اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية الخميس على قرار يدين “مذبحة” 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1961 في باريس التي ارتكبتها الشرطة بحق متظاهرين جزائريين، هو “خطوة إيجابية” في مسار العلاقات بين البلدين.
وقال تبون في مقابلة مع وسائل إعلام حكومية مساء السبت: “وصلنا إلى مرحلة النضج في العلاقات بين البلدين حتى نشاهد الأمور كما يجب ان نراها بعيدا عن العاطفة”.
وتابع: “اليوم هناك عمل إيجابي قامت به الجمعية الوطنية الفرنسية باعترافها بالجريمة التي ارتكبها بابون في 1961. هذه خطوة إيجابية”، كما “يوجد فريق مختلط يعمل على ملف الذاكرة وأنا قلت الذاكرة لن نتخلى عنها”.
واوضح: “سنؤسس لعلاقات جديدة مع المستعمر السابق بدون أن نفرط في ميليمتر واحد من واجبنا نحو شهدائنا”.
والخميس صادقت الجمعية الوطنية الفرنسية على قرار يدين “مذبحة” 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1961 في باريس التي ارتكبتها الشرطة وقتل خلالها ما بين ثلاثين إلى أكثر من 200 متظاهر جزائري سلمي، بحسب المؤرخين.
والنص الذي له أهمية رمزية في المقام الأول “يندد بالقمع الدامي والقاتل في حق الجزائريين، تحت سلطة مدير الشرطة موريس بابون في 17 تشرين الأول 1961″، ويدعم “إدراج يوم لإحياء ذكرى المذبحة” في “جدول الأيام الوطنية والمراسم الرسمية”.
ومنذ 2022 تعمل لجنة مشتركة من عشرة مؤرخين، خمسة من كل جانب، من أجل “النظر معا في تلك الفترة التاريخية” من بداية الاستعمار سنة 1830 حتى نهاية حرب الاستقلال عام 1962.
وعقدت اللجنة عدة اجتماعات في الجزائر وباريس وكذلك من بعد آخرها في باريس في شباط (فبراير)، ومن نتائجها الاتفاق على استرجاع كل الممتلكات التي ترمز الى سيادة الدولة الخاصة بالأمير عبد القادر ابن محيي الدين (1808-1883)، وهو في نظر الجزائريين مؤسس الدولة الحديثة وبطل المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.
وسبق لفرنسا ان سلمت الجزائر في 2020 رفات 24 مقاوما قُتلوا في بداية الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي استمر 132 عاما بين 1830 و1962. لكن الجزائر ظلت تطالب باسترجاع “الجماجم الموجودة في المتاحف” لإعادة دفنها.
وينتظر أن يقوم الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة دولة لفرنسا بين نهاية أيلول (سبتمبر) وبداية تشرين الأول (أكتوبر).
وكانت الزيارة مقررة في أيار (مايو) 2023، قبل تأجيلها لأول مرة إلى حزيران (يونيو) من العام نفسه، مع تخوف الجزائريين من أن تفسدها تظاهرات الأول من أيار ضد إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل في فرنسا، وفق ما أفادت حينها مصادر متطابقة.
من ناحية أخرى، قام تبون بزيارة دولة لروسيا في الوقت نفسه، الأمر الذي اعتبر بمثابة تنصل من زيارة باريس.
ثم في كانون الأول (ديسمبر)، اعتبرت الجزائر أن شروط الزيارة “غير مناسبة”، ثم ذكرت خمس قضايا يتعين حلها مسبقا، من بينها الذاكرة والتنقل والتعاون الاقتصادي ومعالجة تداعيات التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية إبان الاستعمار.
تبون يرحب بإدانة الجمعية الوطنية الفرنسية “مذبحة” 1961
التعليقات معطلة.