اخبار سياسية

تركيا تحجب إنستاغرام بعد اتهام المنصة بمنع نشر “رسائل التعازي” باغتيال إسماعيل هنية

قامت تركيا بحجب تطبيق إنستاغرام بعد اتهام المنصة بحذف المنشورات التي تنعى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية. ويوجد أكثر من خمسين مليون منتسب لموقع إنستاغرام في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.

أعلنت هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية (بي.تي.كيه) الجمعة عن حجب منصة إنستاغرام للتواصل الاجتماعي، بدون إبداء أسباب أو تحديد مدة الحجب الذي جعل تطبيق المنصة على الهاتف المحمول غير متاح أيضا.

وفي وقت سابق، عبر رئيس قطاع الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون عن استيائه من المنصة بشدة، مؤكدا أنها “تمنع الناس من نشر رسائل التعازي” بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي يوارى الثرى الجمعة في قطر.

وكتب ألتون عبر إكس “إنها محاولة رقابة واضحة وجلية”.

لكن الهيئة نفت ارتباط قرارها باغتيال هنية وأكّد مسؤول فيها طلب عدم كشف اسمه لموقع “ميديا سكوب” المتخصص “لم نحجب الموقع لهذا السبب، لا يوجد شيء من هذا القبيل”.

وذكر أسبابا منها “إهانات لأتاتورك”، مؤسس نظام جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، و”سلسلة جرائم” إلكترونية.

ووفق هذا المسؤول، طُلب من المنصة إزالة هذا المحتوى “خلال فترة معينة” وأضاف “إذا لم تحل المشكلة، لدينا الحق في حجبها تلقائيا”.

تعد إنستاغرام أكثر من خمسين مليون منتسب في تركيا من أصل تعداد سكاني يبلغ 85 مليون نسمة، بحسب وسائل الإعلام التركية.

ونشرت الهيئة على موقعها الإلكتروني قرارا يفيد بأنه “تم حجب إنستاغرام.كوم بقرار صادر في الثاني من آب/أغسطس”، بدون أن تورد أي تفاصيل إضافية.

كما أفاد العديد من مستخدمي الإنترنت في تركيا صباح الجمعة عبر منصة إكس أنه لا يمكنهم الدخول إلى صفحاتهم على إنستاغرام.

رقابة غير مبررة
وكتب الخبير التركي في القانون الرقمي يامان اكدينيز عبر منصة إكس “تعذر الدخول إلى إنستاغرام.. قرابة الساعة 3,00 هذا الصباح بموجب توجيه إداري. صدر القرار إما عن الرئاسة وإما عن وزير. على هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن تطرح قرارها على قاض للمصادقة عليه. لا ينبغي أن يصادق أي قاض على مثل هذا الطلب”.

وتابع الخبير أن “الرقابة المفروضة على إنستاغرام اعتباطية ولا يمكن إطلاقا تفسيرها أو تبريرها”.

ولجأ مستخدمو إنستاغرام إلى إكس حيث يتبارون في السخرية في تعليقاتهم على قرار حجب الموقع، فينشرون صور قطارات وأروقة مترو مكتظة يعلقون عليها “إكس حين سيستيقظ الأتراك ويكتشفون أن إنستاغرام محجوب”، مرفقا بوسم#instagramdown (إنستاغرام مقطوع).

وكتب أحد المستخدمين “إنستاغرام محجوب في تركيا، إنها نهاية الحياة” تحت صورة رجل مفجوع.

وكشف العديد من المستخدمين الذين لديهم “شبكة خصوصية افتراضية” (في بي إن) للاتصال بخدمة الإنترنت من عنوان خارج تركيا، أن رسالة من الرئيس رجب طيب أردوغان يتمنى فيها لمتابعيه “جمعة سعيدة” مع صورة مئذنة، حُذفت بسرعة بعد عملية الحجب.

سبق أن حجبت السلطات التركية موقع ويكيبيديا من نيسان/أبريل 2017 إلى كانون الثاني/يناير 2020 بسبب مقالين نشرا على الموقع يربطان بين أنقرة ومنظمات متطرفة.

وإن كانت حكومة أردوغان تُتهم بانتظام بارتكاب انتهاكات لحرية التعبير، فإن هذا القرار كان له وقع الصدمة من حيث الكمية غير المسبوقة من المحتويات التي تم حجبها.

وفي منتصف نيسان/أبريل، أعلنت مجموعة ميتا العملاقة الأمريكية، الشركة الأم لفيس بوك، تعليق شبكتها الاجتماعية “ثريدز” في تركيا بعد قرار من هيئة المنافسة التركية يهدف إلى منعها من مشاركة البيانات مع منصتها الأخرى إنستاغرام.

فرانس24/ وكالات