مع اقتراب موعد بداية شهر رمضان المبارك، تبرز الحاجة إلى تحضير الجسم للصيام للحد من المشكلات التي يمكن مواجهتها، خصوصاً في الأسبوع الأول. فأصبح معروفاً أن التحديات تزيد في الأيام الأولى عندما لا يكون الجسم مستعداً لهذا التغيير الجذري في النظام الغذائي وفي نمط الحياة fعامة. انطلاقاً من ذلك، تدعو اختصاصية التغذية نيفين بشير إلى البدء من اليوم بتحضير الجسم للصيام تجنباً لأكثر المشكلات شيوعاً في هذه الفترة.
ما المشكلات الأكثر شيوعاً في بداية شهر الصيام وكيف يمكن التحضر لها؟
في الأسبوع الأول من شهر الصيام، وإلى أن يعتاد الجسم عليه ويتأقلم مع التغيير الحاصل، من الطبيعي مواجهة مشكلات معينة وأكثرها شيوعاً آلام الرأس الناتجة من الاعتياد على تناول الكافيين من مختلف مصادره وخصوصاً القهوة والشاي والنسكافيه والامتناع المفاجئ عن ذلك. فآلام الرأس تعتبر أكثر أعراض انسحاب الكافيين في فترة الصيام، خصوصاً مع بدايته. من هنا، تشدد بشير على أهمية تحضير الجسم من اليوم لهذه المرحلة، عبر التخفيف التدريجي لمعدلات الكافيين التي يتم تناولها. فمن يشرب أكثر من فنجان أو اثنين من القهوة في اليوم يجب أن يخفف من الكمية التي يتناولها بشكل تدريجي منعاً لآلام الرأس والتعب وغيرها من الأعراض التي يواجهها كثيرون بسبب انسحاب الكافيين في الأسبوع الأول من الصيام. ففي حال البدء بالتخفيف تدريجاً من اليوم، يمكن أن يتأقلم الجسم إلى حين بلوغ بداية شهر رمضان ويصبح قادراً على الإمتناع تماماً عن تناول مصادر الكافيين في الصباح وطوال ساعات الصيام.
أما المشكلة الثانية الشائعة التي يمكن مواجهتها فهي مقاومة الرغبة باللقمشة التي تزداد صعوبة لدى من اعتادوا على اللقمشة وتناول وجبات صغيرة عدة خلال النهار في الأيام العادية. قد يجد الجسم صعوبة كبرى عندها في التأقلم مع ظروف الصيام. من هنا أهمية البدء بالتخفيف من اللقمشة ومن تناول الوجبات الصغيرة إلى أن يعتاد الجسم على ذلك وعلى الحصول على معدلات أقل من الوحدات الحرارية. فبطبيعة الحال، سيزيد حكماً الإحساس بالجوع في الأسبوع الأول من شهر رمضان، في حال الاعتياد على تناول وجبات عدة في اليوم وعدم التخفيف تدريجاً من هذه العادة قبل أسبوع أو اثنين.
اما النصيحة الثالثة التي تسديها بشير ليتحضر الجسم بشكل أفضل لشهر الصيام فهي التخفيف من الأكل بعامة ومن حجم الحصص التي يتم تناولها، مع أهمية الحرص على التنظيم في الوجبات الغذائية التي يتم تناولها خلال النهار. من المهم تخفيف أحجام الوجبات تدريجاً تجنباً لبلوغ الشهر الكريم فيما تكون المعدة متسعة وتزيد عندها صعوبات التعامل مع ظروف الصيام والانقطاع عن الأكل لساعات طويلة.
أما بالنسبة إلى ترطيب الجسم، فمسألة ضرورية في كافة الأوقات وليس في شهر الصيام أو استعداداً له فحسب. فمن المهم تناول ما لا يقل عن ليتر ونصف الليتر أو ليترين من الماء يومياً. إنما ترطيب الجسم مسبقاً بمعدلات إضافية لا يعتبر فاعلاً لتجنب جفاف السوائل في الجسم. لذلك، من المهم الحرص على ترطيب الجسم بمعدلات كافية طوال الأيام وفي شهر الصيام أيضاً، تجنباً لجفاف السوائل في الجسم التي تعتبر مشكلة شائعة أيضاً في رمضان. هذا، مع الإشارة إلى أن الجسم يعتاد بعد أسبوع على ظروف الصيام ويمكن متابعته بشكل طبيعي. فالتأقلم يحصل في الأيام الأولى ومن المهم تحضير الجسم لذلك.