بوادر التنسيق الإيراني في الهجمات على القواعد العسكرية في العراق والرسائل الموجهة في سياقها

1

بواسطة أمير الكعبي , حمدي مالك, مايكل نايتس

Gaza cover

عن المؤلفين أمير الكعبي

أمير الكعبي خبير عراقي في شؤون الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وسوريا.

Hamdi Malik

حمدي مالكالدكتور حمدي مالك هو زميل مشارك في “معهد واشنطن” ومتخصص في الميليشيات الشيعية. وهو المؤسس المشارك لمنصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، التي تقدم تحليلاً متعمقاً للتطورات المتعلقة بالميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. وقد شارك في تأليف دراسة المعهد لعام 2020 “التكريم من دون الاحتواء: مستقبل «الحشد الشعبي» في العراق”. ويتكلم العربية والفارسية.

Michael Knights

مايكل نايتس مايكل نايتس هو زميل في برنامج الزمالة “ليفر” في معهد واشنطن ومقره في بوسطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج.تحليل موجز

Part of a series: Militia Spotlight

or see Part 1: How to Use Militia Spotlight

نفذ وكلاء إيران هجومين بطائرات بدون طيار على قواعد أمريكية في العراق، وتشير نشرات وسائل التواصل الاجتماعي ذات الصلة بهؤلاء الوكلاء إلى أن “فيلق القدس” الإيراني قام بمهمة تنسيقية.

في 18 تشرين الأول/أكتوبر، شنت جماعات “المقاومة” العراقية هجومين بطائرتين مسيرتين ضد القوات الأمريكية المتمركزة في “قاعدة عين الأسد الجوية” في غرب الأنبار و”قاعدة حرير الجوية” في “إقليم كردستان”.

الهجوم الأول: “قاعدة عين الأسد الجوية”

في الهجوم الأول، اعترضت قوات التحالف المتمركزة في “قاعدة عين الأسد” طائرتين مسيرتين، دون الإبلاغ عن وقوع أضرار أو إصابات. ولم تتم تغطية الحادثة على نطاقٍ واسع على قنوات “المقاومة” إلا بعد بضع ساعات، على عكس الهجمات السابقة. وفي تلك المرحلة، نشرت شبكة “صابرين نيوز” الإعلامية التابعة لـ “المقاومة” وقنوات أخرى بياناً تتبنى فيه “المقاومة الإسلامية في العراق” المسؤولية عن الهجوم (الشكل 1).

تجدر الإشارة إلى أن “المقاومة الإسلامية” ليست جماعةً في حد ذاتها، بل هي مصطلح شامل يُستخدم لوصف جميع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. ويشير استخدام هذه التسمية إلى أن الميليشيات العراقية تتموضع كجبهة واحدة في ظل الحرب الجارية في غزة، مما يدل عادةً على أن راعيها الإيراني يقوم بحشد جماعات “المقاومة” المتباينة وتجميعها.

الهجوم الثاني: “قاعدة حرير الجوية”

بخلاف الهجوم على “قاعدة عين الأسد”، سارعت منصات “المقاومة” إلى الإبلاغ عن هجوم “قاعدة حرير” والاحتفال به، علماً أنه وقع في ساعات النهار عندما كان من المرجح أن يستحوذ انتباه عددٍ أكبر من الأعضاء والمؤيدين. وجاء الإعلان الأولي عن المسؤولية من قبل “تشكيل الوارثين”، وهي جماعة واجهة تابعة لميليشيا “حركة حزب الله النجباء” وتتمتع بصلات مباشرة مع “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”. وجاء في إعلان “تشكيل الوارثين” ما يلي: «ضمن عمليات إسناد طوفان الأقصى نعلن استهداف قاعدة الاحتلال الأمريكي في شمال العراق “قاعدة الحرير” بطائرة مسيرة في تمام الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الأربعاء الموافق 18/10/2023. وما النصر إلا من عند الله. تشكيل الوارثين، غرفة عمليات إسناد طوفان الأقصى» (الشكل 2). وفي وقت لاحق، أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” أيضاً مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن بطريقة متداخلة وليست متناقضة على ما يبدو.

«غرفة عمليات إسناد “طوفان الأقصى”»

كما يشير بيان “تشكيل الوارثين”، تم إنشاء كيان عراقي جديد على الإنترنت في 18 تشرين الأول/أكتوبر لدعم حركة “حماس” في حربها مع إسرائيل يحمل اسم “غرفة عمليات إسناد طوفان الأقصى”. ويبدو أن هذا الكيان قد سمح لجماعة “تشكيل الوارثين” القائمة بإعلان مسؤوليتها عن الهجوم تحت مظلته. وجاء في البيان الافتتاحي لغرفة العمليات: «انطلاقاً لتأدية الواجب والتكليف الشرعي نعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم تشكيلات المقاومة الإسلامية في العراق للإشراف على العمليات تحت اسم “عمليات إسناد طوفان الأقصى”» (الشكل 3).

التصعيد العراقي المنسق من قبل إيران

icon
Figure 4: Sabereen News mentions its muallemi post, October 18, 2023.

زادت “المقاومة” العراقية بشكل مطرد من انخراطها في حرب غزة. أولاً، حذرت من أنه إذا تدخلت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل، فإنها ستضرب أهدافاً أمريكية في المنطقة. ثم استخدمت لغةً مشفرةً تشير إلى قرارها بالاضطلاع بدورٍ أكبر في النزاع في مرحلةٍ معينة قريباً. وجاء الهجومان بطائرات مسيرة على القوات الأمريكية بعد أيام. وفي أعقاب ذلك، أشارت شبكة “صابرين نيوز” إلى أنه قد تم تنفيذ التهديدات المشفرة السابقة التي تم إصدارها في 13 تشرين الأول/أكتوبر (الشكل 4).

والجدير بالذكر أن الانتقال إلى العمل الحركي حدث بعد وقتٍ قصير جداً من الانفجار المثير للجدل الذي وقع في 17 تشرين الأول/أكتوبر في المستشفى الأهلي في غزة. فكان تسلسل أعمال “المقاومة” التصعيدية يشير بذلك إلى ما يلي:

  • قبل ساعاتٍ قليلة من الهجوم على “قاعدة عين الأسد”، استخدم زعيم “حركة حزب الله النجباء” أكرم الكعبي لغةً تصعيديةً بتغريدة هي عبارة عن آية قرآنية تقول: “بِسْمِ اللهِ قاصِمِ الجَبَّارِين يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً” (الشكل 5).Open imageAkram threatsFigure 5: Akram Kaabi used escalatory language a few hours before the attack on al-Asad, October 17, 2023.
  • وسرعان ما أعقب ذلك بيان لجماعة “أصحاب الكهف”، التي هي جماعة واجهة تابعة لحركة “حزب الله النجباء”، كتبت فيه آيةً قرآنيةً أخرى تقول: “وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ”. وأدان البيان أيضاً قصف المستشفى في غزة وهدد الولايات المتحدة على خلفية دعمها لإسرائيل: “كذلك يجب أن تدرك عدوة الإنسانية دولة الاحتلال الأمريكي، أنها ستدفع الثمن مضاعفاً ثمن جرائمها بحق العراقيين وثمن دعمها الصريح للصهاينة لقتل الإنسانية والطفولة في فلسطين قريباً جداً ومن حيث لا تحتسب” (الشكل 6). وفي أعقاب البيان مباشرة، طلبت “جماعة أصحاب الكهف” من أنصار “المقاومة” التجمع لاحتجاج كبير في “ساحة التحرير” ببغداد.Open imageAKFigure 6: Ashab al-Kahf’s threatening message hours before the drone attacks, October 17, 2023.  

وتشير بوادر كثيرة إلى أن ميليشيات “المقاومة” العراقية تستعد فعلياً لحربٍ إقليمية ستدعم فيها “حماس” وإيران. وتوحي الطبيعة الموحدة لبيانات “المقاومة” وأعمالها الأخيرة بوضوح أنها قد تلقّت توجيهاتٍ منسّقة من “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”، والذي قد يكون في صدد إسناد أدوار مختلفة لوكلائه وحلفائه في المنطقة.

التعليقات معطلة.