تراجع اسعار النفط العالمية يولد حالة من الارباك لدى العراق حيث تعتمد الحكومة في اعداد الموازنة على سعر تقريبي للنفط على مدى السنة المالية، فضلا عن توقعات اخرى تتعلق بالعجز المالي وآلية تجاوزه بالاعتماد على الزيادة الحاصلة في اسعار النفط عن السعر المحدد في الموازنة، الا ان الامر اختلف هذه المرة بعد ان حددت الحكومة العجز بحدود 60 تريليون دينار باعتماد سعر البرميل عند حاجز الـ 70 دولاراً، في وقت شهدت فيه الاسعار العالمية انخفاضا الى ماتحت الـ 80 دولارا للبرميل، وهو امر ينذر الحكومة العراقية باعادة النظر في الموازنة.
وقال المختص بالشأن الاقتصادي محمد عطية الساعدي لـ /المعلومة/، ان “ارتفاع نسبة العجز في الموازنة يعد خرقا لقانون الادارة المالية الذي حدد نسبة العجز بثلاثة في المئة بينما تصل في المسودة التي أعلنت عنها الحكومة الى عشرين بالمئة، حيث ان تعويل الحكومة على ارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج لسد العجز مغامرة غير محسوبة قد تؤدي الى عواقب اقتصادية وخيمة في حالة انخفضت أسعار النفط، خصوصا ان أسواق النفط العالمية غالبا ما تتعرض الى الركود وانخفاض الطلب مع دخول فصل الصيف وهو الامر الذي يزيد من المخاطر المالية في العراق”.
وعلى صعيد اخر، بين الخبير الاقتصادي الدكتور صفوان قصي، لـ /المعلومة/، ان “معدلات زيادة الفائدة على الدولار أدت الى زيادة قيمته وانخفاض سعر النفط حيث يرتبط معه بعلاقة عكسية، حيث ان دخول العقوبات حيز التنفيذ على النفط الروسي يقابله تحرك من موسكو باتجاه احباط القرار الأوروبي لتحديد سقف لسعر نفطها، حيث ان أسعار النفط ستشهد ارتفاعا في قادم الأيام في حال تمكنت روسيا من منع تحديد سقف لاسعار نفطها في السوق العالمي”، لافتا الى ان “روسيا لن تخضع للعقوبات الأوروبية واوبك صممت على الإبقاء على نفس التخفيضات وبنفس المعدل، وبالتالي لاتوجد أي زيادة في ضخ النفط وكذلك لايوجد نقصان ومن المتوقع حصول زيادة على النفط خصوصا اذا نجحت الصين في السيطرة على جائحة كورونا، وبالتالي فأن أسعار النفط من المرجح انها لن تنخفض عن 72 دولارا للبرميل خصوصا ان واشنطن أعلنت انها ستشتري النفط في حال وصوله الى هذا السعر”.
من جهة اخرى اكد عضو تحالف الفتح سلام حسين لـ /المعلومة/، ان “الموازنة لن تعاني اي عجز خصوصا ان العراق لديه فائض مالي كبير ووفرة في الايرادات، فضلا عن ان اسعار النفط مرتفعة وقد تصل الى مستويات اعلى مما هي عليه في الوقت الراهن”.
