الحملة الأمنية جاءت بعد ساعات من انفجار استهدف مقر وزارة الداخلية بأنقرة
قالت وسائل إعلام رسمية تركية إن الشرطة اعتقلت أمس الإثنين نحو 145 شخصاً في 18 إقليماً بأنحاء البلاد للاشتباه في صلتهم بحزب العمال الكردستاني المحظور.
وجاءت الاعتقالات التي تركزت في إقليم شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا بعدما أعلن حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن هجوم وقع الأحد في أنقرة استهدف مقر الشرطة ووزارة الداخلية.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول من أمس الأحد، بمنع “الإرهابيين” من تحقيق “أهدافهم”، بعد ساعات من الهجوم الذي وقع قبيل افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة التي كانت ستصادق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ووقع الهجوم في الشارع، حيث تقع وزارة الداخلية، الذي كان شبه مقفر وسط هطول أمطار غزيرة، وباستثناء العنصريين الأمنيين والمهاجمين، لم يؤد الهجوم إلى وقوع ضحايا آخرين.
وسمع دوي انفجار قوي على بعد كيلومترات، وأظهر مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة، سيارة رمادية اللون تقف ببطء أمام مقر الشرطة، نزل الراكب الأمامي وتقدم شاهراً سلاحه قبل أن يطلق النار ويقوم بتفجير نفسه أمام نقطة الحراسة.
منذ مايو (أيار) 2022، عرقلت تركيا انضمام الدولة الإسكندنافية إلى الـ”ناتو”، معللة السبب بإيوائها “إرهابيين” وحركات كردية تصنفها أنقرة كمنظمات “إرهابية”.
ولا يزال موقف أردوغان غامضاً في هذا الملف، إذ يكرر قول، إن البرلمان يتمتع بالسيادة، وإنه وحده من يستطيع أن يقرر عضوية السويد في الحلف.
وسارع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إلى الإعلان في بيان، أن بلاده “تؤكد مجدداً التزامها التعاون طويل الأمد مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب”. كذلك قدم عدد من المسؤولين الأجانب دعمهم لتركيا معربين عن تضامنهم وإدانتهم للهجوم. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه “مصدوم”، كما دانت ألمانيا والمملكة المتحدة وسفارة الولايات المتحدة في أنقرة الهجوم.
وشهدت أنقرة هجمات عديدة وعنيفة بين عامي 2015-2016، تبناها الانفصاليون الأكراد في حزب العمال الكردستاني أو تنظيم “داعش”.
وخلال آخر هجوم في مارس (آذار) 2016، أدى انفجار سيارة مفخخة في منطقة كيزيلاي بوسط العاصمة إلى مقتل 38 شخصاً وإصابة 125 آخرين، ونسب الهجوم إلى منظمة “صقور حرية كردستان”، وهي جماعة متطرفة صغيرة قريبة من حزب العمال الكردستاني.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2015، أدى هجوم أمام محطة قطارات أنقرة المركزية نسب إلى تنظيم “داعش” إلى مقتل 109 أشخاص.
ووقع آخر هجوم تم تسجيله على الأراضي التركية في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في شارع تجاري بإسطنبول أدى إلى سقوط ستة قتلى و81 جريحاً، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه، لكن السلطات نسبته إلى حزب العمال الكردستاني.