فريق راديو صوت العرب من أمريكا

ترجمة: فرح صفي الدين – أظهرت بيانات حديثة أن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) اعتقلت ما يقرب من 75 ألف شخص لا يملكون أي سجلات جنائية، وذلك خلال الأشهر التسعة الأولى من إدارة الرئيس دونالد ترامب. وتشير الأرقام إلى أن أكثر من ثلث نحو 220 ألف شخص اعتقلتهم الوكالة بين 20 يناير و15 أكتوبر لم تكن لهم سوابق، رغم أن الإدارة كانت تؤكد أن حملاتها تستهدف “القتلة والمغتصبين وأعضاء العصابات”.

البيانات، التي حصل عليها مشروع بيانات الترحيل بجامعة كاليفورنيا في بيركلي عبر دعوى قضائية ضد الوكالة، تقدم صورة أوضح عن حملة الهجرة الصارمة التي أطلقتها الإدارة. ويقول خبراء إن هذه الأرقام تتناقض مع تصريحات المسؤولين الذين ركزوا على ملاحقة “أسوأ المجرمين”.

بحسب البيانات، بلغ متوسط الاعتقالات اليومية لعناصر ICE نحو 824 حالة منذ يناير، وهو رقم يفوق بأكثر من الضعف متوسط الاعتقالات اليومية في عهد إدارة بايدن عام 2024، الذي بلغ 312 حالة يوميًا. ومع ذلك، يبقى الرقم بعيدًا عن الهدف الذي حدده مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر، الذي ضغط على الوكالة للوصول إلى 3,000 اعتقال يوميًا.

الأرقام تكشف أيضًا أن حوالي 90% من المعتقلين كانوا من الذكور، وأن المواطنين المكسيكيين شكّلوا النسبة الأكبر (85 ألفًا)، يليهم الغواتيماليون (31 ألفًا) والهندوراسيون (24 ألفًا). أكثر من 60% من المعتقلين تراوحت أعمارهم بين 25 و45 عامًا، وهي الفئة العمرية الأكثر حضورًا في سوق العمل.

هذا الواقع أثار قلقًا لدى قطاعات اقتصادية تعتمد على العمالة المهاجرة. وقال جورج كاريلو، الرئيس التنفيذي لمجلس البناء الإسباني، إن “العمليات الجارية تؤثر بشكل مباشر على الشركات التي توظف عمالًا مهاجرين”، مضيفًا أن حتى بعض الجمهوريين المحافظين بدأوا يشعرون بضرورة إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية.

ورغم حجم الاعتقالات، لم يتضح بعد عدد الذين تم ترحيلهم بالفعل. وتشير البيانات إلى أن نحو 22,959 شخصًا غادروا البلاد طوعًا، فيما تحتجز ICE حاليًا نحو 65 ألف مهاجر في مراكز احتجاز موزعة على أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات وزارة الأمن الداخلي.

هذه الأرقام تُبرز التناقض بين الخطاب السياسي الذي يركز على “المجرمين الخطرين” والواقع العملي الذي يشمل عشرات الآلاف من المهاجرين بلا سجلات جنائية، ما يفتح الباب أمام جدل واسع حول جدوى وشرعية هذه السياسات وتأثيرها على المجتمع والاقتصاد الأمريكي.