تخبط وغليان في لبنان مع التقلبات الصاروخية لسعر صرف الليرة

1

محطات المحروقات تدعو للتسعير بالدولار والصيدليات إلى الإقفال ودعوات للاحتجاج

  اندبندنت عربية  

في ظل آفاق مسدودة لحل الأزمات اللبنانية المتلاحقة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، يواصل سعر صرف الليرة اللبنانية تدهوره بسرعة فائقة، إذ تجاوز اليوم الثلاثاء حد الـ140 ألف ليرة للدولار لتتوالى إعلانات إغلاق محطات الوقود والصيدليات وقطع الطرقات بشكل متفرق في أنحاء مختلفة من البلاد.

وقرابة ظهر اليوم الثلاثاء سجل سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء 141 ألف ليرة قبل أن يعود ويتراجع إلى 131 ألف ليرة أثناء كتابة هذه السطور، بعد أن بلغ مساء أمس الإثنين قرابة 127 ألف ليرة.

مصرف لبنان يتدخل

إثر ذلك، أعلن مصرف لبنان المركزي أن منصة “صيرفة” التابعة له ستبدأ بيع الدولار بمبالغ لم يتم تحديد سقوف لها، في محاولة لوضع حد للتراجع المتفاقم في سعر صرف الليرة.

وحدد المصرف سعر منصة “صيرفة” لبيع الدولار الواحد عند 90 ألف ليرة عبر المصارف والصرافين المصنفين في فئة “أ”.

ودفع ذلك سعر صرف الدولار في السوق السوداء للهبوط إلى مستوى 110 آلاف ليرة، قبل أن يعاود الارتفاع قليلاً إلى 115 ألف ليرة للدولار، علماً أن المصارف التجارية مقفلة بسبب إضراب مفتوح.

رفع الخراطيم

وفي ضوء الانهيار السريع الذي شهدته الليرة اليوم الثلاثاء، رفعت محطات وقود عدة خراطيمها وتوقفت عن بيع المحروقات.

وعقب اجتماع استثنائي دعت رابطة أصحاب محطات المحروقات إلى اعتماد التسعير بالدولار الأميركي تفادياً للخسائر، إثر عدم قدرة وزارة الطاقة على اللحاق في احتساب الأسعار الجديدة لصفيحة البنزين، وفقاً لسعر الدولار في السوق السوداء.

وفيما شكرت الرابطة وزارة الطاقة على إصدار جدول أسعار المحروقات مرتين أو أكثر في اليوم الواحد إلا أنها أكدت أن “الأمر اختلف اليوم ويحتم علينا اعتماد التسعير بالدولار بشكل استثنائي لحين معالجة الوضع الاقتصادي والمالي”.

واعتبرت الرابطة أن هذا الأمر “لن يغير شيئاً على المستهلك اللبناني الذي سيدفع سعر صفيحة البنزين بالعملة الأجنبية وخصوصاً أنها مواد مستوردة”، مؤكدة أنها لن “تتخذ أية خطوات تصعيدية” بانتظار اجتماع دعا إليه رئيس تجمع شركات البترول مارون شماس يوم الخميس المقبل لإصدار “قرار موحد وجامع في شأن التسعير”.

وكان سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان قد بلغ مليونين و344 ألف ليرة وفق آخر جدول صدر عن وزارة الطاقة صباح اليوم الثلاثاء، والمازوت مليونين و192 ألفاً، وقارورة الغاز مليوناً و538 ألفاً.

 قطع الطرقات وإغلاق الصيدليات

وعلى الأرض قطع محتجون على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار، عدداً من الطرق في أنحاء مختلفة من البلاد، بما فيها الطريق عند ثكنة بنوا بركات في صور جنوباً وعند مستديرة العبدة في عكار شمالاً وطريق كورنيش المزرعة في بيروت بالاتجاهين، وطريق سعدنايل العام وطريق بريتال في البقاع.

وفي الأثناء دعا مجلس نقابة صيادلة لبنان الصيدليات إلى الإغلاق الفوري. وقال المجلس في بيان “إزاء الانهيار الحاصل من دون أية مبالاة لدى المسؤولين، وبعد توقف الشركات والمستودعات عن تسليم الأدوية للصيدلية بشكل شبه كلي منذ أكثر من أسبوعين، وبعد إفراغ الصيدليات من الأدوية يدعو مجلس النقابة الصيدليات في لبنان إلى الإقفال ابتداءً من اللحظة، إلى أن يعاد تسليم الأدوية للصيدليات بالصيغة والآلية أياً تكن والتي يتفق عليها المعنيون”.

دعوات إلى التظاهر

وفيما تزداد الأمور تدهوراً صدرت دعوات من قبل عدد من الناشطين والنواب بينهم “جمعية المودعين اللبنانيين والنائب بولا يعقوبيان للتظاهر عند الساعة الـ11 قبل ظهر غد الأربعاء في ساحة رياض الصلح بالعاصمة بيروت.

ويعاني لبنان سلسلة أزمات متفاقمة منذ أواخر عام 2019 حين خرجت احتجاجات عارمة ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة.

ومنذ ذلك الحين، وعلى رغم تردي الأوضاع لم تتخذ السلطات الرسمية أي خطوة جدية وفعلية باتجاه حلحلة الأزمة، في وقت يبدو المشهد السياسي متجمداً في ظل فراغ رئاسي مستمر منذ أكثر من أربعة أشهر، فيما تدير البلاد حكومة تصريف أعمال صلاحياتها محدودة.

التعليقات معطلة.