اقتصادي

“بوينغ” تحاول التحليق فوق أزمتها بإقالة مدير برنامج “737 ماكس”

طائرة بوينغ 737 ماكس

في نبأ مفاجئ، أعلنت شركة “بوينغ” الأميركية العملاقة لصناعة الطائرات، عن استبدال رئيس برنامجها لطائرات “737 ماكس”، وذلك بعد أسابيع قليلة من حادثة تعرّضت لها إحدى طائراتها من هذا الطراز، خلال رحلة لشركة “آلاسكا” للطيران، والتي أدّت إلى توقيف أجهزة الطيران الفيدرالية الأميركية لتحليق هذا الطراز والتدقيق في عمليات التصنيع.

ونقلت وسائل الإعلام، مساء الأربعاء، مذكرة للموظفين من ستان ديل الرئيس التنفيذي لوحدة الطائرات التجارية، والتي أكّدت أنّ إد كلارك (رئيس برنامج “بوينغ 737 ماكس”) سيغادر منصبه بشكل فوري.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تعدّدت إعلانات “بوينغ” عن تغيّرات في القيادات، وسط ضغوط هائلة سواءً على مستوى الجهات التنظيمية الأميركية أو شركات الطيران، من أجل إثبات جدارتها وأمن طائراتها.

وأشارت وسائل الإعلام الأميركية إلى أنّ مصنع رينتون في واشنطن، الذي كان كلارك يشرف فيه على إنتاج طائرات “737 ماكس”، قد شهد عمليات رقابة وتفتيش لمرات عدة خلال الأسابيع الماضية.

وتولّى كلارك إدارة برنامج “737 ماكس” في عام 2021، حيث كانت الشركة تعمل على تسريع إنتاج الطائرة، بعدما تمّ منعها من الطيران في جميع أنحاء العالم لمدة 20 شهرًا، بعد حادثين مميتين قُتل فيهما 346 شخصًا. وكلّفت هذه الحوادث شركة “بوينغ” مليارات الدولارات، وألحقت أضرارًا بالغة بصورتها وجذبت مزيدًا من التدقيق للشركة من قِبل الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم.

وبالتوازي مع عمليات التدقيق و”تصحيح المسار”، قال بريان ويست، المدير المالي لـ”بوينغ”، قبل نحو أسبوعين، إنّ الشركة تعتزم إنتاج الطائرة “بوينغ 737 ماكس” خلال النصف الأول من العام الجاري بوتيرة أبطأ، في الوقت الذي تقوم فيه بمعالجة مشكلات الجودة ومشكلات الموردين، تحت رقابة صارمة من سلطات الطيران الفيدرالية.

ونقلت “بلومبرغ” عن ويست القول، إنّ إجراءات تحسين جودة طائرات هذا الطراز، تعني إنتاجها بأقل من 38 طائرة شهريًا، وهو المعدل الذي حدّدته “بوينغ” في أواخر العام الماضي. وفي الوقت نفسه تتوقع الشركة زيادة الإنتاج إلى المعدل المستهدف خلال النصف الثاني من العام الجاري.

وأضاف ويست، أنّه في حين تسعى “بوينغ” إلى استقرار ونمو قطاع الطائرات التجارية الرئيسي لديها بمرور الوقت، فإنّ وتيرة العمل في مصانعها ستحدّدها السلطات الرقابية؛ و”علينا توخّي الحذر حتى لا نتسرّع”.

وفي منتصف شهر شباط (فبراير) الجاري، قالت “بوينغ” إنّها سلّمت 27 طائرة خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، بانخفاض نسبته 29 بالمئة عن الشهر نفسه من العام الماضي. ورغم أنّ حجم تسليمات الطائرات في الشهر الأول من العام يكون قليلاً عادة، فإنّ أرقام “بوينغ” تؤكّد حالة عدم اليقين المحيطة بإنتاجها في ظلّ مراقبة إدارة الطيران الفيدرالية العمل في مصانع الشركة للتأكّد من الالتزام بمعايير الجودة.

وفي الوقت نفسه، أشارت تقارير إلى أنّ “بوينغ” اكتشفت المزيد من الأخطاء في الفجوات المحفورة في جسم طائراتها طراز “737 ماكس”، وهو ما يمثل عقبة جديدة يمكن أن تزيد بطء تسليم طائرات هذا الطراز، في ظلّ القيود التي تفرضها السلطات الرقابية بالفعل عليه، بسبب مشكلات تتعلق بجودة الطائرة.

وقال ستان ديل المدير التجاري لـ”بوينغ” إنّ العيوب الأخيرة مرتبطة بأحد الموردين، وتحتاج إلى إعادة العمل في 50 طائرة لم يتمّ تسليمها بعد لإصلاح هذه العيوب.