رصد
واشنطن
العربي الجديد
نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الجمعة، عن مصادر مطلعة قولها إنّ مناقشات تضم مسؤولين أميركين رفيعي المستوى، جارية منذ أيام بشأن فنزويلا، تناولت مجموعة متنوعة من الخيارات العسكرية المتاحة. وألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إلى إمكانية اتخاذ قرار قريباً بشأن عمل عسكري ضد فنزويلا، التي زعم أنّ لها علاقات وثيقة بتجارة المخدرات. وأضاف ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة “لا أستطيع أن أخبركم بما سيكون عليه الأمر، لكنني حسمت أمري إلى حد ما” بشأن فنزويلا.
وأدلى ترامب بتصريحاته الغامضة على متن طائرة الرئاسة الأميركية أثناء توجهه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجعه مارآلاغو بولاية فلوريدا، ولم تتضمن أيّ تفاصيل جديدة إضافية. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تنتظر فيه القوات الأميركية “أوامر هجوم محتملة”، وبعد أيام من المناقشات رفيعة المستوى حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية إلى فنزويلا وكيفية القيام بذلك، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر، تحدثت لـ”واشنطن بوست” شريطة عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الأمر.
وفي السياق أيضاً، قال أربعة مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لوكالة رويترز، إنّ اجتماعات مجلس الأمن الأميركي الداخلي عُقدت قبل أيام، وأكد ثلاثة منهم أنّ أحدها عُقد أمس الجمعة. ويقدم المجلس المشورة للرئيس بشأن القضايا المتعلقة بالأمن الداخلي، وعادة ما يرأسه مستشار ترامب للأمن الداخلي ستيفن ميلر. وقال أحد المسؤولين إنّ مجموعة صغيرة اجتمعت يوم الأربعاء، تلتها يوم الخميس مجموعة أكبر بكثير ضمّت نائب الرئيس جي دي فانس، وميلر، ووزير الحرب بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين وآخرين.
مادورو خلال تجمع جماهيري في كاراكاس، 13 نوفمبر 2025 (الأناضول)
تحليلات
الحشد العسكري الأميركي قبالة فنزويلا.. انقلاب على مادورو؟
“مجموعة من الخيارات” أمام ترامب بشأن فنزويلا
وفي وقت سابق الجمعة، صرّح مسؤول في الإدارة الأميركية بأنه عُرضت على الرئيس “مجموعة من الخيارات”، وأضاف المسؤول أنّ ترامب “بارع جداً في الحفاظ على الغموض الاستراتيجي، وما يجيده هو أنه لا يُملي على خصومنا ما يريد فعله تالياً”، وقال مسؤول في إدارة ترامب لـ”واشنطن بوست” إنّ “الولايات المتحدة مطلعة تماماً على ما يجري في فنزويلا، وعلى الأحاديث الدائرة بين أوساط (نيكولاس) مادورو والمستويات العليا في نظامه. مادورو خائف جداً، وينبغي له أن يخاف، فالرئيس (ترامب) لديه خيارات مطروحة على الطاولة ستكون سيّئة للغاية بالنسبة لمادورو ولنظامه غير الشرعي. نحن نعتبر هذا النظام غير شرعي، وهو لا يخدم مصالح نصف الكرة الغربي”.
وتتمتع الولايات المتحدة بتفوق عسكري هائل على فنزويلا، لكن التوسع الكبير في أنشطتها يُعرّض القوات الأميركية أيضاً لخطر جسيم. ونشر ترامب طائرات من طراز “إف-35” وسفناً حربية وغواصة نووية في المنطقة في إطار تعزيزات عسكرية بعد تنفيذ ضربات مميتة على مدى شهرين ضد قوارب قبالة سواحل فنزويلا. وقبل أيام، دخلت مجموعة حاملة الطائرات جيرالد فورد منطقة أميركا الجنوبية، حاملة معها أكثر من 75 طائرة عسكرية وما يزيد عن 5000 جندي.
وأوضح مصدر مطلع للصحيفة أنّ طيارين على متن حاملة الطائرات الأميركية، التي أُرسلت إلى المنطقة، يدرسون الدفاعات الجوية الفنزويلية، على الرغم من أنهم لا يعلمون بعد ما إذا كانوا سيتلقون أوامر بالهجوم، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع على الأمر لـ”واشنطن بوست”. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الفنزويلية عن تعبئة ضخمة لما يقرب من 200 ألف جندي من القوات الجوية والبرية والبحرية استعداداً للدفاع عن البلاد.
ترامب وهيغسيث خلال اجتماع في البيت الأبيض، 10 إبريل 2025 (Getty)
رصد
“سي بي إس نيوز”: عرض خيارات على ترامب لعملية محتملة في فنزويلا
إشارات متضاربة
وأثارت الخطط الأميركية أيضاً إمكانية إشراك قوة دلتا النخبوية التابعة للجيش، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر تحدثا للصحيفة. وتستعد وحدة العمليات الخاصة عالية التدريب لمجموعة من مهام الاعتقال والقتل، وقد استُخدمت على نحوٍ متكرّر خلال عقدين من الحروب الأميركية في الشرق الأوسط. في الأسابيع الأخيرة، أرسل ترامب وكبار مستشاريه إشارات متضاربة حول أهداف الإدارة في فنزويلا. وبينما كان الكونغرس يناقش تشريعاً يمنع ترامب من بدء حرب في فنزويلا، أبلغ هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو سرّاً بعض المشرعين بأنّ الإدارة لا تُخطط حالياً للقيام بذلك، وهو تأكيد ساعد في إقناع عدد كافٍ من الجمهوريين برفض الإجراء.
وألمح ترامب إلى الضربات ليلة الجمعة، قائلاً إنه بينما لن يُناقش القرار الذي اتخذه بشأن العمل العسكري المُستقبلي، “فقد أحرزنا تقدماً كبيراً مع فنزويلا في ما يتعلق بمنع تدفق المخدرات”. وخلال إحاطة عُقدت أواخر أكتوبر/ تشرين الأول في مبنى الكابيتول، سأل أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب المسؤولين العسكريين عما إذا كان البنتاغون يُخطط لأي عمليات داخل فنزويلا، وفقاً لما ذكره أحد المشرعين الديمقراطيين، موضحاً أنهم تلقوا تأكيدات حينها أيضاً بأن الإجابة كانت لا. وقال ذات الشخص، مشترطاً عدم الكشف عن هويته نظراً لسرية الإحاطة التي تلقاها، عن البنتاغون: “بدأتُ أعاني من انعدام ثقة كبير بالوزارة. وبدأتُ أعتقد أنّ دوافعهم ليست نقية، وأنهم لا يتحلّون بالصدق والصراحة مع الكونغرس”.
وشنّت واشنطن، خلال الأسابيع الماضية، ضربات في المياه الدولية استهدفت نحو 20 قارباً تقول إنها تستخدم لتهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 76 شخصاً على الأقل، بحسب البيانات الأميركية. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت، في تقرير سابق، أنّ إدارة ترامب حدّدت، أهدافاً في فنزويلا لضربها بهجمات جوية، من بينها منشآت عسكرية ترى الإدارة أنها تستخدم لتهريب المخدرات. ونقلت الصحيفة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن مسؤولين أميركيين مطلعين على الأمر قولهم إنه إذا قرّر الرئيس شنّ الهجمات الجوية فإن ذلك سيكون بمثابة رسالة واضحة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مفادها بأنه “حان وقت التنحي”.
ترامب “حسم أمره” بشأن فنزويلا وقوات أميركية تنتظر “أمر الهجوم”

التعليقات معطلة.
