ترامب يشعر بالإحباط بسبب استمرار حرب غزة.. والديمقراطيون ينتقدون نتنياهو

3

فريق راديو صوت العرب من أمريكا
قال مسؤولان في البيت الأبيض لوكالة “أكسيوس” إن الرئيس ترامب يشعر بالإحباط بسبب استمرار الحرب في غزة، وأبدى انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وطلب من مساعديه أن يخبروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد منه إنهاء الأمر.
ووفقًا لـ”أكسيوس” فقد نفى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون عزم ترامب التخلي عن إسرائيل، أو ممارسة ضغوط شديدة على نتنياهو. لكنهم أقروا بوجود خلافات سياسية متنامية بين ترامب الذي يسعى لإنهاء الحرب ونتنياهو الذي يُوسّعها بشكل هائل.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: “الرئيس يشعر بالإحباط إزاء ما يحدث في غزة. إنه يريد انتهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة”.
ويعتقد ترامب أن رحلته إلى الشرق الأوسط كانت ناجحة، إلا أنه يعتقد أن الحرب في غزة تعيق خططه للمنطقة. وقال مسؤول في البيت الأبيض “إن الرئيس يرى فرصة حقيقية للسلام والازدهار في المنطقة، لكن الحرب في غزة هي آخر بؤرة ساخنة، وهو يريد أن تنتهي”.
ووصف المسؤول الحرب بأنها تشتت الانتباه عن أمور أخرى يريد ترامب القيام بها. وأضاف: “هناك إحباط كبير من استمرار هذه الأزمة، وترامب يريد أن يرى إطلاق سراح جميع الرهائن، ويريد أن يرى نهاية لهذا الصراع في المنطقة”.
مفاوضات صعبة
ومنذ الأيام التي تلت زيارة ترامب إلى المنطقة العربية، كانت الولايات المتحدة تضغط على كل من إسرائيل وحماس لقبول اقتراح جديد قدمه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.
ويتحدث ويتكوف بشكل مباشر مع نتنياهو ومستشاره الكبير رون ديرمر، ومع قيادة حماس من خلال قناة خلفية ييسرها رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح.
ولم تُحرز المفاوضات سوى تقدم ضئيل، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليةً لتهجير جميع سكان غزة، البالغ عددهم مليوني فلسطيني، إلى “منطقة إنسانية” وتسوية معظم القطاع بالأرض.
وأدى تعثر المحادثات والوضع الميداني إلى إرجاء زيارة نائب الرئيس فانس إلى إسرائيل هذا الأسبوع. وهو ما يلقي الضوء على موقف الولايات المتحدة من السياسة الإسرائيلية الحالية في غزة.
ضغط ليس كبير
من جانبه قال مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس بأن نتنياهو لا يشعر حاليًا بضغط كبير من ترامب. وأضاف: “إذا أراد الرئيس اتفاقًا لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، فعليه ممارسة ضغط أكبر بكثير على الجانبين”.
وكان أحد المجالات التي ضغط فيها ترامب على نتنياهو خلال الأسبوعين الماضيين هو تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس منزعج من صور الأطفال والرضع المعانين في غزة، وضغط على الإسرائيليين لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد على استئناف إيصال المساعدات إلى غزة، ودخلت القطاع يوم الاثنين 12 شاحنة محملة بأغذية الأطفال وإمدادات أخرى. وحذّرت الأمم المتحدة من أن آلاف الأطفال معرضون لخطر المجاعة إذا لم تُقدّم مساعداتٌ كبيرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه قادة آخرون الضغط على إسرائيل. حيث أصدر قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بيانًا أمس الاثنين هددوا فيه باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب حرب غزة.
وقالوا: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الشنيعة. إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردًا على ذلك”.
ورفض نتنياهو دعوتهم واتهم “القادة في لندن وأوتاوا وباريس” بـ”تقديم جائزة ضخمة للهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر بينما يدعون إلى المزيد من هذه الفظائع”.
وأعلنت الحكومة البريطانية يوم الاثنين أنها ستعلق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات جديدة على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في هجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، واستدعت السفير الإسرائيلي إلى وزارة الخارجية في لندن.
الديمقراطيون ينتقدون نتنياهو
من ناحية أخرى أثار تحرك إسرائيل لاحتلال مساحات واسعة من غزة ردود فعل عنيفة من جانب الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، حيث حذر المشرعون من أن التصعيد يشكل عائقا – وليس طريقا – لإنهاء حرب حماس.
ووفقًا لصحيفة thehill فقد سبق أن سارع الديمقراطيون إلى تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وخاصة في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023. وصوت الحزب بأغلبية ساحقة لصالح تقديم دعم بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لتل أبيب.
ولكن الاستراتيجية المتشددة التي يتبناها نتنياهو ــ ليس فقط احتلال غزة، بل أيضاً فرض حصار لمدة أشهر على المساعدات الإنسانية ــ لا تعمل إلا على زعزعة استقرار المنطقة على حساب التوصل إلى اتفاق سلام دائم، كما يقول المشرعون.
وقال النائب آدم سميث، الديمقراطي البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، بصراحة: “إنه نهج خاطئ. إنهم بحاجة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وهم يرددون منذ خمسة عشر شهرًا على الأقل: ‘سنتدخل، وسنتحكم في توزيع تلك المساعدات، ولم يفعلوا ذلك أبدًا”.
وقال سميث إنه أجرى محادثات مع قادة عرب في المنطقة، أعربوا عن قلقهم من أن نتنياهو، الذي يعارض حل الدولتين، يُضعف آفاق السلام بالمنطقة بحملة عسكرية أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في غزة، من بينهم آلاف الأطفال.
من جانبه أكد النائب براد شنايدر (ديمقراطي عن ولاية إلينوي)، رئيس كتلة اتفاقيات إبراهيم في مجلس النواب، أن استراتيجية نتنياهو العسكرية تُعرّض الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس “لخطر كبير”. ورفض أي خطة لضم الأراضي الفلسطينية – غزة والضفة الغربية – أو فرض التهجير الدائم للفلسطينيين المقيمين فيها. وأضاف: “غزة أرضٌ فلسطينية. لقد كنتُ واضحًا في هذا الشأن”.
وفي الإطار نفسه قال النائب جريج ميكس، وهو ديمقراطي بارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: “إذا كنت تريد التوصل إلى سلام دائم، فيجب أن يتم ذلك بحصول الفلسطينيين في نهاية المطاف على مكان يحكمون فيه أنفسهم إلى جانب الدول الأخرى في المنطقة”.
ويشعر عدد أكبر بكثير من الديمقراطيين بالغضب إزاء تعامل نتنياهو مع الصراع في غزة بشكل عام، والتصعيد الأخير بشكل خاص.
ويخشى البعض أن يكون هذا جزءا من استراتيجية أكبر للسيطرة على قطاع غزة بأكمله، وإزالة الفلسطينيين الذين يعيشون هناك وتطويره للاستهلاك الغربي – وهي الخطة التي روج لها الرئيس ترامب في عدة مناسبات منذ عودته إلى السلطة هذا العام.
وقال النائب هانك جونسون (ديمقراطي من جورجيا): “على الرغم من وجود بعض الاختلاف بين ترامب ونتنياهو بشأن قضايا السياسة العامة، إلا أنني أعتقد أنهما متحدان بشأن خطتهما لطرد الفلسطينيين – جميع الفلسطينيين – من غزة وإعادة تطويرها إلى منطقة فاخرة مع المستوطنات”.
وأضاف: “ليس لديهم أي رغبة في دولة فلسطينية”، وتابع. “حلّ الدولتين ميت في نظر نتنياهو وحزب “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” (MAGA)”.

التعليقات معطلة.