قال الكاتب الشهير “جوشوا بيرلينجر” في مقال إحصائي نشرته “سي إن إن” إن العام 2017 كان عام التقدم السريع لبرنامج الصواريخ في كوريا الشمالية.
فقد أطلقت البلاد 22 صاروخا خلال 15 اختبارا منذ شباط / فبراير، فهي كانت تواصل اتقان التكنولوجيا مع كل عملية إطلاق جديدة، حيث أطلقت آخر صواريخها على اليابان يومي 29 أغسطس و 15 سبتمبر.
وفى 4 يوليو، أجرت كوريا الشمالية أول اختبار لها لصاروخ باليستي عابر للقارات، أكدت أنه يمكن أن يصل إلى “أي مكان في العالم”.
من بين الصواريخ التي تم اختبارها قبل ذلك، كان صاروخ متوسط المدى، وثمانية إما قصيرة المدى أو متوسطة المدى، ومجموعة واحدة غير معروفة، وفقا لمختلف مراقبي الأسلحة في كوريا الشمالية، ويعتقد أن أربعة صواريخ أطلقت في 8 يونيو هي صواريخ كروز من سطح سفينة.
تسارع وتيرة اختبار الصواريخ
بعد أقل من ست سنوات من حكمه، اختبر كيم جونغ أون صواريخ أكثر من والده وجده معا، وخلال الأشهر الأولى التي تلت تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أجرت بيونغ يانغ عددا مماثلا من عمليات الإطلاق كما فعلت خلال الفترة نفسها من عام 2016.
بيد أن كوريا الشمالية لم تجر أي اختبار خلال الشهرين من انتخابات ترامب وقال الخبراء إن الاضطرابات السياسية في كوريا الجنوبية التي أدت إلى اتهام الرئيس السابق بارك جيون هاي في نهاية المطاف، يمكن أن تاخذ في الاعتبار أيضا عملية صنع القرار في كوريا الشمالية.
وقد اختبرت بيونغ يانغ بمتوسط صاروخ واحد في الأسابيع الثلاثة التي تلت انتخاب الرئيس مون جاي، خلف بارك.
لماذا تفعل كوريا الشمالية هذه الاختبارات؟
يحتاج المحللون إلى إجراء اختبارات لإكمال
هذه التكنولوجيا، وقد تكهن البعض بأن الولايات المتحدة حاولت التدخل في البرنامج باستخدام أساليب الإنترنت، ما قد يوقف التقدم. ويعتقد أن هذه الاختبارات أيضا ستكون مناسبة لأقصى قدر من التأثير السياسي – فقد تزامن إطلاق مايو مع قمة بكين، وهو مشروع مهم للرئيس الصيني شي جين بينغ، وإطلاق شهر فبراير الماضي حيث كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وجاء الاختبار العابر للقارات يوم 4 يوليو، يوم الاستقلال في الولايات المتحدة. وكل ذلك ينطبق على برنامج التجارب النووية في الشمال، الذي يتبع نمطا مماثلا.
ماذا تريد كوريا الشمالية ولماذا؟
ويعتبر الصاروخ القادر على الوصول إلى الولايات المتحدة ويحمل رأسا حربيا نوويا الهدف النهائي لبيونغ يانغ، إنهم يريدون ذلك لأنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة سوف تحاول في نهاية المطاف إزالة كيم جونغ أون من السلطة.
وبدوره صرح جون ديلوري، الأستاذ في كلية الدراسات العليا للعلاقات الدولية بجامعة يونسي في سيول، أن الصاروخ البعيد المدى هو ما يخيف الولايات المتحدة حقا لأنه يعني وجود تهديد وجودي بهجوم نووي. وقال “إننا في مرحلة خطرة إلى حد ما من فجوة التصور في التهديد حيث إن الأمريكيين يتكيفون مع الشعور بالتعرض لانتقام كوريا الشمالية الذي عاشه الكوريون الجنوبيون واليابانيون منذ فترة طويلة”.
ويعتقد مايكل هايدن، مدير وكالة المخابرات المركزية في الفترة من 2006 إلى 2009، أنه في حالة استمرار بيونغ يانغ بوتيرته الحالية، يمكن للبلاد تطوير صاروخ محلي يمكن أن يصل إلى سياتل ويحمل رأسا حربيا نوويا من كوريا الشمالية قبل نهاية فترة ترامب الأولى . وحتى الآن، يعتقد خبراء كوريا الشمالية أن النظام لم يطور القدرة التشغيلية لإيصال صاروخ خارج آسيا. وتعد الدول المجاورة للبلاد، وهي كوريا الجنوبية واليابان، أهدافا ضعيفة لترسانة بيونغ يانغ القائمة.