وقال أردوغان في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الأميركي، دونالد ترمب، قبل يومين إن “المنطقة الآمنة” ستمتد من مدينة رأس العين إلى جرابلس، دون أن يحدد ماذا سيكون مصير مدينة كوباني، التي تقع بين المنطقتين على الحدود السورية ـ التركية.
كما أعاد الانتشار الروسي، في قاعدة مطار صرين بريف المدينة تسليط الضوء على مصيرها.
وتعليقاً على تلك النقطة، قال محلل سياسي سوري مقيم في واشنطن إن “روسيا لا تمانع حصول أي تغييرٍ ديمغرافي في مدينة كوباني، بل على العكس تماماً، تفضل موسكو هذا السيناريو كعقابٍ لقوات سوريا الديمقراطية، ولتشكيل حزامٍ متطرف يفصل بين كورد تركيا وسوريا”.
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي عهد الهندي في مقابلة مع “العربية نت” أن “أردوغان يريد منطقة تمتد من مدينة عفرين غرباً وصولاً إلى الحدود العراقية شرقاً وبعمق يصل للطريق الدولي M4 في هذه المناطق”.
وأشار إلى أن “هذا المشروع لن يتم دون موافقةٍ روسيّة وفي حال تنفيذه، لن تقدم واشنطن حلولاً عسكرية، لكنها ستصعد من عقوباتها على أنقرة”.
إقليم النفط
كما اعتبر أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو الّذي سيمنع أو يسمح بقيام هذا الإقليم وهناك نخب عسكرية روسية تريد إنشاء إقليمٍ شمال سوريا وتقترح ضمه لتركيا لاحقاً بعد إفراغه من الكورد كطريقة للتخلص من المتطرفين في سوريا، بعد أن استطاعت موسكو جمعهم من مختلف المناطق السورية”.
إلى ذلك، عبر المحلل السياسي عن “مخاوفه” من إنشاء هذا الإقليم بالقول إن “التخوف يكمن في أن البعض من إدارة ترمب قد يرى أن مدن وقرى الكورد عبارة عن بيوت طينية وبضعة أشجار، وأنهم سيساعدون هؤلاء الكورد عبر نقلهم لما أطلق عليها ترمب اسم (إقليم النفط)، حيث بإمكانهم بناء الأبراج السكنية وأن يعيشوا فيها بعيداً عن تركيا”.
كما شدد على أن “بقاء القوات الأميركية في بعض مناطق الرقة ودير الزور رغم ضرورة وجودها، لكن هذا الأمر لن يرضي الجانب الروسي، لذلك قد تسمح موسكو لأنقرة بالدخول إلى مدينة كوباني التي باعتقادي لا تزال في خطر”.
قلق رغم الوعود
وبالرغم من الوعود الأميركية المقدمة للجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات “سوريا الديمقراطية” بعدم وجود نيّة تركيّة لاقتحام مدينة كوباني، إلا أن سكانها قلقون من أي هجومٍ تركي محتمل، في وقتٍ لم تصل فيه هذه القوات إلى أي اتفاقٍ مع حكومة الأسد.
ولم يمنح دخول قوات النظام السوري مع الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة الشهر الماضي، أي تطميناتٍ إضافية للأهالي الّذين يتخوفون من هجومٍ تركي وشيك على مدينتهم.
ويقول بعضهم لـ “العربية نت” إن “الروس قد يكررون ما فعلوه في عفرين، فقد انسحبوا من قواعدهم العسكرية هناك وسمحوا للجيش التركي بدخولها”. ويضيفون “لا نريد أن يتكرر الأمر ذاته في كوباني، لا نريد أن نترك أرضنا”.
يذكر أنه مع الأيام الأولى للهجوم العسكري الّذي شنته أنقرة على مناطقٍ سوريّة تقع على الحدود مع تركيا وتخضع لسيطرة سوريا الديمقراطية وحلفائها المحليين، نزح عشرات آلاف السكان من مدينة كوباني باتجاه منبج والقرى الجنوبية في المدينة التي تقع معظمها على طريق حلب ـ الحسكة، لكنهم عادوا إلى المدينة مرة أخرى قبل أيام.