يبدو ان السوداني فك لغز سياسة تركيا العدائية التي مارستها على مدار السنوات السابقة خلال عدة ملفات ابرزها قطع حصص العراق المائية والخروقات الأمنية عبر انشاء القواعد العسكرية داخل الأراضي العراقية والقصف المستمر على محافظات الشمال، اذ ان أردوغان خضع لسياسة السوداني التي نجح بها مع الدول العظمى خلال الزيارات العديدة التي جرت في الفترة السابقة وانتجت اتفاقيات كبرى طُبق جزء منها على ارض الواقع.
اطلاق الحصص المائية للعراق وتفعيل مشروع التنمية الذي سيكون بمثابة ربط العراق بأوروبا، بداية من ميناء الفاو وصولا الى الحدود التركية، مما افصحت اللجان النيابية لتفعيله في الفترة المقبلة بعد التحاور مع الجانب التركي، لكن الأهم من كل هذا هو استمرار السوداني في الضغط على تركيا لاستمرار اطلاق حصص العراق المائية.
*نجاح المفاوضات على ارض الواقع
وبالحديث عن ملف سياسة زيارة السوداني الى تركيا التي افضت بأطلاق حصص العراق المائية، يبين عضو تحالف محمود الحياني في حديث لوكالة /المعلومة/، إن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد نجح في تفعيل سياسية العراق الخارجية مع دول العالم”، مشيرا الى ان “جميع الحكومات السابقة لم تستطع حل ازمة المياه التي نجح السوداني بها مع تركيا يوم امس”.
ويتابع، ان “النجاح الذي تحقق على ارض الواقع سيكون بمثابة دافع الى الحكومة في مواصلة العمل على إيجاد الحلول الى جميع المشاكل العالقة”، لافتا الى ان “السوداني سيعمل على فتح العديد من الملفات الداخلية والخارجية العالقة مع دول الجوار خلال الفترة السابقة”.
وبشأن السياسية التي يعمل بها السوداني في هذه الفترة يبين الحياني: ان “الدبلوماسية التي يسير بها السوداني ارتقت الى العالمية من خلال الزيارات المكوكية العديدة التي بدأت تحققت نتائجها على ارض الواقع”.
*مشروع التنمية
وفي غضون ذلك تقول رئيس اللجنة النيابية زهرة البجاري في حديث ، إنه “تم التحرك من لجنة النقل للتحاور مع الجانب التركي باعتباره الجانب الاخر من الطريق”، مشيرة الى ان “المشروع سيكون بمثابة حلقة وصل بين ميناء الفاو وأوروبا عبر تركيا، حيث سيمر بعدة محافظات وصولا الى الحدود التركية”.
وتتابع، ان “تفعيل المشروع هو خطوة بالاتجاه الصحيح من حكومة محمد شياع السوداني لأهميته القصوى للعراق في المرحلة المقبلة”، لافتة الى ان “المشروع سيكون الشريان الأساس والمورد المهم في رفد الاقتصاد العراقي”.
*ادراة الملف داخل العراق
من جانبه يقول عضو اللجنة ثائر الجبوري في حديث ، إنه “على الحكومة الحالية السيطرة على أموال تطوير الزراعة والري كي لا تذهب الى مجالات أخرى كما كان يحدث الكابينات الوزارية السابقة”، مشيرا الى انه “يجب حل مشاكل الري الداخلية بعد التطورات الأخيرة في ملف المياه عبر ادخال المعدات الزراعية الحديثة والاعتماد على طرق الري الحديث لمواجهة ازمة الجفاف والتصحر”.
ويردف، ان “العراق الان يعمل في معدات مر عليها عشرات السنوات ويجب العمل على انشاء السدود الجديدة للسيطرة على ادارة المياه داخل العراق”، مبينا ان “الحلول تبدأ من سعي الحكومة لأدراج تخصيصات مالية جديدة في الموازنة لتفعيل الري المغلق في العراق بعد التطورات الأخيرة في ملف المياه”.
وفي ظل نجاح زيارة السوادني التي تحقق فيها الحل لازمة المياه التي ضربت عدة محافظات عن طريق زيادة الحصص المائية، فضلا عن ملف “مشروع التنمية” الاقتصادي الذي يعد بداية تفعيل ميناء الفاو والربط مع أوروبا، هل سيستمر السوداني بهذا النهج الذي لامس الدبلوماسية العالمية بحسب مراقبين.