بوتين: لسنا على عجلة وأهدافنا لم تتغير في أوكرانيا

1

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نيته في إنهاء النزاع الدائر في أوكرانيا بأقرب وقت، خلال لقاءه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، ولكن سرعان ما تراجع في قوله بعدما أعلن في ختام القمة للصحافيين أنه “لا عجلة” لإنهاء العملية العسكرية في كييف.

وتأتي القمة التي عقدت في مدينة سمرقند، في وقت تتعرّض فيه القوات الروسية لانتكاسات ميدانية كبيرة في أوكرانيا وشكّلت فرصة لبوتين لإظهار أن روسيا لا تعاني عزلة تامة رغم المساعي الغربية في هذا الصدد.

وحاول الرئيس الروسي التقليل من أهمية هجوم مضاد مباغت تشنه أوكرانيا بابتسامة رسمها على وجهه، لكنه حذر من أن روسيا سترد بقوة أكبر إذا تعرضت قواتها لمزيد من الضغوط، قائلاً “سلطات كييف أعلنت أنها تنفذ عملية هجوم مضاد حالياً، حسناً، لنرَ كيف ستمضي قدماً وكيف سينتهي الحال بها”.

تناقض روسي
قال الرئيس الروسي لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه يتفهم مخاوف نيودلهي بشأن الصراع في أوكرانيا، ويرغب في إنهائه “في أقرب وقت ممكن”، كما أدلى بتصريحات مماثلة للزعيم الصيني شي جين بينغ أمس الخميس، قائلاً إنه يتفهم مخاوف بكين بشأن الصراع.

وقال رئيس الوزراء الهندي لبوتين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان “أعلم أن الزمن الحالي ليس زمن حرب، وقد تحدثت إليك عبر الهاتف بهذا الشأن”، وأضاف أن الديمقراطية والدبلوماسية والحوار تحافظ على تماسك العالم.

ولكن بوتين قال إن كييف رفضت المفاوضات وإنها عازمة على تحقيق أهدافها في ساحة المعركة، وقال لمودي “أعرف موقفكم من الصراع في أوكرانيا، ومخاوفكم التي تعبرون عنها باستمرار”، مضيفاً “سنبذل قصارى جهدنا لوقف هذا في أقرب وقت ممكن، لكن للأسف، أعلن الجانب الآخر- قيادة أوكرانيا- رفضه لعملية التفاوض وأنه يرغب في تحقيق أهدافه عبر السبل العسكرية”.

وفي نفس الوقت، أعلن الرئيس الروسي للصحافيين أن قواته قصفت مؤخراً بعض المناطق الحساسة على الأراضي الأوكرانية، وأكد أنه سيتم اعتبار ذلك مجرد تحذير، وإذا استمر الوضع على هذا النحو فإن الإجابة ستكون أكثر جدية.

وأكد بوتين أن “الغرب سعى دائماً إلى تفكك روسيا، وبدأ باستخدام كييف لتحقيق هذا الهدف، ومن أجل هذا أطلقنا العملية العسكرية الخاصة”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إنشاء جيب معادي لروسيا في أوكرانيا من أجل تهديد موسكو من هذا الاتجاه.

وأوضح أن الهدف الرئيسي هو منع مثل هذا التطور للأحداث، وتابع “الخطة لا تخضع للتعديل، هيئة الأركان العامة تتخذ قرارات عملياتية في سياق العملية، هناك ما يعتبر أساسياً، الهدف الرئيسي هو تحرير إقليم دونباس بأكمله، وسيستمر هذا العمل على الرغم من محاولات الهجوم المضاد من قبل الأوكرانيين”.

ولفت بوتين إلى أن روسيا لا تستخدم جيشها بأكمله في أوكرانيا وإنما جزء منه فقط، مبيناً أن الهدف النهائي من العملية العسكرية الروسية الخاصة هو تحرير دونباس بالكامل، و”نحن لسنا على عجلة من أمرنا”.

أوكرانيا ترفض الحوار
ومن الناحية السياسية، أعلن بوتين أن الأوكرانيين رفضوا الاستمرار بالتفاوض مع موسكو، “وقال: “أوكرانيا لا تريد الموافقة على شروطنا، وزيلينسكي أكد أنه غير مستعد للحوار وهذا شأنه”، موضحاً أنه سيرى ما إن كان الأخير محقاً بشأن عدم استعداده للمفاوضات.

وتعهد بأن تفعل موسكو كل ما بوسعها لمنع حصول تطورات سلبية في أوكرانيا، مضيفاً “أردوغان يرى أن اجتماعي مع زيلينسكي سيحقق نتيجة إيجابية”.

وحول مساندة الغرب لأوكرانيا، قال بوتين إن “الغرب كان على مدى عقود يدرس فكرة انهيار روسيا، استخدامها لاحقاً في الحرب ضد الصين”، وأضاف “لن ينتظروا ذلك، دعوهم يحلون واجباتهم على النحو الذي يرونه مناسباً”.

أزمة الطاقة والغاز
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، قائلاً إن التكتل يقبل صادرات الأسمدة الروسية لدول أعضائه، لكنه ينكر الأمر نفسه على الدول النامية.

وفي كلمته بقمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان، حث بوتين ممثلي حضور الأمم المتحدة على ممارسة ضغوط على الاتحاد الأوروبي لرفع القيود التي فرضها، رداً على الغزو الروسي على أوكرانيا، وقال إن روسيا تستعد للتبرع بنحو 300 ألف طن من الأسمدة للدول النامية بدون مقابل، مضيفا أن هذه الكمية تراكمت في موانئ الاتحاد الأوروبي.

كما دعا الرئيس الروسي الدول الأوروبية لرفع العقوبات عن مشروع “نورد ستريم-2” في حال نفذ الصبر بسبب أزمة الغاز، وقال: “في النهاية، إذا كان الصبر ينفد وإذا كان الحال صعباً، فقوموا برفع العقوبات المفروضة على المشروع، فهذه 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، فقط أضغطوا على الزر وتنتهي المشكلة”.

وأكد بوتين أن روسيا ليست مذنبة في حدوث أزمة الغاز في أوروبا، ودعا الدول الأوروبية في التفكير في سبب وقوعها والوقف عن إلقاء اللوم على روسيا، مشيراً إلى أن الأزمة حدثت نتيجة الإجراءات والعراقيل التي وضعتها الدول الغربية.

وأضاف أن “بولندا وضعت تحت الحصار خط الأنابيب (يامال أوروبا)، أما أوكرانيا فقد أغلقت خطاً من أصل خطي غاز يمر عبر أراضيها، فيما تحتاج توربينات في (نورد ستريم-1) إلى صيانة، والتي تعرقلها العقوبات الغربية”، وتابع ” فليفكر الغرب في مصالحه ويفعل ما يريد”.

التعليقات معطلة.