ترامب ينقلب على بوتين.. فهل بدأ التصعيد؟

2

ـ شيماء بهلول
بعد سنوات من الإشادة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصل إلى نقطة تحول مفصلية في علاقته مع الكرملين، معلناً هذا الأسبوع نفاد صبره من “هراء” بوتين، في تحول دراماتيكي قد يعيد رسم السياسة الأمريكية تجاه الحرب في أوكرانيا.
وكشفت تصريحات ترامب الأخيرة، التي أدلى بها في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” الإخبارية، عن دعم متجدد لأوكرانيا من خلال اتفاق جديد مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتزويد كييف بمنظومات صواريخ “باتريوت” الدفاعية، في خطوة اعتبرها مراقبون تحولاً ملحوظاً من نهج الرئيس المعروف بتفضيله التعاملات المباشرة القائمة على الصفقات.
نقطة تحول
وحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، يبدو أن ترامب قد وصل إلى نقطة تحول. فقد انتقل من إلقاء اللوم المُفرط على أوكرانيا، إلى اتهام روسيا، بإطالة أمدها دون داعٍ.
ويأتي هذا التغير في الموقف، بعد أن فشلت محاولات ترامب السابقة لإقناع بوتين بالتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب، التي بدأت باجتياح روسيا لأوكرانيا عام 2022.
ورغم ما وُصف بـ”شروط ترامب السخية” لوقف إطلاق النار، تجاهلها بوتين، ما اعتبره محللون ضربة لنهج ترامب القائم على الصفقات .
بعد “خيبة أمل” ترامب..روبيو: بدأنا نهجاً جديداً ومختلفاً مع روسيا – موقع 24
قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة وروسيا تبادلتا أفكاراً جديدة بشأن محادثات السلام في أوكرانيا، وذلك بعد اجتماعه مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في ماليزيا اليوم الخميس.
ولكن هذا التحول لا يخلو من المخاطر، أبرزها إمكانية تصعيد التوترات بين زعيمي قوتين نوويتين، في وقت تتصاعد فيه الهجمات الروسية على كييف.
كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا التغير سيستمر، خاصة أن ترامب لم يلتزم حتى الآن بتقديم مساعدات بحجم ما قدمته إدارة بايدن، والتي تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات.
زيادة الضغط
وتساءلت الشبكة بعد أن توصل الرئيس دونالد ترامب في النهاية إلى أنه لا يستطيع إقناع بوتين بالدخول في محادثات السلام، فهل هو على استعداد لمحاولة إجباره على الدخول فيها؟
وقال تشارلز كوبتشان، الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية، لسي إن إن: “أعتقد أن ترامب فهم الأمر الآن. عليه أن يضغط أكثر على روسيا إذا أراد التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا”.
ترامب يصدر “إعلاناً مهماً” تجاه روسيا بعد 72 ساعة – موقع 24
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، إنه سيصدر “إعلاناً مهماً” بشأن روسيا، اﻹثنين المقبل، دون توضيح ما الذي سيتضمنه.
وقد يشمل الضغط زيادةً في الأسلحة والذخائر الأمريكية لأوكرانيا، في حين تتعهد الدول الأوروبية، التي تخشى انسحاب ترامب من كييف، بزيادة مساعداتها. قد يكون الفرق هائلاً، إذا التزمت واشنطن التزاماً حقيقياً، وقد يُربك اعتقاد بوتين الراسخ بقدرته على الصمود أمام الغرب، وقدرته على كسب الحرب في نهاية المطاف.
وكذلك، قد يتقبل البيت الأبيض مشروع قانون مشترك بين الحزبين، يفرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا وحلفائها في الصين والهند.
مواجهة بين الزعيمين
ولفتت الشبكة إلى أن أحد المخاطر الكبيرة لفترة التوتر بين البيت الأبيض والكرملين، هو أن يقع ترامب وبوتين في دائرة من التصعيد، ربما للدفاع عن المصداقية الهائلة التي استثمراها في العلاقة.
وأوضحت أنه لا شيء في سلوك بوتين يوحي برغبته في مواجهة ترامب أو الولايات المتحدة. لكن الزعيم الروسي لطالما لوّح بالسلاح النووي خلال الصراع الأوكراني، على ما يبدو لتخويف الشعوب الغربية.
وفي نهاية المطاف، قد يعود ترامب إلى هذا الافتراض الاستراتيجي الذي طالما خيم على السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا. “الحقيقة هي أن أوكرانيا، وهي دولة غير عضو في حلف الناتو، ستكون عرضة للهيمنة العسكرية الروسية مهما فعلنا”. وفق تصريح للرئيس الأسبق باراك أوباما، في مقابلة مع مجلة “ذا أتلانتيك” عام 2016.
دوامة تصعيد
ورغم هذا التحول، لا يزال بعض المراقبين يشككون في دوافع الرئيس الأمريكي، ويتساءلون عمّا إذا كان غضبه من بوتين ينبع من خيبة شخصية بسبب فشل صفقة محتملة، أم أنه يعكس تغييراً استراتيجياً حقيقياً في رؤيته للحرب.
وفي وقت يتنامى فيه القلق من اندلاع دوامة تصعيد بين موسكو وواشنطن، يرى البعض أن هذا التوتر قد يكشف مدى جدية ترامب في تبني نهج أكثر صرامة تجاه روسيا، ويختبر قدرته على إعادة تموضع الولايات المتحدة في ملف بات أحد أعقد الملفات الجيوسياسية في العالم.
الكرملين: نترقب “البيان المهم” من ترامب – موقع 24
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إن روسيا تترقب “الإعلان الهام” الذي أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيكشفه يوم الإثنين المقبل.
ويبقى السؤال هو كيف سيؤثر هذا على السياسة الأمريكية تجاه الحرب وروسيا، وكذلك محاولات ترامب نفسه لممارسة الزعامة الأمريكية، والسياسة الداخلية حول أوكرانيا؟

التعليقات معطلة.