مقالات

{تركيا تستعد للحرب}

حسن فليح /محلل سياسي


ان نقل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سلطة إعلان التعبئة وحالة الحرب إلى صلاحياته ، بعد أن كانت في السابق من صلاحيات مجلس الوزراء الذي أُلغي، عقب تطبيق النظام الرئاسي في البلاد عام 2018 ، لم ياتي من فراغ في ضل التداعيات والصراعات التي تشهدها المنطقة ، وبذلك تكون تركيا قد استعدت للحرب التي تنظر اليها من زاوية انها لابد ان يكون لها دور متميز في ادارة شؤون المنطقة وان الظروف اصبحت مؤاتية اكثر من اي وقت مضى في رسم وضمان مصالحها في المستقبل ، وجاء في تعليق لوزارة الدفاع التركية بخصوص التعبئة انها الحالة التي يتم فيها تقييد الحقوق والحريات جزئياً أو كلياً بموجب القانون، ولإعلانها، يجب أن يكون هناك احتمال وشيك للحرب مع دولة أو دول أخرى !! كما اشار المتحدث الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم إن «لائحة التعبئة وحالة الحرب»، تم تحديثها بما يتوافق مع «التغيرات الجيوسياسية» في المنطقة ؟! من الواضح ان طموحات تركيا واستعدادها للحرب في المرحلة الراهنة لن يأتي من فراغ بل انها شعرت وتأكدت ان الحرب بالمنطقة باتت وشيكة وحتمية، كون ان المنطقة ومايحيط بها من مشاكل وحروب مرشحة للتصعيد امر لابد من الاستعداد واتخاذ التدابير اللازمة لها ، بلا شك ان الحكومات الفاشلة، والسياسات الفاشلة التي تعاني منها دول المنطقة وبالاخص العراق الذي غاب عن معادلة الصراع الاقليمي والدولي منذ عام 2003 لم تجلب إلا الكوارث والحروب التي يحدد بدايتها ونهاياتها اطراف خارجة عن ارادة الدول العربية وحكوماتها الهزيلة ، المحاصرة الان بقوى دولية عسكرية واقليمية جاهزة لاشعال الحرب بالمنطقة بالوقت الذي تريده ، في حين لم يكن حكام العرب ودولهم مستعدين لها !! الامر الذي سيعرضهم للعنة شعوبهم وسيذكرهم التاريخ انهم عار القرن في الشرق الاوسط ،
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الدستور الحالي الذي يحمل روح الانقلابات والوصاية لا يمكنه أن يحمل تركيا إلى قرنها الجديد ؟!
ومن هذا الكلام نفهم
ان التحركات التركية العسكرية منها والسياسية المصحوبة برغبتها في القيام بدور جوهري على نطاق إقليمي في مرحلة الراهنة ، وعلى نطاق دولي اوسع بالمرحلة لاحقة ، هذا الدور الإقليمي ليس مجرد رغبة تركية اوردغانية بل هو جزء من مشروع دولي مرسوم سلفا بحكم موقعها الجيوسياسي وإمكانياتها الحضارية والثقافية وبحكم ارتباطها وقربها من بؤر التوتر بالمنطقة ، علما ان تركيا مهدت وتحضرت لذلك من خلال توغلها بالاراضي السورية والعراقية وبناء قواعد عسكرية لها في البلدين لانها تعلم ان البداية تكمن من سوريا والعراق .