حسن فليح /محلل سياسي
في اول تصريح للسيد ستيفن هتشن السفير البريطاني فوق العادة في بغداد بعد للقائه بالسيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حيث قال( يجب ان يكون المسؤول البريطاني في العراق متواضعا واجتماعي هذا برئيس الوزراء كان اجتماعا تمهيديا والعراق يجب ان يكون مزدهرا ) هكذا تحدث وصدر نفسه مسؤولا وليس سفيرا للعراق ولم يتحدث عن تقديم اوراق اعتمادة كسفير وقال اجتماعي برئيس الوزراء كان اجتماعا تمهيديا بمعنى هناك اجتماعات اخرى ستتبع اللقاء الاول ، وهذا يعني ان على حكومة السوداني ان تستمع جيدا لطروحات وتعليمات واوامر المندوب السامي لادارة المرحلة القادمة ، وبرؤيا بريطانية هذه المرة وليس برؤيا امريكية ايرانية كما هو الحال الذي اعتادت عليه الطبقة السياسية ، ومن الملاحظ جاء المندوب السامي الى بغداد بعد مغادرة السفيرة الامريكية رومانسكي لفسح المجال كاملا للسيد ستيفن لينفذ بما جاءَ لاجله ، وهذا امر متفق عليه بين البريطانيين والامريكان بعد تسليم واشنطن الملف العراقي بالكامل للانكليز ، علما ان السفيرة الامريكية طلبت من الكونكرس الامريكي الى جلسة استماع لتقريرها عن الاوضاع بالعراق وبعدها يترك الامر للادارة الامريكية لكي تقرر بما يلزم عمله مستقبلا بشأن الوضع المتردي والفساد المستشري علما ان تقريرها يدعو الى سحب الثقة عن النظام السياسي الحالي ، ابو ناجي سيقلب الوضع راسا على عقب ولن يعترف بالعملية السياسية سيئة الصيت ، وتجربة العشرين عاما كانت خير دليل على تكريس واقع مرير عاشه الشعب من قتل وتدمير وفساد قامت به الاحزاب والكتل الموالية لايران وبدعم مباشر من النظام الايراني ، وبذلك لايمكن لأي راعي دولي جديد ان يقوم بالاعتماد على تلك التجربة والبناء عليها او ترميمها او تعديل سلوكها ، يجب مغادرتها وأنهاء الشرعية الدولية عنها ، لاسيما وان بريطانيا صاحبة التجربة العميقة والدراية الكافية بالمجتمع العراقي ، وهي من اسست التاريخ السياسي للعراق ، ان كمية الملفات التي تدين الشخوص والاحزاب وقادة الكتل والرموز الدينية التي هي الان بيد المندوب السامي والفريق المرافق له كفيلة بأن تنهي والى الابد كمية الدجل الديني والسياسي والسلاح المتمثل بالجيوش الايرانية التي دربتها وسلحتها طهران داخل العراق لحماية مصالحها وحماية النظام المفسد وذيولها ، بالتاكيد هي معركة وعملية تغيير ليست سهلة وتبدو عقيمة ولكن الانكليز جائو ليحكمو العراق ولذي نراه نحن العراقيون عقيما ومستحيلا سيكون سهلا وامتاحا لهم كونهم جهابزة السياسة والادارة وعلمو البشرية فن السياسة وهي للعبتهم ولا احد في هذا الكون يستطيع ان يجاريهم او يتبارى معهم ، سيدفع الانكليز في مقبل الايام لاثارة الاقتتال بين الفصائل المسلحة دون عناء بدليل ان بوادرها واضحة للعيان ولا تحتاج مجهود كبير بالتزامن مع فتح ملفات الفساد التي ستذهل الجميع من هولها وستكشف حجم التآمر على العراق وشعبة وستنهي وتعري الطبقة السياسية قانونيا وشرعيا وتجريدهم تماما ليصحو بعد فوات الاوان ، ومن المحتمل سيتخذ الانكليز من التيار الصدري العكازة التي يتكي عليها ويديرها في بداية الامر كون التيار الصدري منظم ويسمع ومطيع لقائده وهذا الجمع المهم من ضروري جدا القيام باحتوائه طالما هناك رأس يديرة ويتحكم به ، لعبور مرحلة مهمة في عملية تفكيك وتلاشي قوة ايران ومناصريها ، ومن الجدير بالذكر ان السيد مقتد الصدر جاهز ليلعب دورا اساسيا ضد ايران وضد خصومة السياسين التابعين لها وللذين اقصوه من تشكيل الحكومة وقتلو مناصريه في اقتحام المنطقة الخضراء العام الماضي ، شرط ان يجد القوة الدولية التي تقف خلفة وتدعم تحركاته والتي باتت جاهزة الان ، علما ان فتوى حل الحشد جاهزة في اللحظة المناسبة ، وكل شيئ يجري بايقاعات هادئة ، ولكنها مدوية ومفاجئة في حينها وصولا لوقت الذروة وساعة الحسم .