بحسب دراسة جديدة، بقدر ما يمضي الأطفال المزيد من الأوقات أمام الشاشات بأنواعها، كشاشات الكمبيوتر والتلفزيون والأجهزة الإلكترونية المختلفة، يزيد احتمال التأخّر في نموهم على مستويات عدة، كما نُشر في nypost.
أي تأخير يمكن أن يحصل في نمو الطفل بسبب الشاشات؟
يمكن أن يرتبط التأخير في نمو الطفل الذي يمضي ساعات طويلة أمام الشاشات، بنواحٍ عديدة كالتواصل والمهارات الشخصية والاجتماعية وحلّ المسائل. إذ أنّ تمضية الأوقات أمام الشاشات بغياب التفاعل، لا تسمح للطفل بالتدريب على مهارات عديدة تعزّز نموه بالاعتماد على التفاعل وعلى حل المسائل. بهذه الطريقة يكون التواصل مع المحيط محدوداً، ما يقلّل من فرص التبادل وتطوير المهارات اللغوية والاجتماعية والقدرة على التواصل. فطالما أنّ الجلوس أمام الشاشات لا يحفّز على التفاعل، من الطبيعي أن يميل الطفل إلى الركود ويفتقد فرص تطوير المهارات الضرورية في نموه. في الدراسة التي استمرت منذ العام 2013 حتى العام 2017، تناول الباحثون أكثر من 7000 طفل ياباني، وأخذوا في الاعتبار عدد الساعات التي يمضونها أمام الشاشات في اليوم من عمر السنة. كذلك تمّت دراسة طرق تفاعل الأطفال في اختبارات عديدة مرتبطة بالنمو في عمر السنتين والأربع سنوات. وتبيّن في الدراسة أنّه في عمر السنتين، كان الأطفال الذين يمضون معدل 4 ساعات في اليوم أو أقل أمام الشاشات، أكثر عرضةً لمواجهة التأخير في النمو على مستوى التواصل وحل المسائل. أما الأطفال الذين يمضون أكثر من 4 ساعات في اليوم أمام الشاشات فكانوا 5 مرات أكثر عرضةً لمواجهة نقص في نمو المهارات المرتبطة بالتواصل، وأكثر عرضةً مرتين لمواجهة الضعف على مستوى المهارات الشخصية والاجتماعية.
وفي عمر الأربع سنوات، بدت المشكلات المرتبطة بحل المسائل والتواصل واضحة أيضاً بحسب الباحثين. ووفق الدراسة، كانت أمهات الأطفال الذين يمضون أوقاتاً أطول أمام الشاشات، أصغر سناً في معظمهن أو أنهن كنّ أمهات للمرّة الأولى. كما كان مدخولهن المادي أقل ولهن مستويات أدنى ثقافياً وتعليمياً. هذا إضافة إلى أنّهن كنّ أكثر ميلاً للإصابة بكآبة ما بعد الولادة. لكن يشير الباحثون إلى أنّ الشاشات لا تتساوى في معدلات الأوقات التي يمكن تمضيتها أمامها. فعلى سبيل المثال، مشاهدة البرامج التثقيفية أو التواصل عبر الفيديو مع العائلة لا يتساوى مع مشاهدة التلفزيون، حيث ينعدم التفاعل، ومع مشاهدة الفيديوهات على “تك توك”. ما توصّل إليه الباحثون، أنّ ثمة علاقة بين الجلوس أمام الشاشات والتأخير على مستوى النمو، فيما لا تُعتبر الشاشات سبباً مباشراً لذلك، بالاستناد إلى الدراسة.