بقلم : نضال حماده
تشهد جبهات الشمال السوري في ادلب وحلب تحركا تركيا متسارعا لعرقلة تقدم الجيش السوري في المنطقة خصوصا بعد فشل المحاولات التركية للتمركز في أكثر من نقطة مراقبة في الريفين المذكورين وذلك بناء على اتفاق ثلاثي إيراني روسي تركي سابق، غير ان التدخل التركي في عفرين الذي ينهي أسبوعه الثالث دون نتائج ميدانية واضحة واستمرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بدعم قادة الجماعات المسلحة في الشمال السوري جعل اتفاقية نشر المراقبين الأتراك في نقاط معينة في ريف حلب الجنوبي خصوصا تل العيس وفي ريف إدلب بحكم المنتهية الصلاحية.
مصادر ميدانية من منطقة القتال في “أبو الظهور” قالت في حديث لـ”موقع العهد الأخباري” ان “الهزائم الكبيرة التي منيت بها الفصائل المسلحة التابعة لتركيا فضلا عن “هيئة تحرير الشام ـ النصرة” في أرياف ثلاث محافظات في الشمال السوري وهي تباعا ريف حماه الشرقي وريف إدلب الشرقي والجنوبي وريف حلب الجنوبي، غيرت المعطيات التركية رأساً على عقب”.
وبحسب المصادر فان “هزائم المسلحين في ريفي إدلب وحلب، تعتبر مقدمة لانتهاء هذه الفصائل في الشمال السوري وتفكك عقدها، خصوصا أن الجيش السوري وحلفاءه تقدموا بسرعة في مناطق استراتيجية تقع على تخوم إدلب ومناطق في جبل الزاوية وسهل الغاب محاذية للحدود السورية التركيه كانت تعتبر لحدّ الأمس خطوطا حمراء تركية، طالما جاهرت حكومة أنقرة بعدم السماح بتخطيها وها هي أصبحت حاليا هدفا لتقدم الجيش السوري وحلفائه المستمر منذ شهرين”.
في هذا السياق أتى تحويل الجيش العربي السوري وحلفائه خط اتجاههم من محور ابو الظهور والذي كان يتجه غربا باتجاه سراقب الى الشمال باتجاه الحاضر وتلة العيس في ريف حلب الجنوبي ليرفع منسوب الغضب التركي وذلك بعد اقتناع الأتراك أن الهدف من هذا الالتفاف السريع هو منع عودة اي رتل تركي الى المنطقة حيث أصبحت طليعة القوات السورية الآتية من جبهة أبو الظهور قريبة لمسار الأرتال التركية التي وصلت الأسبوع الماضي الى تل العيس الإستراتيجي طبقا لاتفاق استانة الموقع بين روسيا وإيران وتركيا..
من جهتها قالت مصادر سورية معارضة في حديث لـ”موقع العهد” ان “توجيهات تركية صدرت للمجموعات العسكرية التابعة لـ”حركة نور الدين زنكي” ولمجموعات في “الحزب التركستاني الإسلامي” الذي يعود غالبيته الى اصول صينية، بشن هجوم مضاد على جبهة أبو الظهور من جهته الغربية وذلك بهدف إجبار الجيش السوري وحلفائه على توقف الرتل المتوجه للحاضر وتل العيس وإرجاعه لجبهة أبو الظهور بهدف صد الهجوم المعاكس للمسلحين”، وقالت لمصادر أن “رتلاً كبيراً من جماعة نور الدين زنكي خرج من قرية الشيخ إدريس وقرية ريان وتوجه الى جبهة تل السلطان غرب مطار ابو الظهور”، وأوضحت المصادر أن “حركة نور الدين زنكي أنشات سواتر ترابية في قرية الشيخ إدريس وأقامت خط دفاع حول البلدة، كما أقامت خط دفاع حول تل مرديخ من جهته الشرقية المواجهة لخط تقدم الجيش السوري من ناحية أبو الظهور، من جهته أقام “الجيش الإسلامي التركستاني” خط دفاع عند جسر سراقب الشمالي الذي تعرض لقصف شديد من الطائرات الروسية بعد سقوط طائرة السوخوي 25 الروسية ومقتل قائدها”.
المصادر في المعارضة السورية قالت في حديثها لـ”العهد” ان “إنسحابات سريعة غير معروفة الأسباب نفذتها بعض الفصائل المسلحة من نقاط حول بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في الريف الغربي لإدلب ما أثار مخاوف وحالة اضطراب وفوضى في قرية بنش المجاورة للفوعة والتي تعتبر مركزا مهما للتنظيمات التكفيرية منذ بداية الحرب في سوريا وعليها، وكانت بنش اول بلدة سورية تستقبل مقاتيلن أجانب وهي بلدة أبو محمد العدناني شرعي تنظيم الدولة داعش الذي قتل قبل سنتين في غارة جوية أمريكية في ريف دير الزور”، وتضيف المصادر المعارضة أن “حالة من النقمة الشعبية سادت في بنش ضد “هيئة تحرير الشام ـ النصرة” وقد هاجم الغاضبون مقراتها في البلدة وأحرقوا بعض السيارات والآليات التابعة للهيئة ولمسؤولين وعناصر في “هيئة تحرير الشام”، وسرعان ما حشدت “النصرة” قواتها حول بنش واقتحمتها من عدة جهات وقامت باعتقالات شملت أشخاصا محسوبين على جماعات “الجيش الحر” وعلى تنظيم “احرار الشام””، وأشارت المصادر إلى أن “الحصار على قريتي الفوعة وكفريا قد خفت حدته الأسبوع الماضي بسبب الارتباك في صفوف المسلحين، وقد دخلت لأول مرة كمية من المواشي الى البلدتين، كما ألقت الطائرت السورية عدة حمولات طبية وغذائية فوق الفوعة وكفريا خلال الأيام الماضية”