تؤكد بحوث علمية كثيرة فوائد الشاي الصحية. ولكن ما قد لا يعلمه كثيرون هو أن هذه الفوائد ليست واحدة لدى جميع أنواع الشاي؛ بل يتميز كل نوع بفوائد مختلفة عن غيره.
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء، حول الفوائد الصحية لأنواع الشاي المختلفة، وقد ذكروا ما يلي:
الشاي الأسود
تشير البحوث إلى أن الشاي الأسود يحتوي على أعلى تركيز من مركبات الفلافونويد. ويعتبر لونه الداكن دليلاً قاطعاً على ذلك.
ولمركبات الفلافونويد فوائد طبية عديدة، بما في ذلك خصائص مضادة للسرطان، ومضادة للأكسدة، ومضادة للالتهابات، ومضادة للفيروسات. كما ثبت أن بعضها له تأثيرات وقائية في الأعصاب والقلب.
ومن الأطعمة الأخرى الغنية بهذه المركبات: الشوكولاتة الداكنة، والتوت الأسود.
ويحتوي الشاي الأسود أيضاً على كمية كبيرة من إل-ثيانين، وهو حمض أميني يمكن أن يجعل بعض الأشخاص يشعرون بمزيد من الهدوء والاسترخاء، دون أن يكون له تأثير مهدئ.
وتشير إحدى الدراسات إلى أن الشاي الأسود تحديداً قادر على خفض ضغط الدم. ويقول اختصاصي التغذية سام رايس: «إن المركبات الموجودة في الشاي الأسود تجعله مفيداً بشكل خاص لصحة القلب والأوعية الدموية وخفض الكوليسترول».
الشاي الأخضر
يحتوي الشاي الأخضر على مجموعة هائلة من الكاتيكين، وهو نوع من مركبات البوليفينول معروف بفوائده الكبيرة لحماية القلب وتعزيز صحة الدماغ. وتشير دراسات كثيرة إلى أن شرب كميات وفيرة من الشاي الأخضر يمكن أن يوفر حماية من مجموعة من أنواع السرطان.
ويُعرف أقوى أنواع الكاتيكين في الشاي الأخضر باسم «EGCG». وتشير بعض البحوث إلى أن اتباع نظام غذائي غني به يمكن أن يقي من مرضَي ألزهايمر وباركنسون.
وأصبح «الماتشا» -وهو نوع من الشاي الأخضر المطحون- مشروباً خارقاً رائجاً في السنوات القليلة الماضية. ويقول رايس: «إنه نوع من الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة بشكل خاص. فإذا كنت تسعى إلى زيادة الكمية التي تتناولها من مضادات الأكسدة من خلال الشاي، فقد يكون (الماتشا) هو الخيار الأمثل».
ويحتوي الشاي الأخضر على كمية كافيين أقل من الشاي الأسود في المتوسط، ولكن البحوث تشير أيضاً إلى أنه يحتوي على نسبة أعلى من إل-ثيانين مقارنة بالشاي الأسود، مما يجعله مشروباً أكثر تحفيزاً للهدوء، وأقل تسبباً للتوتر.
وأكدت دراسات كثيرة أن الشاي الأخضر يُساعد أيضاً على إنقاص الوزن؛ لأنه يثبط الشهية.
شاي «أولونغ»
يُشار إلى شاي «أولونغ» أحياناً باسم الشاي «الأزرق»؛ نظراً للونه الأزرق المخضر بعد التجفيف.
وتشير بعض البحوث إلى أن شرب شاي «أولونغ» بانتظام قد يُعزز صحة القلب، ويمكنه حتى حماية الأسنان والعظام، وتعزيز مستويات الطاقة بالجسم، وتقليل الالتهابات.
وقد أكدت إحدى الدراسات أن شرب مرضَى السكري من النوع الثاني 6 أكواب من شاي «أولونغ» يومياً لمدة 30 يوماً قد يخفض مستويات السكر في الدم لديهم.
ويحتوي شاي «أولونغ» على كمية عالية نسبياً من الكافيين، وربما أكثر من الشاي الأسود العادي، وذلك حسب العلامة التجارية وطريقة تحضيره، لذا يُفضل الاكتفاء بكوب أو كوبين فقط منه.
شاي النعناع
يقول رايس إن شاي النعناع لطالما استُخدم لدعم صحة الجهاز الهضمي؛ حيث تظهر دراسات كثيرة أنه يُمكن أن يُخفف من عسر الهضم والغثيان.
وشاي النعناع -تحديداً- يمكنه أن يهدئ الأعراض لدى كثير من الأشخاص المُصابين بمتلازمة القولون العصبي. ولأنه خالٍ من الكافيين بشكل طبيعي، فمن المؤكد أن تحمُّله يكون أسهل على الأشخاص ذوي المعدة الحساسة؛ مُقارنة بأنواع الشاي الأخرى التي تحتوي على كافيين.
شاي الزنجبيل والليمون
يُكثر الأشخاص عادة من تناول شاي الزنجبيل والليمون عند إصابتهم بنزلة برد، أو بمشكلات أخرى في الجهاز التنفسي.
ويتمتع الزنجبيل بخصائص مضادة للفيروسات، كما أن الليمون غني بفيتامين «سي»، مما يُساعد على دعم جهاز المناعة. ويُمكنك أيضاً إضافة العسل الذي ثَبُتَت فاعليته في تهدئة التهاب الحلق.
وهناك أيضاً بعض الأدلة التي تُشير إلى أن شاي الزنجبيل وحده يُمكن أن يُخفف الغثيان وآلام هشاشة العظام وتقلصات الدورة الشهرية، كما يُمكنه أن يُساعد في ضبط سكر الدم.
شاي البابونج
يُعتبر شاي البابونج بمنزلة باربيتورات طبيعية (نوع من المهدئات). فهو يعمل كمهدئ خفيف من خلال التأثير على مستقبلات البنزوديازيبين في الدماغ المرتبطة بالأرق والتوتر. ولهذا السبب يشربه كثيرون قبل النوم، لمساعدتهم على النوم العميق.
وتشير بعض البحوث إلى أنه قد يكون مفيداً بشكل خاص لكبار السن الذين يجدون صعوبة في الحصول على قسط كافٍ من الراحة ليلاً.