اقترب العلماء من التوصل إلى أسباب وجود رائحة خاصة ذات صلة بمرضى باركنسون، المعروف باسم الشلل الرعاش.
ويأمل هؤلاء العلماء في أن يفضي ذلك إلى إجراء أول فحص تشخيصي لتحديد المرض، وذلك بعد أن توصلوا إلى هذا الاستنتاج بفضل سيدة تدعى جوي ميلني أدهشت الأطباء بقدرتها على اكتشاف المرض من خلال رائحة خاصة.
وتوصل فريق من جامعة مانشستر إلى وجود جزيئات مميزة تبدو متركزة في جلد مرضى باركنسون.
ويصاب واحد من كل 500 شخص في بريطانيا بمرض باركنسون، وتشير إحصاءات إلى إصابة 127 ألف شخص في شتى أرجاء بريطانيا.
رائحة المسك
ويتسبب المرض في تعثر المصابين في المشي والحديث والنوم.
ولا يوجد حاليا أي فحص طبي محدد للمرض، ويستطيع الأطباء تشخيصه من خلال ملاحظة الأعراض، وهي نفس الطريقة التي يجري بها تشخيص المرض منذ عام 1817 عندما اكتشف جيمس باركنسون المرض أول مرة.
وقد يتغير كل شئ بسبب جوي ميلني التي شخص الأطباء حالة زوجها وهو في سن 45 عاما بأنه مصاب بمرض باركنسون.
ولاحظت جوي قبل نحو 10 سنوات من تشخيص حالة زوجها أن بإمكانها شم رائحة مسك غير عادية.
وقالت جوي :”مررنا بفترة مضطربة جدا عندما كان في سن 34 أو 35 عاما، عندما اعتدت أقول له (أنت لم تستحم ولم تغسل أسنانك جيدا)”.
وأضافت :”كانت رائحة جديدة، لم أكن أعلم ما هي. اعتدت أن أقول له ذلك، وانزعج بشدة، فاضطررت إلى أن أتحلى بالهدوء”.
وربطت جوي، وهي ممرضة متقاعدة، بين هذه الرائحة والمرض بعد لقاء عدد من الأشخاص لديهم نفس الرائحة المميزة عن طريق مجموعة دعم مرضى باركنسون في بريطانيا.
وقالت للعلماء خلال مؤتمر علمي إن الفحوص التالية التي أجراه الطبيب تيلو كوناث من جامعة إدنبره أكدت قدرتها على ذلك.
وخضعت جوي لتجربة تمثلت في إعطائها 12 قميصا لشم رائحتها، من بينها 6 قمصان ارتداها مرضى باركنسون و6 قمصان أخرى ارتداها متطوعون لا يعانون من المرض.
ونجحت جوي في تحديد القمصان الستة التي ارتداها مرضى باركنسون، واستطاعت أيضا تحديد رائحة قميص ارتداه متطوع في مجموعة الدراسة غير مصاب بمرض باركنسون.
وقيل لها بعد ثلاثة أشهر من التجربة إن هذا الشخص أصيب بمرض باركنسون.
عدم توافر علاج
وقال كوناث :”قالت لنا إن هذا الشخص مصاب بمرض باركنسون قبل أن يعرف هو وقبل أن يعرف أي شخص آخر”.
وأضاف :”لذا بدأت أصدقها، وأصدق أنها قادرة بالفعل على اكتشاف مرض باركنسون وعن طريق الرائحة التي تنتقل إلى قميص ارتداه شخص مصاب بمرض باركنسون”.
وتوفي زوج جوي عام 2015 عن عمر ناهز 65 عاما.
ومازال لايوجد أي علاج للمرض وكان آخر وعد من جوي لزوجها أنها ستستفيد من قدرتها الخاصة بما يساعد الآخرين.
واستعان كوناث بمساعدة البروفيسور برديتا باران، خبيرة التحليل الكيميائي بجامعة مانشستر، في مسعى لعزل الجزيئات الفعلية التي تتسبب في الرائحة التي تستطيع جوي شمها.
اكتشفت برديتا باران وفريقها وجود جزيئات مميزة في مرضى باركنسون لا تتوافر في غير المصابين
وجمع فريق باران عينات من مرضى مصابين بمرض باركنسون ومجموعة دراسة غير مصابة، لتحديد إذا كان يوجد أي توقيع جزيئي يتميز به المصابين بالمرض فقط.
ووضع فريق العمل العينات في جهاز مطياف الكتلة لعزل الجزئيات الفردية ووزنها.
وأشارت أول نتائج الفحص إلى وجود 10 جزئيات مميزة في المرضى المصابين بمرض باركنسون.
وقال باران إن الفضل يرجع إلى جوي التي لولاها لما توصلنا إلى ذلك.
وأضاف :”الصدفة لعبت دورا فضلا عن اقتناع جوي وزوجها بأن ما تشمه قد يمثل شيئا يفيد السياق الطبي وقد بدأنا العمل بالفعل”.