بين “استثنائية” ومخرجات “باهتة وضعيفة”.. هل كانت قمة قطر بحجم الحدث؟

5

صورة جماعية مع قادة ورؤساء دول ومسؤولين آخرين خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة لعام 2025 في الدوحة (قنا/أ.ف.ب)
هل كانت قمة قطر محطة فارقة في مسار الموقف العربي والإسلامي؟
تباينت ردود الفعل من قبل المتخصصين والمحللين، اتجاه مخرجات القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الاثنين 15 أيلول 2025، بين من وجد فيها وحدة الخطاب العربي في كلمات القادة، وتعهدات صريحة بدعم قطر، وبين من اعتبر المواقف العربية باهتة وضعيفة.
واختتمت القمة العربية الإسلامية المشتركة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة في التاسع من الشهر الجاري.
وجاء في بيان القمة “دعوة جميع الدول إلى اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك دعم الجهود الرامية إلى إنهاء إفلاتها من العقاب، ومساءلتها عن انتهاكاتها وجرائمها، وفرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها”.
كما تضمن “الرفض الكامل والمطلق للتهديدات الإسرائيلية المتكررة بإمكانية استهداف دولة قطر مجدداً، أو أي دولة عربية أو اسلامية”.
“قمة استثنائية”.. و”رسالة قوية”
وقال رئيس مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي، عمار العزاوي، إن “قمة قطر الاستثنائية، التي انعقدت رداً على العدوان الإسرائيلي على الدوحة، مثلت محطة فارقة في مسار الموقف العربي والإسلامي تجاه التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة”.
وأوضح في حديث لـ”الجبال”، أن “مخرجات القمة جاءت بمستوى التحدي، حيث أدانت بشكل واضح العدوان، وطالبت بتحرك دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال، وأقرت حزمة من القرارات الداعمة لقطر سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهذه الخطوات أعادت الاعتبار إلى مبدأ التضامن العربي كقيمة استراتيجية”.
وأشار إلى أن “وحدة الخطاب العربي التي ظهرت في كلمات القادة، والتعهدات الصريحة بدعم قطر في مواجهة هذا العدوان، أرسلت رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن زمن الاستفراد بالعواصم العربية قد انتهى، وأن إسرائيل لن تتمكن من فرض سياساتها العدوانية دون رد جماعي”.
وذكر أن “القمة لم تكن مجرد اجتماع ظرفي، بل بمثابة تأسيس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، ترتكز على الفعل لا القول، وعلى بناء آليات دعم عملية، سواء من خلال الحراك الدبلوماسي المكثف في المحافل الدولية أو من خلال دعم مباشر لقطر يعزز صمودها أمام التحديات”.
وختم رئيس مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي حديثه بالقول، إن “قطر أثبتت في هذه المحنة صلابة الموقف وثبات الإرادة، وأن ما تحقق في القمة هو انتصار للإرادة العربية الجماعية، ورسالة واضحة بأن التضامن يبقى السلاح الأقوى لإفشال المخططات العدوانية وردع كل محاولة للمساس بأمن المنطقة واستقرارها”.
قمة “باهتة وضعيفة”
بالمقابل، أكد الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، أن مخرجات قمة قطر القمة لم ترقَ إلى مستوى حجم الحدث.
وقال الحكيم، في حديث لـ”الجبال”، إن “ما صدر عن القمة لم يرق إلى مستوى حجم الحدث وخطورته، خاصة أن المواقف العربية باهتة وضعيفة ولا تترجم حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق القادة العرب في هذه المرحلة الحساسة”.
وأشار إلى أن “القمة بدت وكأنها اجتماع بروتوكولي أكثر من كونها محطة مفصلية لصياغة موقف عربي موحد، حيث اكتفت البيانات بالعموميات والتوصيات المتكررة، دون أن تترجم إلى خطوات عملية أو قرارات ملزمة تعكس إرادة الشعوب العربية في الوقوف بوجه العدوان الإسرائيلي”.
ولفت الحكيم إلى أن “غياب أدوات الضغط الاقتصادية والسياسية، وعدم تفعيل الاتفاقيات الدفاعية المشتركة، جعل من المخرجات مجرد عبارات إنشائية لا قيمة حقيقية لها على أرض الواقع، كما أن الجماهير العربية كانت تنتظر قرارات جريئة وحاسمة، مثل فرض عقوبات، تجميد العلاقات، أو حتى تحريك ملفات في المحافل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما حصل هو مجرد إعادة تدوير لمواقف سابقة لم تمنع العدوان ولم تردع الاحتلال عن ممارساته”.
واكد أن “استمرار هذا النمط من (الحياد السلبي) و(الخطاب الضعيف) يضعف مكانة النظام العربي الرسمي ويزيد من فجوة الثقة بين الشعوب وقادتها، ولهذا يجب إعادة النظر في آليات العمل العربي المشترك، والخروج من دائرة البيانات التقليدية إلى مواقف فاعلة تحمي الأمن القومي العربي وتصون كرامة الأمة”.

التعليقات معطلة.