتاد إكمال المباريات بظل التعب الذي يتعرض له.

الفريقان أضاعا فرصاً كثيرة باللقاء، منطقياً كان يجب أن تنتهي مباراة كهذه بنتيجة 4-3 وليس 1-0 لأن كل فريق أوجد الكثير من الحلول أمام دفاع خصمه لكن الفارق هو أن معظم فرص باريس كانت تذهب للاعبين ليسوا هدافين مثل فيتينيا ورويز أو ديمبيلي الذي عاد لنسخة ما قبل مباراتي برشلونة، أما دورتموند فاستغل كرة من رأس حربة تقليدي قد لا تحبه أندية كثيرة لكنه مناسب جداً لحسم لقاء بحجم ذهاب نصف نهائي الأبطال لأنه يسجل ويبادر بإنزال الكرات العالية لزملائه وبناء اللعب، لذا بالتأكيد فولكروغ ليس بقيمة مبابي لكن وجوده كرأس حربة كان يخدم الفريق أكثر بانتظار النصف الثاني من المواجهة الأسبوع المقبل.