تحليل يكشف: إسرائيل قصفت غزة بقنابل ضخمة تقتل الناس على بُعد أكثر من 1000 قدم

1

فريق راديو صوت العرب

 المصدر: وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)

كشف تحليل أجرته شبكة CNN وشركة الذكاء الاصطناعي Synthetaic أنه في الشهر الأول من الحرب على غزة، أسقطت إسرائيل مئات القنابل الضخمة، القادرة على قتل أو جرح الناس على بعد أكثر من 1000 قدم.

وتكشف صور الأقمار الصناعية للأيام الأولى من الحرب عن وجود أكثر من 500 حفرة ارتطام يزيد قطرها عن 12 مترًا (40 قدمًا)، بما يتوافق مع تلك التي تخلفها القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل. وهذه القنابل أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على داعش في الموصل، بالعراق، خلال الحرب ضد الجماعة المتطرفة هناك.h

ويقول خبراء الأسلحة والحروب إن الاستخدام المكثف للذخائر الثقيلة مثل القنبلة التي تزن 2000 رطل هو السبب في ارتفاع عدد القتلى، خاصة وأن غزة هي المدينة الأكبر من حيث الكثافة السكانية على مستوى العالم، وهو ما يفاقم حجم الخسائر البشرية نتيجة استخدام هذه الذخائر الثقيلة.

وأشاروا إلى أن استخدام قنابل تزن 2000 رطل في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة يعني أن الأمر سيستغرق عقودًا حتى تتعافى هذه المجتمعات. ووفقاً للسلطات في غزة فقد قُتل حوالي 20 ألف شخص بالقطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، أغلبهم من النساء والأطفال.

ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الذخائر الثقيلة ضرورية للقضاء على حماس وتفكيك قدراتها العسكرية والإدارية، مشيرًا إلى أنه يحاول اتخاذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين.

كما يزعم الإسرائيليون أن الذخائر الثقيلة تعمل كخارقة للتحصينات، مما يساعد على تدمير البنية التحتية لحماس المتمثلة في الأنفاق المنتشرة تحت الأرض.

عنف غير مسبوق

لكن الخبراء يقولون إن القنابل التي تزن 2000 رطل تستخدم عادة بشكل مقتصد من قبل الجيوش الغربية، بسبب تأثيرها المحتمل على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل غزة، فيما يحظر القانون الإنساني الدولي القصف العشوائي كالذي تقوم به إسرائيل.

وقال الخبراء إن كثافة القصف الإسرائيلي في الشهر الأول على غزة “لم نشهدها منذ فيتنام”، مشيرين إلى أنه حتى في حربي العراق لم تكن الأمور بهذه الكثافة على الإطلاق.

ويمكن للذخائر الثقيلة، التي تصنعها الولايات المتحدة في الغالب، أن تسبب إصابات كبيرة ويمكن أن يكون لها شظايا قاتلة ضمن دائرة نصف قطرها يصل إلى 365 مترًا (حوالي 1198 قدمًا)، أو ما يعادل 58 ملعب كرة قدم.

وعلى مدار أكثر من شهرين، شنت إسرائيل حرباً مكثفة على غزة، جمعت بين القصف الجوي العنيف وطلقات المدفعية المتواصلة، فضلاً عن الغزو البري الذي بدأ في 27 أكتوبر الماضي. وأحدثت العملية دمارًا امتد عبر مساحات شاسعة من القطاع المحاصر، حسبما أظهرت صور الأقمار الصناعية.

وفي اليوم السادس من الهجوم، قال سلاح الجو الإسرائيلي في تغريدة على تويتر إنه أسقط 6000 قذيفة منذ بداية الحرب، بمتوسط 1000 قنبلة يوميا. في 10 ديسمبر، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم أكثر من 22 ألف هدف في غزة.

مشاركة أمريكية

وفي الأسبوع الماضي، قالت مصادر استخباراتية أمريكية لشبكة CNN إن 40-45% من ذخائر جو-أرض البالغ عددها 29 ألف، التي تم إسقاطها على غزة بحلول ذلك الوقت، كانت ما يسمى بالقنابل الغبية، وهي ذخائر غير موجهة يمكن أن تشكل تهديدًا أكبر للمدنيين، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل غزة.

ومن المحتمل أن تكون بعض هذه القنابل عبارة عن قنابل تزن 2000 رطل والتي تم رصدها في صور الأقمار الصناعية للحفر. وتمتلك إسرائيل ترسانة ضخمة من القنابل الكبيرة المعروفة باسم MK-84 . وعندما يتم إضافة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى MK-84، تصبح القنبلة معروفة باسم GBU-31.

ووفقًا لمصادر مطلعة على الأمر، زودت الولايات المتحدة إسرائيل بأكثر من 5400 من MK-84 منذ 7 أكتوبر، وهو ما يعني أن الدمار الذي حدث في غزة شاركت فيه الولايات المتحدة، حيث تم تنفيذ الكثير منه بواسطة قنابل مصنوعة في الولايات المتحدة، وفقًا للخبراء.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن أمريكا أرسلت لإسرائيل منذ أكتوبر الماضي أكثر من 5 آلاف قنبلة “إم كي-84” التي يبلغ وزنها 2000 رطل.

وأوضحت الصحيفة – نقلا عن مصادر- أن البنتاغون زاد شحنات لإسرائيل من القنابل الصغيرة “الأكثر ملاءمة للمناطق الحضرية مثل غزة”، وأن إسرائيل استخدمت مرات عدة واحدة من أكثر قنابلها تدميرا في مناطق أعلنت أنها آمنة للمدنيين في القطاع، مشيرة إلى أن القنابل التي استخدمتها إسرائيل لم يسبق لأي جيش أن استخدمها في المناطق المدنية.

التعليقات معطلة.