(تغيير النظام السياسي الحالي بالعراق أصبح واقعا لامحال)

1

حسن فليح / محلل سياسي

أصدرت المؤسسة الملكية الإنكليزية قرارا بتعين السيد ستيفن هبتشن المسؤول عن مكافحة الإرهاب سفيرا فوق العادة لها في بغداد ، سيزاول مهام عمله في الشهر السابع من السنة الحالية ، من هو السيد ستيفن هبتشن ؟ هو رجل إنكليزي يهودي يجيد اللغة العربية بطلاقة وكان المسؤول عن الأمن القومي البريطاني بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، جاءَ هذا القرار بعد أيام من تسليم الولايات المتحدة الملف العراقي لبريطانيا بعلم الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، وتزامن هذا الحدث قبل يوما واحدا من زيارة الوفد ألامني و السياسي ممثلا عن حكومة السوداني إلى الولايات المتحدة ، وتم خلال المقابلة إبلاغ الوفد العراقي بان ملف العراق أصبح بعد آلان بيد بريطانيا والبريطانيا رؤيا تختلف كليا عن رؤية الولايات المتحدة في إدارة شؤون العراق وعليكم الاستعداد لذلك بالابتعاد عن إيران وحل المليشيات و الارتباط أكثر بدول الخليج و ربما الاستعداد للمغادرتكم لنظام الحكم ، لأننا لا نعلم ماذا يدور في ذهن البريطانيين وما يخططون له للعراق بالضبط ، هذا ماجاء على للسان الإدارة الأمريكية للوفد العراقي ، بريطانيا آلان لديها السعي لإعادة امبراطوريتها المتهالكة واعادة تأهيلها بشكل جديد يواكب التطورات الدولية وما حصل بالشرق الأوسط و العراق تحديدا و بدءا من بغداد لسد الفراغ السياسي و الأمني و منع العبث الإيراني فيه ، وأن تعين السيد ستيفن هبتشن من قبل المملكة البريطانية هو بمثابة المندوب السامي لها بالعراق لإدارة المرحلة القادمة ، الأمر الذي يعني أننا إمام متغير حتمي و جوهري على العراقيين الاستعداد له ، لا يمكن لبريطانيا أن تعيد ترميم العملية السياسية بشكلها الحالي وشخوصها بعد الفشل الذريع لها طيلة السنوات التي أعقبت الاحتلال والتي أذاقت العراقيين الويل والثبور ، أن تغيير النظام الحالي أول مايعنيه هو انتزاع العراق من الهيمنة الإيرانية وانها التعاون الخفي بين الولايات المتحدة والنظام في ايران بالشأن العراقي ، حيث ان الامر سيخلق اثرا هائلاً وكبيرا على مستوى المنطقة وليس على العراق فحسب ، ليس غريبا أن تعود بريطانيا للعراق الغريب أن لاتعود خاصةً في ضل المتاهة الكبيرة التي يعيشها العراق آلان وفي ضل الفشل الأمريكي على الصعيد التجربة بالعراق وعلى مستوى المنطقة ، لا سيما وان هناك بوادر لمتغير عالمي قادم لتشكيل عالم جديد متعدد الأقطاب ، والجدير بالذكر أن تاريخ العراق الحديث هو تاريخ بريطاني وهي من أسست أول نظام سياسي ملكي و دستور حديث تم أنجازه عام 1925 ، وعند كتابة الدستور حين ذاك ألزمت بريطانية الحكومة العراقية بكتابة الدستور على أن لايتعارض مع معاهدة الانتداب البريطاني على العراق ، وكان المندوب السامي يراقب كل نقطة وفقرة دستورية حين تكتب لكي لاتكون خارج الرغبة البريطانية ، أذن المشروع البريطاني الجديد ذات أسس و جذور ولم يأتي من فراغ كما حصل لأمريكان في عام 2003 ، وتشعر بريطانيا انها الأجدر و الأدهى و لاعلم بإدارة شؤون العراق ، ولديها الشرعية الدولية لذلك ، هناك من يعتقد أن بريطانيا ستغير نظام الحكم بطريقة ناعمة والكن كل المؤشرات و الحيثيات لاتدل على ذلك ، القادم دموي ومرحلة نزاعات مسلحة شيعية شيعية سنية سنية كردية كردية كون الجميع عبثين بلا مشروع وطني حقيقي نابع من معاناة العراقيين و واقعهم المرير ومعبر عن تطلعاتهم و يحاكي هموهم ، وبوادر ذلك الصراع واضحة للعيان الان ، ابو ناجي في طلته الجديدة ليس غريبا عليه التعامل مع العراقيين ، بريطانيا هي التي صنعت دولا و أنظمة حكم حول العالم ، و لأننسى أن التحولات السياسية و أنظمة الحكم التي تعاقبت منذُ الاستقلال ولحد آلان جاءت جميعها با ٔ رادة الدولية خارجة عن إرادة الشعب الحقيقية ، كان ذلك بسبب عجز العراقيين من خلق موقف وطني موحد إزاء قضاياهم المصيرية وخير دليل على ذلك تخبطهم وفشلهم الذريع باغتنام الفرصة التاريخية بعد ال2003 ولحد اللحظة و أدارتهم السيئة للحكم و انهيار المنظومة القيمية و الأخلاقية لدى السياسيين أحزابا كانوا أم أشخاصا على حساب المبادئ والقيم الوطنية ، مما جعل العراق دولة هشة تتقاذفها الأرادات الدولية و الإقليمية دون رادع .

التعليقات معطلة.