مقالات

تدخين المراهقين “ظاهرة تفشت”

سماح الفرطوسي

مفهوم الظاهرة من الناحية الإجتماعية ,والتي نحن بصدد بحثها في ما يتعلق بسلوك الأفراد ,ونمطيتهم في الحياة ,وما يطرأ عليها من تبدل وتغيير سلباً كان ,أم إيجاباً تعني تجذر حالة من السلوك البشري حتى تصبح من المسلمات ,والبديهيات التي لا غبار عليها ,فالقواعد الخلقيّة التي تسود كلَّ شعب في حقبة مُعيَّنة من الزمن ,وعلى أساسها تصدر المحاكمُ أحكامَها ,ويظهر الرأي العام سخطَه أو رضاه تعني “ظاهرة” ,ومن هذه الظواهر التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا ,وخاصة “طبقة المراهقين والشباب” ظاهرة التدخين في سنوات مبكرة ,فينتاب الشاب او المراهق حال ممارستها شعور وهمي ,وحالة من الدراماتيكية الغريبة ,ويشعر أن ممارسة عادة التدخين السيئة ستجعل منه فحلاً من الفحول الذي لا يشق له غبار ,وهي كما يظن هذا الواهم الصغير أنها علامة من علامات القوة والبأس والشجاعة ,وواحدة من سمات الرجولة الصلبة, وأنه حينما يحمل بين أنملتيه سيجارة ,ويعلو من فوهة فمه دخانها يشعر بالفرح والغبطة ,وأنه قد حقق في هذا اليوم إنجازاً كبيراً سيعود بالنفع والخير على أسرة بذلت السنين الطوال ليكون رجلاً منتصب القامة , ونسي أن التدخين عادة تستهجنها كل القيم والأعراف ,وتشمئز منها الشعوب المتحضرة ,وعلامة من علامات “التقهقر الثقافي” أن أوغل البعض في إظهارها ,وسبب للأخرين الأذى والمرض , وما هو مؤشر في أوساطنا أن هؤلاء المراهقين قد تفننوا في ظاهرة التدخين ,تارة بالسيجارة مختلفة الأنواع والمناشئ ,وتارة بالأراكيل التي أثبتت الدراسات الطبية والعلمية مضارها الجسيمة على الصحة ,وأنها تسبب أمراض خطيرة يصعب السيطرة عليها يأتي السرطان والتدرن في مقدمتها, فلماذا يصر هؤلاء الفتيان والمراهقون بعد كل هذه المحاذير والإرشادات على التشبث بهذه العادة الغير محبذة ,والضارة في آن ,والتي لها إنعكاسات مدمرة على المجتمعات ؟؟ وغاب عن الآباء والدولة المسئولين المباشرين عن إرشاد هؤلاء أن التدخين ,والعادات المصاحبة والناجمة عنه لها تداعيات خطيرة على المنظومة القيمية للمجتمع بأسره ,وتؤدي في هذا السن المبكر إلى إستنزاف طاقات واعدة لو تم توجيهها بالوجهة الصحيحة ,وإستثمارها بشكل أمثل ,سيشهد المجتمع قفزات نوعية على كافة الصعد ,أما ترك هذه الظاهرة تفتك بملايين الشباب والمراهقين بهذا الشكل المبتذل في غياب الرادع ,والمانع القوي ,سنشهد كارثة إجتماعية في المستقبل القريب ,وما هو أخطر من هذا ,جهل البعض من الآباء والمربين الواضح في كيفية إدارة الأسرة والمدرسة الملاذين الآمنين لكل هؤلاء المراهقين ,وتجاهرهم أمام الصبية في ممارسة التدخين ,ألا يعلمان(وهنا إشارة لكل من المربي والأب) أن أي شيء يصدر منهما عن علم أو جهل يعد “سنة صالحة لا يعتريها الريب” من وجهة نظر المراهق ,وينبغي إقتفاءه ممارسها حذو النعل بالنعل ..أتقوا الله بأبنائكم ,فأنكم مسؤولون ولات حين مندم .

admin